بين مدة واخرى يعلن عن دخول جامعات وكليات عراقية في التصنيفات العالمية للجامعات وبالجملة ,واخرها كان تصنيف ماتريكس العالمي الذي حققت اكثر من مائة جامعة وكلية عراقية نتائج تنافسية في العام 2023
وهو خبر مفرح , لأنه يعني ان التعليم الجامعي في حالة ازدهار وتقدم ولكن هذا التصور خلاف الواقع و حال التعليم فيه , وما نلمسه في الحياة والمعطيات التي تتوفر عنه من الجهات المسؤولة , كما ان المنتسبين اليه ذاتهم لا يذكرونه بخير , فمن السائد في المجتمع ان التعليم الاكاديمي يعاني من التدهور والتخلف وعدم مواكبة الحياة .
من الواضح من الخبر ان تسلسل الجامعات العراقية في التصنيف في اماكن متأخرة بالتسلسل , فقد احتلت جامعة بغداد الترتيب 1561 من اصل ما يقرب من 12 الف جامعة شاركت فيه , ولا تتوفر معلومات عن نوعية هذه الجامعات ومستواها العلمي , وليس فيها جامعات مشهورة .
ولا يتضح من هذا التصنيف مؤشرات عن المستوى العلمي للجامعات والكليات المشاركة , ومدى التقدم المتحقق عن المشاركات السابقة .
والمهم ان تحدث نقلة نوعية في نظرة العراقيين لهذه الجمعات والمستوى العلمي فيها اولا وعلى المستوى العالمي ثانيا , فلا تزال الجامعات والمؤسسات العالمية ترى التعليم في العراق متدني وفي حالة انحدار , والخريجون من الجامعات العراقية لا تعادل شهادات في كثير من الدول الا بعد العودة الى الدراسة مجددا واخذ “كورسات ” مدتها حسب اجراءات كل بلد ومستوى التعليم به لكي يسمح للمعني بالعمل او اكمال الدراسة في مستقره الجديد .
طبعا نتمنى ان تتحسن تسلسلات الجامعات في مثل هذه التصنيفات بغض النظر عن مستواها واهميتها , وهو ما لا يمكن ان يحدث من دون رعاية الدولة للتعليم والعمل على تطويره وتخصيص الموارد لتنميته والعناية بمخرجاته وربطه بمتطلبات وحاجات الاقتصاد الوطني .
والاكثر من ذلك لايزال الطلبة يؤدون عدة ادوار امتحانيه كي يحققوا النجاح وينتقلوا الى مرحلة دراسية اعلى , والاهم ان تعمل الجامعات على وفق المعايير الرصينة المتعارف عليها التي كانت سائدة قبل الحروب العبثية للنظام الصدامي ..
ان هذه المشاركات في التصنيفات هي اعلامية وليس تعبر عن واقع جيد يشار اليه , لو كان الامر على غير ذلك لكانت مخرجاته ومنتجاته موضع تأثير وملموسية في حياتنا ..