22 ديسمبر، 2024 5:18 م

تصريحات للشهرستاني وهمام حمودي و احمد الجلبي وعلي الاديب هل يرضى بها الشعب ؟

تصريحات للشهرستاني وهمام حمودي و احمد الجلبي وعلي الاديب هل يرضى بها الشعب ؟

لقد اخترنا هذه الشخصيات لمناقشة تصريحاتها العلنية وما قيل بشانها لانها شخصيات مؤثرة في العملية السياسية الجديدة بعد العام 2003 , وحتى لانطيل في المقدمة لابد من استعراض ماتم من تصريحات وهل ان ذلك يجوز ؟ وهل ان هؤلاء يصلحون لادارة السياسة المحلية والدولية في العراق ؟ وهل يسمح الشعب العراقي بان يمثله ويحكمه مثل هذه الشخصيات ؟

نبدأ بالسيد حسين الشهرستاني وزير التعليم العالي الحالي , فقد صرح السيد الشهرستاني عندما كان وزيرا للكهرباء بان العراق سيحقق اكتفاء ذاتيا في الكهرباء في العام 2013 بل سيصدر الكهرباء الى الخارج , وهذا ما سمعه العراقيون جميعا واستبشروا خيرا , وجاء رئيس مجلس الوزراء انذاك نوري المالكي ليقول بان الشهرستاني كذب علي ولم يعطني الاخبار والمعلومات الصحيحة !!! وبقيت المولدات واصحابها سادة الموقف بل تراجعت الكهرباء الى ما دون ذلك ولم يرد الشهرستاني لا على وعده ولا على اتهامه بالكذب والتضليل وخاصة ان تهمة الكذب تجعل من اصغر موظف ان يدافع عن نفسه ويطلب من الذي اتهمه بالكذب ان يعتذر له , الا اننا نجد الشهرستاني يقبل بتلك الاهانة بكل ممنونية لسبب واحد لا ثاني له وهو تشبثه باي منصب يحتفظ به لنفسه لان المنصب عنده اثمن من الكرامة والشرف ! فهو تنقل من وزارة النفط الى وزارة الكهرباء الى نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الى وزير التعليم العالي , ولاننسى انه كان اول نائب لرئيس مجلس النواب عند تشكيله , وفي كل تلك المناصب التي تخلى فيها عن كرامته وشرفه من اجلها لم تدخل اي منها في اختصاصه واذا استعرضنا نتائج توليه لتلك المناصب نجد جميعها فاشلة ولم نر شيئا يستحق الذكر بل قيمه رئيس الوزراء السابق بان معلوماته كانت مضللة ,ولو كان الشهرستاني يحترم اختصاصه لتولى مهمة البرنامج النووي السلمي العراقي واعاد ما هدمته اسرائيل من المحطة النووية العراقية وخاصة ان الدول الاوروبية مستعدة لمساعدة العراق في اعادة البرنامج النووي السلمي . هذا هو حسين الشهرستاني الذي تخلى عن كرامته ولم يدافع عن شرفه الذي باعه من اجل المنصب, فهل يقبله الشعب العراقي ؟

اما الشخصية الثانية فهي همام حمودي نائب رئيس مجلس النواب حاليا , فقد ظهر على قناة الشرقية في حديث قبل ايام سمعه العراقيون يقول ان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي يثنى عليه لانه لم يستخدم الجيش ولا المال الذي بحوزته في القيام بانقلاب عسكري يستولي على السلطة وهذا يحسب له !!! هل كان همام حمودي بوعيه عندما قال ذلك ؟ انا نشك في انه

كان بكامل وعيه حيث انه كان يغمض عينيه عند كل جملة يتفوه بها , هل يعقل ان يمتدح المالكي بانه لم يقم بانقلاب ؟ وهل معنى ان من يكون رئيسا للوزراء يحق له ان يقوم بانقلاب ليحتفظ بالسلطة , وعند عدم قيامه بالانقلاب نمتدحه ونقول جزاه الله خيرا ؟!! اذن اين الديمقراطية وتسليم السلطة سلميا ؟ هل هذا هو الحس الذي يسير عليه من ساهم في كتابة الدستور العراقي همام حمودي ؟ هل يقبل الشعب العراقي بهذه الشخصية وهذا التفكير السطحي ان يتصدر العملية السياسية ؟

اما السيد احمد الجلبي فقد فاجأنا حقا في مقابلته في البغدادية عن الموازنة للعام الحالي , والجلبي معروف عند خصومه واحبائه بانه انسان متعلم وان له حس علمي متفوق وهذا ما لاينكره احد من جهة كما انه الوحيد في العملية السياسية الذي يشهد له بعلميته ومهما اتفقنا او اختلفنا معه في الاتجاه الفكري فهذا لايمنع من الاقرار بعلميته , ولو ان بعض السطحيين عندما يذكر الجلبي راسا يبادر للقول كالببغاء بانه سرق بنك البتراء في الاردن وهو لايعلم اين تقع البتراء ؟ قال في البغدادية بان السنة هذه محرجة وان الموازنة ليست كباقي السنوات , الى هنا والكلام جميل الا انه اردف بان هناك من المسؤولين والبرلمانيين من يستلم راتبا ومخصصات خطورة تصل الى ثلاثمائة بالمائة من الراتب وهم يسكنون ويعملون في المنطقة الخضراء وعندما ساله مقدم البرنامج نجم الربيعي لماذا اقررتم ذلك قال اننا جاملنا الكتل السياسية في ذلك !!!؟ ترى هل ان المال العام ومقدرات البلاد والعباد تخضع لمجاملات سياسية وتضرب مصالح الناس عرض الحائط ؟ ثم هل ان السيارات المفخخة والعبوات الناسفة تنفجر في المنطقة الخضراء لياخذ من يعمل فيها مخصصات خطورة ويترك الشعب المسكين يتحمل الانفجارات ويطلب منه التقشف؟ هل هذا كلام معقول يا رئيس اللجنة المالية في البرلمان وانت تمثل الشعب لا الحكومة ؟ ماذا يقول الشعب لممثله في البرلمان ايرضى بهذا التبرير ؟

اما علي الاديب الذي ظهر على تلفزيون الشرقية في مقابلة طويلة عريضة تصور الناس انه تلميذ ومقلد جيد لابراهيم الجعفري كلام تنظير ولعب بالالفاظ يبرر فيها مساندته السابقة للمالكي واليوم هو مع العبادي وكيف انه اقنع المالكي بالعدول عن تمسكه بالسلطة والكل يعلم بان المالكي لايطيق ان يرى الاديب فكيف بان يسمع له ويطبق ما يريده ؟ كما انه يبرر نفسه من اخطاء السنوات الثمان العجاف التي عاشها شعبنا في ضل حكومة الفشل والفساد وهو جزء منها مرة في السلطة التشريعية واخرى في السلطة التنفيذية !!والان يحاول ان يكون رئيسا للتحالف الوطني الذي لم يصوت عليه في وزارة تركها الجميع لانها غرفة في الامانة العامة لمجلس الوزراء !! فاذا كان التحالف الذي تريد رئاسته لم يصوت لك فكيف تتوسل بان

تكون رئيسا له ؟ هل باع السياسيون كرامتهم وشرفهم لهذا الحد ؟ الم يجدر به ان يجلس في بيته ويكون مراقبا بعد ان فشل في كل مراحله السياسية التشريعية والتنفيذية , ليطبع كراريس تثقيفية تنظيرية للدعاة حيث ان الجعفري الان مسؤول تنفيذي وزيرا للخارجية و انه لاوقت له للتنظير فقد تركها لك ايها الاديب ولعلها المهمة الوحيدة التي يمكن ان تنجح بها .

هذه الشخصيات وغيرها لفتت نظري لاني كنت الى فترة قريبة اعتقدت بانها اكتسبت تجربة لعلها ترتقي بتفكيرها لتعمل لصالح العراق , لكنها كانت مخيبة للظن مع الاسف .