لايکف ولن يکف قادة و مسؤولوا نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من التطاول و الاستخفاف ببلدان المنطقة التي زرعوا نفوذهم المشبوه و الخبيث فيها، وهم مافتئوا من إطلاق التصريحات تلو التصريحات المثيرة للإستهجان و الاشمئزاز عندما يعمدون الى تصوير هذه البلدان مجرد إقطاعيات تابعة لهم وإنها”أي هذه البلدان”، بمثابة سوح للمواجهة و تصفية الحسابات مع أعداء النظام!
العراق و سوريا بشکل خاص، من أکثر البلدان الموبوءة بسرطان نظام ولاية الفقيه و سمومه وکلاهما دفعا و يدفعان ثمنا باهضا للدور و النفوذ الايراني فيهما خصوصا وإنه يتم على حساب أمن و إستقرار هاتين الدولتين و على حساب مصالحهما العليا، ولعل التصريح الاخير لنائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي، قائلا: “إن الجيشين العراقي والسوري يشكلان عمقا استراتيجيا لإيران” ويتمادى في تصريحه الصلف هذا عندما يردف قائلا أن:” “الجيشين السوري والعراقي يشكلان العمق الاستراتيجي الدفاعي لإيران، وأفضل استراتيجية للاشتباك مع العدو هي في مناطق بعيدة عن إيران”،”، ولاندري کيف يتم إطلاق هکذا تصريح صلف يجعل من العراق مجرد ساحة للنظام الايراني کي يصفي حساباته و مواجهاته مع أمريکا بعيدا عن أراضيه، والمسؤولين العراقيين و السوريين يلتزمون الصمت المثير لأکثر من الشبهات؟
نفوذ هذا النظام القمعي الاستبدادي المعادي لشعبه قبل کل شئ في العراق و سوريا، تسبب و يتسبب في إلحاق الکثير من الاذى و الضرر البالغ بالمصالح الاستراتيجية للبلدين، خصوصا وإنه يسعى لإستخدام البلدين کجسرين و معبرين له من أجل الوصول الى مآربه و نواياه المشبوهة المتناقضة من السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، وقد إنعکس هذا النفوذ السرطاني سلبا على الشعبين السوري و العراقي الى أبعد حد خصوصا بعد زرع کل أسباب و مقومات الاختلاف و المواجهة و الانقسام بين أبناء شعبي البلدين أنفسهم، لکن و عندما يتطاول هدا النظام و يذهب بعيدا بإيحائه بأن العراق و سوريا ساحتين لمواجهة الولايات المتحدة الامريکية بإستخدام الجيشين العراقي و السوري ضد الجيش الامريکي، وهو يتناسى أو يتجاهل ماقد جرى للجيش العراقي من جراء مواجهته الخاسرة مع أمريکا و يسعى لإعادة تلك التجربة المرة من أجل سواد عيون النظام الايراني!
النظام الايراني له قائمة طويلة و عريضة جدا من المشاکل و الامور العالقة مع الغرب عموما و أمريکيا خصوصا وهو وفي وضعه الحالي البائس بعد إنتفاضة کانون الثاني 2018، التي کشفته على حقيقة أمره حيث إنه قاب قوسين أو أدنى من السقوط على يد شعبه، يريد من خلال هکذا تصريحات”سمجة”و”سخيفة”و”بائسة جدا”، أن يغطي على أوضاعه الوخيمة، رغم إنه من الواجب الوطني و الاخلاقي أن يرد المسؤولون العراقيون و السوريون عليه و يلقمونه حجرا!