نؤشّر اولاً بأنّ ما نسجلّه عبر الأسطر في الشأن الروسي – الأوكراني وفي مقالاتٍ مختلفة , لايمثّل ايّ انحيازٍ او ميلٍ لأحد طرفي النزاع , وإنّما وفق ما يجري على الأرض من حقائقٍ ومتغيراتٍ تفرض نفسها ومن الزاوية الموضوعية والتجريدية .!
الموقف او الإجراء الذي اتخذه الرئيس الأوكراني وجرى تمريره الى الإعلام بشكلٍ بارزٍ ولافت , المتمثّل بتوقيعه على مرسومٍ جمهوري ينصّ : < على عدم اجراء مباحثاتٍ مع نظيره الروسي بوتين > , فنقول ومعنا كلّ مَنْ هبّ و دَبّ : فمَن ذا الذي بمقدوره ” اوكرانياً ” اجراء وممارسة ايّ مباحثاتٍ مفترضة مع الرئيس الروسي , دونما ضوءٍ اخضرٍ مسبق وموافقة او بدفع من زيلينسكي , فما القيمة وما المنفعة المرجوّة والمقصودة من هذا المرسوم .!؟ وسواءً كانَ او لمْ يكن , وهنا لا نزعم ولا نفترض أنّ عملية التوقيع على المرسوم الجمهوري الأوكراني بأنها ربما جرت بإملاءاتٍ امريكيةٍ بحتة من الفريق الخاص المقيم في كييف , لكنه بسهولةٍ ومطاطيةٍ فيمكن القول أنّه الموقف او التصريح الأشد ركاكةً وضعفاً في ” التحرير الصحفي ” وأبعاده الأخرى التي تتمثّل بعضها ” بالإخراج الصحفي ” ايضاً .!
المقطع او الجزء الآخر المُكَمّل لهذا المرسوم – التصريح ينصّ بالنّص كذلك : < سنبقي باب المحادثات مفتوحاً مع موسكو , ونحن مع هذه المباحثات ولكن مع رئيسٍ روسيٍ آخر > .! , فمَنْ المرشّح اولاً لتغييره او ازاحته , هل الرئيس بوتين أم زيلينسكي , وهذا تساؤلٌ في غير مكانه اصلاً ! , ولولا النفوذ العملي والعملياتي للأمريكان في كييف , فليس مستبعداً قيام بعض القيادات العسكرية الأوكرانية من ازاحة رئيسهم ” الممثل الكوميدي ” عن السلطة , ولسببٍ واحدٍ لاغيره بوضع حدٍ لمديات التدمير في الأقتصاد والبنى التحتية الأوكرانية , فضلاً عن الهجرة المليونية للمواطنين الأوكران الى عشراتٍ من الدول وما يتبع ذلك , والتي لاقدرة للحكومة الأوكرانية من ايجاد البديل لذلك .!
الرّد السريع من الكرملين على تصرّف او اجراء زيلينسكي , بدا أنّه جاء في الظرف الآني والتوقيت المناسب , حيثُ ذكرَ ” ديمتري بيسكوف ” المتحدث بأسم الكرملين بأنَّ العملية العسكرية الروسية – الخاصة في اوكرانيا لن تنتهي اذا ما أستبعدت ” كييف ” الدخول في المفاوضات , واضافَ في حديثه الى عددٍ من الصحفيين بأنّ موسكو ستنتظر أنْ يغيّر الرئيس الأوكراني ” الحالي ” موقفه , او سننتظر الرئيس المقبل لتبديل موقفه لصالح الشعب الأوكراني .!
وهنا , مرّةً أخرى بالصددِ هذا , فلا نلجأ ولا نستنجد بمقولة < شتّان ما بين الثرى والثريّا > التي غدت So Expired ” الى حدٍ ما ” للمقارنة بين تصريح رئيس اوكرانيا وبين تصريح الناطق بأسم الكرملين , وهي مقارنة غير مناسبة البتّة إن لم تكن غير لائقة .! , لكننا نشير أنّ بعض الكلمات والتصريحات بين ” هذهنّ وتلكُنَّ ” تعادل او تساوي فروقاتٍ بينَ قنبلةٍ مُدوّية , وبين كلمٍ شبه أجوف .!