الخير و الشر، الصلاح و الانحراف دلائل تشير إلى أن الانسان دائماً ما يتعرض إلى المواقف الحرجة، مما تجعله يقف أمام مفترق طرق، أو طريقان لا ثالث لهما فإما النجاة، و الخلاص، و إما الهلاك، و سوء العاقبة، وهنا يكون في وضع لا يُحسد عليه لكنه بفضل عدة مقدمات تجعله يخرج منها بنتائج لا بأس بها تضمن له الخلاص و السير في طريق التكامل الإنساني ومن جميع الاتجاهات، فتصفية النفس من شوائبها، و منغصاتها و محاسبتها كل يوم لهي من أفضل الحلول الناجعة في بناء الشخصية المتكاملة الصالحة، و للقضاء على الانحرافات النفسية، وما يرتبط بها من مخلفات سلبية تؤدي إلى خسران الدارين، و الولوج في مستنقع التيه، و الضلال، لكن ومع تنقية النفس، و ترويضها جيداً على الطاعة، و العبادة الصالحة الخالصة لوجه الله تعالى، و الذوبان الكامل في توجيهات السماء بما تضمنته من احكام و تشريعات تتعلق ببناء الانسان الصالح حينها يكون تعويد النفس على ذلك المضمار من المنجيات في الدنيا، و الفوز بسعادة الآخرة، وخير ما نستشهد به في إثبات أهمية تصفية النفس من الذنوب، و المعاصي، و حرص الشارع المقدس على ديمومية هذا العمل الصالح يومياً ما جاء عن رسولنا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) حينما أرس سرية للقتال فعندما رجعوا قال لهم : (( مرحباً بقومٍ قضوا الجهاد الأصغر، و بقي عليهم الجهاد الأكبر، فقيل يا رسول الله : وما الجهاد الأكبر قال صلى الله عليه و آله و سلم : جهاد النفس )) نعم إنه لأعظم درجة في تصنيفات الجهاد، فما أجمل أن يحتكم الانسان إلى العقل، و لغته النبيلة، و يترك لغة التهور، و العبودية للشيطان، و هوى النفس، فيعم الخير، و الصلاح في ربوع المعمورة فالعقل هو القائد الصحيح لكل بني البشر، و ليس النفس الأمارة بالسوء، و التيه، و الضلال، و الانحراف، ولعل الأنبياء، و الاولياء الصالحين، و الخلفاء الراشدين، و الصحابة الاكرمين ( رضي الله عنهم اجمعين ) و الكثير من المفكرين، و العلماء العاملين، و الأصوات الحرة، و الأقلام الشريفة التي تؤمن بالمواطنة الصالحة، و الرافضة لمنطق الماسونية، وما جاءت به من مظاهر الانحراف الديني، و الانحطاط، و الانحلال الأخلاقي، و التي تريد من ورائه ضرب الإسلام، و قيمه السمحاء بعدما وجه لها صفة قوية جعلتها تترنح في مكانها من خلال فضح المخططات، و كشف المؤامرات التي صنعتها من خلف الكواليس، فقد عقدت جل آمالها على نشر ثقافة اتباع الهوى، و النفس المنحرفة، فكانت الساحة العربية تضج بالاصوات الإسلامية التي صدحت بنشر قيم، و مبادئ ديننا الحنيف في مختلف المجتمعات الإنسانية، و عملت على تأسيس التوعية الفكرية، و الأخلاقية، و الدعوات إلى مواجهة أهداف الماسونية بوعي كبير، و إدراك حازم عبر ترويض النفس، و صقلها بما يرفع من شأنها، و يجدد فيها العبادة الصالحة، ولعل المربي الفاضل الأستاذ الصرخي الحسني في طليعة تلك الأصوات التي نادت إلى تصفية النفس من شوائب الانحراف، و الانحلال الأخلاقي، و السمو بها إلى درجات التكامل في جميع جوانب الحياة جاء ذلك في كتاب الطهارة ضمن سلسلة أبواب رسالته العملية حيث يقول : ((علينا العمل على تصفية النفس من رواسب الذنوب وذلك بالأعمال الصالحة الباعثة على توفير رصيد الحسنات وزيادته وبالتالي تلاشي السيئات ولا يكفي مجرد قول : أستغفر الله . ))
https://c.top4top.net/p_8143xqpi1.png