يجب على النظام الايراني أن يشعر بالکثير من القلق عندما يجد نفسه في نفس المکان والموضع الذي کان فيه عندما غادر ترامب البيت الابيض وإستلم بايدن زمام الامور، ذلك إنه ولحد الان وعلى الرغم من مرور قرابة 6 أشهر فإن أي تغيير إيجابي لم يطرأ على وضعه بل وإنه يزداد سوءا أکثر من أي وقت مضى، في الوقت الذي کان هذا النظام يتصور بأن مجئ بايدن سوف يغير من أوضاعه رأسا على عقب وسيعيد مرة أخرى الفترة الذهبية الاوبامية، لکن خاب ظنه عندما وجد أن توقعاته لم تکن في محلها أبدا.
إنتظار النظام الايراني للتغييرات”الکبيرة” في المواقف الرسمية الامريکية منه بعد مغادرة ترامب ومجئ بايدن، يکاد أن يشبه إنتظار غودو في مسرحية صموئيل بيکيت”في إنتظار غودو”، حيث هو إنتظار ليس ممل فقط وإنما لانتيجة أبدا من ورائه، ولعل الذي يثبت ذلك وبصورة عملية للنظام الايراني إنه وبعد إنقضاء کل تلك الاشهر على إستلام بايدن لزمام الامور کرئيس للولايات المتحدة وعوضا عن تحقيق أي تقدم ملموس لصالح النظام الايراني، هو إرتفاع الاصوات التي تنادي بايدن بالانسحاب فورا من مفاوضات فيينا!
لم يکن السيناتور الجمهوري بيل هاجرتي لوحده من يرفع صوته عاليا مطالبا الولايات المتحدة إلى الانسحاب فورا من محادثات فيينا، ومحذرا من التنازلات الأميركية الاقتصادية لصالح النظام الإيراني، بل إن هناك الکثير ممن يشاطرونه هذا الرأي إذ إن 44 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ الأميركي منتصف مايو/أيار، کانوا قد کتبوا رسالة إلى الرئيس جو بايدن، يحثونه فيها على الإنهاء الفوري لمحادثات فيينا النووية، مشددين على ضرورة عدم تخفيف العقوبات على طهران. ويأتي هذا في وقت يستمر فيه هذا النظام على مراوغاته في المحادثات وسعيه من أجل خداع مفاوضيه والاستمرار في مساعيه من أجل إنتاج القنبلة النووية والتي يبدو إنه لم يعد من السهل على النظام الايراني إخفائه والتستر عليه.
خيبة النظام الايراني التي إزدادت أکثر عند إشارة الاوساط السياسية والاعلامية بأن واشنطن وفي ضوء إستمرار عدم تحقق أية نتيجة مرضية من التفاوض في فيينا مع النظام الايراني بشأن برنامجه النووي، فإن هناك سعي من أجل البحث عن بدائل لهذه المفاوضات ومن خيبة وتعاسة حظ هذا النظام إنه وفي الوقت الذي تصل فيه الامور المتعلقة بالمحادثات الجارية في فيينا الى هذا المفترق الحساس، يتم إنعقاد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي شهد حضورا مميزا للشخصيات الامريکية السياسية من کلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتأکيد المشارکين من الطرفين على ضرورة إتخاذ مواقف أمريکية حاسمة وحازمة من هذا النظام ودعم وتإييد نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير السياسي الجذري في إيران، ولاشك من إن النظام الايراني شاء أم أبى يقف أمام مفترق يجد فيه الطرق کلها تقود الى نتيجة واحدة وهي إما الاستسلام أو إنتظار ثورة شعبية ضده لإسقاطه!