ينظر البعض الى الاعمال التي قام بها العبادي في هذه الايام على انها الحل الذي كان ينتظره الجميع ؛لان الاعمال التي وقعت في الاشهر الستة الماضية كانت اصعب ما مر على البلد من خلال التهديد الحقيقي للارهاب عندما استولى على مساحة شاسعة من مناطق غرب العراق.
وفي مثل هذا الوقت العصيب كان الجميع بانتظار الحل الذي يحلم به البعض وهو اعطاء صورة واضحة عن الجريمة التي ارتكبت في تلك الحادثة الماساوية.
وكانت العيون متجهة نحو القضاء الذي غاب عن الساحة بسبب فساد السنوات الثمان ولم يكن متوقعا ان يكافي العبادي احد كما كان يفعل المالكي بل كنا نام لان تطيح الاحداث بعدد غير قليل من هؤلاء لانهم اساؤا الى المؤسسة العسكرية والى سمعة الجيش العراق على مدى تاريخه الطويل .
وكان الاقرب الى هذه العلمية القانونية هو اقرب الناس الى ماساة الموصل وما تلاها من مصائب وبرز الى العلن عدد من اؤلئك القادة الذين كان لهم الدور الاكبر في الاحداث المؤسفة الا ان بعض هؤلاء سرب الى الخارج بليل والبعض الاخر غاب عن الانظار في غفلة والبعض الثالث صار في حيرة من امره هل يبقى ام يرحل وووووووو…
لكننا فوجئنا بان القرار الصادر لم يكن على درجة واحدة من الاهمية فالبعض اخلي سبيله من الفساد بهذا القرار والبعض الاخر عوقب عقوبة لا تمت الى جريمته بصلة …
والشعب صار في حيرة من امره هل يفرح لان المؤسسة العسكرية قد تلقت امرا مختلفا عن الاوامر السابقة والهدف منه الحفاظ على سمعة المؤسسة ام ان هذا اقرار ليس نافعا بالمرة لان من يصاب بالسرطان ويذهب الى الطبيب المختص ويطالبه الطبيب بشرب علاج لوجع الراس فكأن الطبيب اختار له الموت المحتم بطريقة طبية مع وجود علاج اخر يستعمل في مثل هذه الحالة وقد يصل الى حد الجراحة والاستئصال فما الذي منع الطبيب من تحويله الى قسم العمليات او العلاج الكيميائي …لا ندري …
وهكذا الحال في حالة جيشنا فقد كان العلاج موجودا ولكن الطبيب كأنه جديد على ادارة هذا الملف فلم يكن باستطاعته ان يسير في الامر الى نهايته لان النهاية قد تعني بالنسبة اليه النهاية فاختار تاجيل موت الابطال الفاسدين حتى لا يكون المسلسل قصيرا واراد ان يصنع من وضعنا مسلسلا طويلا كالمسلسلات الطويلة وهو لا يرد في الوقت نفسه فقدان جمهوره الذي يزداد يوما بعد اخر مع انه كان بامكانه انهاء هذا الجزء والبدء من جديد في جزء جديد ويبدو بان البطولة في هذا المسلسل ليس حكرا على العبادي فانه يوجد من الحيتان من يتربص به من اجل الانقضاض على الكرسي اللعين فصار بين ان يزلزل فوق الكرسي وهو بطل مغوار او يبقى على الكرسي وان اتهم بالخور والجبن ..
والسؤال هل هذا الذي صدر تصفية حقيقية ام هو اتفاق مرحلي وصفقة دبرت بليل من اجل السكوت عن زحزحة الكرسي فاذا صدق الحدس الاخير فعلى العبادي السلام ولينتظر منا صرخة كصرخة الحسين الشهيد لن نرضى بغير الاصلاح وكل من سيسانده في هذه المهمة عن وعي ودراية سيناله من غضبنا ما ينال العبادي …ولات ساعة مندم..