مهزلة ومسرحية كوميدية ساخرة بطلها قاسم الفهداوي يروم من خلالها عودة الديكتاتورية وتكميم الافواه، من خلال محاولات بائسة وفاشلة القصد منها عدم كشف الفساد من قبل السلطة التشريعية وهو من مهام وصميم عملها وبتفويض من الشعب.
والمضحك ان الفاسدين والمرتشين وناهبي المال العام صاروا يلجأون الى محكمة قضايا النشر والإعلام لغرض الترهيب وعدم فضح الفساد ومرتكبي تلك الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية.
لكن صوت الحق يبقى هادرا كصوت النائبة الشجاعة ماجدة التميمي، التي نشد على ساعدها ونقول لها: واصلي كشف الفساد، لا تترددي في الدفاع عن اموال الشعب المنهوبة، انت تضعين التلاعب بالمال العام أمام الرأي العام، إنك لا تضللين الرأي العام كما هو مضمون الدعوة الباطلة التي رفعها ضدك وزير الكهرباء.
لقد استدعت هيئة النزاهة وزير الكهرباء ووجهت له اتهامات بهدر المال، وهذا خبر يجب ان ينشر ويروج له لأنه يصب في خانة الفساد والإفساد. أين الكهرباء والوعود الوردية التي روجتها الوزارة على مدى سنوات طويلة لقد وصل الكرم والجود الى تصدير الكهرباء ومن خلال اعلى سلطة وهو السيد حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الذي كان كريما للغاية وصدر الكهرباء، ولكن من مؤخرات المسؤولين… لكي لا تؤثر على الاستهلاك المحلي.
ان مشكلة الكهرباء لا تنتهي.. مازال الكادر الازلي نفسه يدير هذه الوزارة الفاشلة والفاسدة، التي ان يجب تدمج مع وزارة النفط لكي تنتهي الصفقات والمزايدات وشراء المناصب.
بالأمس قال وزير الكهرباء ان سعد البزاز رئيس مجموعة قنوات الشرقية يسعى الى ابتزازي اذ يروم الحصول على مبلغ مليون دولار.. وكأنما الوزارة شركة تجارية رابحة تدر الاموال وتهب المليارات الى من يحاول فضح الوزارة ويهدد ويبتز الوزير، وهذه التصريحات والاعترافات الرسمية نسمع بها كل سنة ومطلع كل دورة انتخابية لتشكيل الحكومة الجديدة..كل هذه العوامل يستفيد منها المسؤول بينما يتضرر المواطن.
ان مشكلة الكهرباء ليس معضلة وبإمكان أي دولة في العالم توفيرها لذلك يجب حلها باسرع وقت لانها تؤثر على الاقتصاد والزراعة والتجارة والسياحة فضلا عن التلوث البيئي وسقوط الضحايا جراء الصعق الكهربائي للمولدات الاهلية التي تفتقد لشروط السلامة المهنية وكذلك استغلال وجشع اصحابها وكل تلك العوامل تتجاهلها وزارة الكهرباء وتعمد الى محاربة الرأي العام والسلطة التشريعة.
صحيح اننا نعيش في دولة يعمها الفساد ولكن الفساد ليس مقتصرا على الطبقة السياسية وحدها بل انه يشمل جزءا كبيرا من الطبقة الدينية التي يتشدق الكثير من رجالاتها بترديد المواعظ والحكم الاخلاقية ليل نهار على الفقراء، وحثهم على الحلال وتجنب الحرام اليس السيد حسين الشهرستاني والسيد المالكي اسلاميين كانا يدافعان عن كريم وحيد الذي عمل حفلة زواج لابنه بمليار دينار في امريكا.
إن ملف الكهرباء فيه لغز كبير محيّر للغاية وعلى كل من يملك أي معلومات ان يدلي بها خدمة للشعب ومساهمة في الحد من الفساد الذي نخر وزارة الكهرباء ويبقى الرأي مقدسا والبوح به حلال، وهدر المال العام حرام.. وتحية للنائبة الشجاعة ماجدة التميمي وهي تفضح المفسدين وتعري الفاسدين.