ليس هناك في الوجود سوى طريقتين اثنتين للارتفاع والارتقاء فوق معدل الناس:
الأولى، إما بمهارة المرء الشخصية وقابلياته العلمية والمالية وقدراته التي اكتنزها خلال حركة الزمن، والأفضل أن يصاحبها التواضع.
الثانية، إما بحماقة الآخرين، الجمهور الذي يعبد هؤلاء المتغطرسين ويصلي على عباءاتهم ويتبرك بدولاراتهم.
لسنا في نقاش الأولى التي لا غبار عليها وهي محترمة من قبل الأكثرية، لكن الفئة الثانية النكرة.
التظاهرات التي اجتاحت العراق، سوف تفرز لنا النخبة القليلة ومعها الإعلام الذي يحمل رسالتها، والجمهور صاحب الحقوق الشرعية، والفئة الثالثة الخطيرة تلك التي تحاول النهب والسلب أو الوصول الى الحكم لكي تقتل وتسرق باسم الإصلاح والوطنية.
الخوف كل الخوف من الجمهور الذي سوف يبايع هذه الفئة الأخيرة التي تدخل من باب الدين والعشيرة والوطنية وهي بعيدة كل البعد عن ذلك.
ليكن في حساب الشعب أي الفريقين أصلح، ان الذي يختار الفئة ذات السمات الشخصية العالية هي التي تنجح في قيادة الشعب وتحقيق متطلباته وهي التي سوف ترفع الناس الى قدرها الحقيقي. أما اللذين صنعهم غباء الجمهور هم اللذين سوف ينزلون بالشعب الضرر والقسوة والفساد.
ليكن الشعب واعيا، لا يمدد للمسئول وقتا ولا يستمر برفع شعار( سلمية ) لأن هؤلاء جاءوا على ظهور الدبابات..بل ليضع فارزة، ليكن شعار الجماهير الغاضبة أعدوا لهم مااستطعتم من قوة.
اما القول مظاهرات (عفوية) لنتخلى عنه، لأن المظاهرات قصدية وعمدية وبتخطيط، لها مكان معلوم وبرامج تريد الجماهير تحقيقها ونخب تديرها وإعلام ثوري يبثها ويتواصل معها.