وظلم ذوي القربة أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند.
تساوت بالعراق الجديد المحرر أمريكياً، ( ونذكر أمريكياً لكي لايقول شراذم من جاء مع المحتل الغاصب المجرم) أن له فضل على تخليص العراق وشعبه مما يسمونه بالدكتاتورية، فلا فلان ولا علان له اليد الطولى في ذلك ، أكثر من أن يكون ( كلباً يشمشم للمحتل الطريق) كما جاء بوصف أياد علاوي لحالتهم رداً على سؤال السيد الإمامي عند حدود شمالنا الحبيب ، بعد تأمرهم وجميع فصائل الخيانة مع الأمريكان لإحتلال عراقنا الغالي، وأقول ( عراقنا) لأنه كذلك عراق الشعب ، وليس عراق أحد ، أو كما يزعمون عراق صدام حسين رحمه الله، فالرجل قاد البلاد لثلاثة عقود ماضية وأفضى الى ربه ، وهو يتحمل وزر ماقدم من خير أو شر حسب زعمهم ، ولا يزكي الأنفس إلا الله.
نقول تساوت بالعراق هذا الذي يزعمون بأنه جديد ، حالة الحياة ونقيضها ( الموت) عند العراقيين إلا من ضال مضل يعتاش على مآسي الشعب وحرمانه وينتفع من سرقة أمواله ، وياليتها على هذه فقد تهون حينها إن هي أقتصرت على السرقات والفساد ، لكنها ذهبت أبعد من ذلك الى القتل والتهجير والظلم، وقيل ( إن الظلم لو دام دمر).
النفس البشرية بطبيعة تكوينها جبلت على الخير، والظلم فيها حالة استثناء، إلا ان هذا الإستثناء بشروره قد ياتي على كل ماهو جميل ناصع، ويخرب كل ماتم بناءه من قيم وأعراف وتقاليد، كان الجميع يشكوا من ظلم ماقبل الإحتلال حسب مايدعون، إلا ان الذي جاء برفقة خنازير الإحتلال أنتهج ابشع مايكون من وصف الظلم والفجيعة حتى باتت عنواناً يومياً للعراق تتلقفه محطات الأخبار وأوراق الصحف ونشرات الأنباء وبشكل تلقائي ، اي بات الظلم في العراق صفة ملاصقة لطبيعة أداء الجهاز الحكومي بكل صنوفه واشكاله ، مدني كان أم غير ذلك.
ربما كانت الشرطة والأمن تعتبر حسب أبطال التحرير الامريكي هما من تنطبق عليهما وصفات الظلم بالتطبيق ، ناهيك عن الإتهامات التي توجه من قبل الحاقدين لحزب البعث وما يروجون له ضده، إلا أن الحالة الحكومية اليوم لايمكن إستثناء أحد اجهزتها من هذا الوصف حتى تلك التي يرتبط اداءها بالخدمات ، فهي تمارس ظلماً قل نظيره على شعب مغلوب على أمره ، فجع بالإحتلال وقيد بقوانين المجرم بريمر، وغيب بدوائر أدعت مصلحته فصادرة حرياته.
نتفهم إن الامريكان ( محتلين ) وهم بهذه الصفة لايرعون إلاً ولاذمة بمسلم ، أو عراقي خاصة ، كون الظلم واقع على العراقيين بكل توصيفاتهم ، لكن الذي لايستساغ أبداً أن يظلم العراقي من عراقي أخر ، من المفترض أنه في خدمته ويعمل لتوفير أمنه وأمانه، ( شرطياً كان أم في الجيش)،فالظلم إن جاء من شخص بعيد هانت فكرة التظلم وعمت المصيبة على الجميع ، وهي (إن عمت هانت ) كما يقال، لكن الذي يحز في نفوس الجميع من الأشراف وليس من (قوات سوات المجرمة) باعتبار هذه القوات أرتكبت مجزرة بالحويجة، ومن ثم قتلت الشهيد مدرب نادي كربلاء ، لذلك لايجوز لنا وصف هذه القوات بغير المجرمة حتى يقدم قادتها الى محاكم نزيهه عادلة ، وإن ثبتت برائتهم زالت عنهم تلك الإتهامات، عادلة (ها) وليس على غرار (محكمة السماوة) التي برءت عبد الفساد السوداني سارق قوت الشعب الهارب.
ظلم من وصفنا يهيج نار الحزن في النفوس ويملئها غضباً على من يقترف ومن يأمر ، وهو في وقعه أشد من وقع السيف وأثره، حينها تقفتقد الرحمة وتعلوا النفوس غصة ، ويصار للتفكير بالإنتقام من كل ماحدث، وهذا ماتغذيه حكومة السيد المالكي االذي لايريد أن يتفهم كما من يطلقون على أنفسهم ( التحالف الوطني) وهم بغاليبيتهم بعيدون عن هذا الوصف، وهو ليس تبجح مني أو إتهام ، لكن ماأثبتته الأيام وثبتته تصرفاتهم على مدى السنين الماضية، فكيف لأناس يطلقون على أنفسهم وصف الوطنية ويرتضون هذه الفواجع والمآسي ، ولازالوا يدعمون من قاد البلاد من فشل الى مثله، وليتها على الفشل لهانت أيضاً، بل من إنتقام الى أخر ضحيته الشعب دون سواه ، مقابل ماتستحصله إيران الشر والسوء من فؤائد على حساب دمائنا.
ماقادني لتلك المطولة وليس المقدمة ، هي الجرائم التي ترتكبها قوات المالكي في طول العراق وعرضه ويإصرار وترصد لاتهدف منها سوى الفتنة التي قالوا عنها( نائمة لعن الله من ايقضها)، قوات لاتعد ولاتحصى تحاصر مدن حزام بغداد تفجع أهلها وتهجر من تهجر، وقوات أخرى تقتل وتسرق وتدمر وتسب وتلعن وتعيث في بيوت الناس خراباً وتدميرا، وقوات تقطع الطرق وتعطل مصالح الناس ، وقوات بالمقابل تحمي سيادة رئيس الوزراء وتطوق المزبلة الخضراء خوفاً من إشاعات تتحدث عن إنقلاب على السلطة، هذا الفزع الذي انتم عليه يقودكم لإرتكاب مجازر وجرائم تفوق جرائم السيد صولاغ ( الشهيرة بالدريل) حين كان وزيراً للداخلية ، وتأخذ الأمور الى غير مبتغاها، في الوقت الذي كان مؤمل ربما بحسن نية من روج لكم أن تأخذوا البلاد الى حيث تشتهيه الأنفس للخروج من عهود الظلم التي كنتم تقولون فيها ، لكنها إن قيست بما أقترفتو من جرم ، هينة أمام جرائمكم، ماقادني لكتابة هذا الموضوع بشاعة ماشاهدته من صور للشهيد المغدور خليل إبراهيم البكر الذي تم أغتياله أمام أنظار زوجته وطفلته البالغة من العمر سنة ونصف ، بشاعة ماحدث لايعبر إلا عن همجية الباطل الذي تقترفه تلك القوات ، ومن اجل اي شيء، ومن اباح لكم القتل والتمثيل بالجثث، وأي مذهب تتبعون وأي دين هذا الذي يبيح لكم ما أقترفتم، من تتبعون ومن يوجهكم ، ومن يصدر لكم تلك البشاعة، حتى وإن كان من عتاة المجرمين ، ولا أظنه يصل لإجرامكم هذا ، فالقانون الذي يتبجح به نوري المالكي أولى به ، رغم عدم نزاهته لكنه يسمى قانون ، وهو الذي يفصل بين هذا وذاك ، وليس اي فرد أخر حتى وإن كان قائد تلك القوات التي جبلت على مفهوم القتل والتجاوز على الحق ، نحن لاندعي أن الحق كان مع المغدور كوننا لانعلم القصة كاملة، لكننا نعلم أن ماأقترفته تلك القوات لايعد إلا جريمة إبادة وتنكيل وتمثيل بالجثة، وهو مايجعل من قوات الشغب تلك التي هاجمته والتابعة التي محافظة صلاح الدين حسب إعتقادي كونه يسكن تلك المحافظة ، ينطبق عليها وصف الجرم الذي توصف به جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية.
صور الجريمة النكراء التي تعرض لها المرحوم الشهيد خليل البكر بحوزتي وسأعمل على نشرها عبر القنوات التي تعمل على عرض الحقائق دون سواها، كما أني سأعمل على إيصالها لكل القنوات العالمية حقوقية كانت أو إعلامية ، وسأدفع بها لمنظمات حقوق الإنسان الدولية والى من يتبنى قضية هذه الجريمة من المحامين الشرفاء، إلا اني ومن باب التوضيح ليس إلا سأنتظر رداً من تلك القوات التي ارتكبت تلك الجريمة لتوضيح ماحدث وغن إنتظاري لن يطول أكثر من (48) ساعة، وإن فعلوا سأكتب لاحقاً بالموضع توضحاً يبين وجهة نظر تلك القوات التي قتلت ،وما سبب القتل ،للتوضيح وليس لإزالة صفة الجريمة عنها، فالمشكلة تكمن في تعامل القوات بقسوة وممارسة القتل بحق المواطنين حتى وإن كانوا مذنبين فالقضاء هو الذي يقرر عقوبتهم وليس الشرطة ، يجب أن تفهم كل تلك القوات التي تعمل على ظلم الناس بأنهم اجراء لتنفيذ القانون ليس إلا ، وليس هم من يقررون العقاب ، هذا هو المنطق الصحيح الذي يجب أن لاتحيد عنه القوات الأمنية في تعاملاتها، والحق يجب ان يتبع لا غيره، وعلى الحكومة أن تحذر رغم ان النصيحة لاتنفع مع من في هذه الحكومات التي تعاقبت أثر الإحتلال وطبقت منهجه، إن الطاعة بالحق وليس بغيره ، وأن كثير من الحكمة تعبر عن مضامين هذا الوصف ، ومنا القول المأثور هذا:
“إذا رغبت الملوك عن العدل . رغبت الرعية عن الطاعة ” (أزدشير) ، فمتى ما تحقق العدل كانت الطاعة واجبة تامة، أما بغيرها فلا أظن أن عاقلاً يقول بغير معنى هذا الكلام.
قتل خليل البكر رحمه الله، وترك وراءه طفلة في مقتبل عمرها وزوجة مكلومة تنظر الى ربها شاكية باكية لاتستثني من دعواتها بالقصاص من رب العالمين وهو الرب العادل الحق أن ينزله بمن اذهب عنها سندها وأبو بنتها ومعينها على الحياة، مثلها مثل ملايين النساء اللواتي أبتلين بمثل فاجعتها في عراقنا الجديد (عراق القتل والتنكيل والتفخيخ والفشل الحكومي بمفاصله المتعددة)، وساسته الذين لايتوانون عن سرقة قوت الشعب وإهدار دمه على محراب مايسمى بالإرهاب الذي تمارسه السلطة ضد الشعب في كل وقت وحين.
قتل البكر رحمه الله ولسان حاله يقول : (المصبية ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار) ” لوثر كينغ”، وهو مانراه مجسداً على صفحات العراق المأساوية الطويلة بالظلم والفجيعة ، يقابلها صمت مطبق من كل الإتجاهات ومن قبل من كنا نعدهم من الأخيار ،إلا من رحم ربي،قتل البكر ومثله كثير من الفواجع تحملها قصص إن صدقت الحكومة في سيرتها فلا
قتل خليل بطريقة بشعة ولسان حاله يقول : نخلي ساحتها مما أرتكب من جرائم.
وظلم ذوي القربة أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند.