التصعيد هي السمة الغالبة في كل المواقف السياسية ، وكأن الجميع ضمن غايته مما يجري من احداث مؤسفة في العراق ، اذ اختلط الحابل بالنابل ، وما عاد يعي المتابع هل التداعيات الجارية في البلاد هي سياسية ام جماهيرية .
ما تردد في الجلسة التشاورية لمجلس النواب ، من مصطلحات (السنة والشيعة والكرد) ، يؤكد الازمة الطائفية التي نعيشها اليوم ، التي فيما يبدو ستجابه بردة فعل ربما تكون طبيعية من الشيعة الذين سيخرجون في تظاهرة يوم 12 من الشهر الحالي ، بشكل مشابه لما دار في عدد من البلدان العربية التي مر عليها الربيع العربي بتظاهرات ضد السلطة واخرى مع السلطة !!
نحن لا نريد ولا يمكن ان نتصور ان يصل هذا الامر الى العراق ولا نتمناه ، لكن طبيعة الساحة العراقية تختلف كليا عن باقي الدول العربية ، لعدة اعتبارات اهمها تأثيرات الازمة الطائفية التي مرت بها البلاد في الفترة السابقة والتي بدأت تستغل بشكل غريب من البعض الذين رجعوا الى سابق عهدهم بان يكونوا ممثلين لطوائفهم بدلا من تمثيلهم الوطني للشعب العراقي ، وهذا ما يزيد الامور تعقيدا ، ويحدد طريقا واحدا لمستقبل العراق وهو التقسيم لاسمح الله .
الغريب بالموضوع ان النخب السياسية التي كشفت عن طائفيتها بشكل قبيح وفاضح ، تحث علنا ابناء مناطقهم وتثقيفهم (واعتذر عن هذه العبارة) بانهم /سنة مضطهدين/ ، وان اغلب القوانين القضائية والتشريعية مثل المادة 4 ارهاب والمساءلة والعدالة تستهدفهم ! ، اي انهم نشطوا نشاطا منقطع النظير في هذه الحملة الطائفية ، وتركوا الشعب العراقي وحيدا فريدا ابان مطالبته بالخدمات في تظاهرات 25 شباط 2010 ، التي كانت في غاية العفوية .
ان السياسيين الطائفيين عينهم ركزت على الانتقام من حكومة المالكي ، او بالاحرى المالكي نفسه ، ويغمضونها عن الرؤيا المستقبلية للبلاد في حال استمرار هذه الاوضاع ، اللهم الا اذا كانت هناك ايادي اجنبية تحرك هذه الاوضاع ادواتها الطائفيون .