من يتابع المشهد العراقي بكل جوانبهِ، بدءاًمن ٢٠٠٣ ولحد الأن، يرى أن الظاهرة الدينية باتت الحدث الأضخم في تأريخ العراق، بل فاقت بضخامتها تلك الميزانيات الأنفلاقية، المهدورة بفعل سياسات غير إخلاقية لساسة(الدلع والولع)!!
وليس معيباً أن تكون الشعوب متمسكة بتقاليدها وقيمها، ومن الدين الذي يسود في ذلك البلد، لكن مايعاب على تلك الشعوب وأعني الشعوب العربية والشعب العراقي تحديداً،أن أعتبرت الدين تقليداً يومياً وعرفاً سائداً لايمكن تجاوزه بأي شكل من الأشكال، في حين نعرف أن الدين هو الألتزام بتعاليم وضوابط ربانية شرعت من قبل الله جل وعلى، وعلى من يدعو التدين ،السير عليها والالتزام بها،وهذا التقليد العشوائي للمواطن العراقي المثقل بصخرة عبعوب، وصراعه الدائم مع المطر، أدى الى ضهور واجهات سياسية ذات طبيعة دينية مشكوك فيها، فبعد أن أكتشف ساسة العراق الجدد أن الطريق الوحيد لبقائهم في سدة الحكم وسلطة المال السائب، هو أستغلال عواطف الناس دينياً، مستغلين بذلك إرثاً مظلماً تركه القائد الضرورة جاثماً على صدور أغلب مكونات الشعب العراقي، حتى أخذنا نشاهد ومع قرب الحملات الأنتخابية، العبارات الشهيرة التي تتكرر في كل انتخابات( تحرم عليك زوجتك!!العنو الروافض!!) وغيرها الكثير من العبارات التي ضللت الفقراء من أبناء الشعب المسكين ، الذي يعشق الفتوى والتقليد حد الثمالة، والنتيجة أنتخاب شخصيات غير مهيئة أصلاً لإدارة نفسها فكيف تدير بلداً عريقاً بحجم العراق؟
وما حدث من زخات مطر نتمنى أن تتكرر لعدة مرات لكشف لتعري الفاشلين ممن نصبو أنفسهم خداماً للشعب وهم من سرقه، يتحدثون بالحرية وهم من كبت تلك الحرية، وكالعادة يكافئ الفاشلين من مدراء خدمو أنفسهم قبل الأخر بالإقالة دون محاسبة، ليكملو مسيرة الدين من وجهة نظر أخرى، هذه المرة ستكون محطاتها في أحدى دول اوربا، ويبقى( ولد الخايبة) يندبون الحظ وينتظرون الرحمة وهم لم يرحمو انفسهم، فكيف يرحمهم الاخرين لاادري؟
بإنتظار مغوار جديد تأتي به أصواتهم لسدة الحكم، ولانعلم أي صخرة ستجلبها لهم الأيام المقبلة!!
ليس ذلك دعوة للناس للتخلص من الدين أو محاربته، بالعكس هي رسالة للشعب المسكين بأن من يحكمنا بأسم الدين الاسلامي الذي علمنا القيم الرفيعة، والأخلاق السامية، هم أبعد مايكون عن ذلك الدين، وهمهم الوحيد أستغلال عواطفنا وحبنا لشعائرنا الدينية،لنكون من حيث لاندري الالة التي توصلهم للتربع على دفة الحكم..