9 أبريل، 2024 3:58 م
Search
Close this search box.

تصريحات للبيع

Facebook
Twitter
LinkedIn

من إفرازات الاحتلال الأمريكي للعراق وجود ظواهر كانت غائبة عن المشهد السياسي قبل الاحتلال،ومن هذه الظواهر بروز حالة الانفلات والذي تسميه إدارة الاحتلال ب(الديمقراطية)،هذا المصطلح الجذاب والنازك أسقطه المحتل في وحل سياسته التي رسخها وادخلها في دستور الحكومة ونعني بها الطائفية والقومية ،من هنا بدأ ت الأحزاب والأقليات والحركات والديانات والمذاهب وحتى الشخصيات الكارتونية ،تطالب بحقوقها وأقاليمها  وتحويل القرى والقصبات التي تعيش فيها الى محافظات مستقلة وتطالب بإدخالها في كل حركة تقوم بها الحكومة، من النشيد الوطني الى مناهج المدارس الى مجالس المحافظات والاقضية والنواحي (ككوته)، وتحشر نفسها في كل شاردة وواردة باسم الديمقراطية الأمريكية الملعونة ،ونحن لا ننكر أبدا حق الأقليات والديانات والمذاهب في ممارسة حقوق المواطنة الحقة ،ولكن ليس على حساب تجزئة وتقسيم العراق الى دويلات ومذاهب وطوائف كما خطط ونفذ الاحتلال الأمريكي البغيض ،فالعراق لكل العراقيين من الشمال الى الجنوب ،لا فضل لعراقي على أخيه العراقي إلا بالولاء المطلق للعراق وحده،الولاء لأرض العراق وتاريخ وحضارات العراق وشعبه الأبي وأمته العربية ،الملفت للنظر في أجواء هذه الديمقراطية سيل هادر من التصريحات الرنانة  والطنانة اليومية لنواب وسياسيين ووزراء ومسؤولين وأحزاب وكتل سياسية ،وكلها تدعي الوطنية والالتزام بالدستور ،في الكل يخرق الدستور الذي هم انسهم وضعوه تحت علم الاحتلال الأمريكي ومباركته وإشرافه المباشر عليه، بل من بنات أفكاره الجهنمية(المحاصصة والطائفية)،وغيرها ،هذا الإسهال في التصريحات اللامسؤولة والفارغة هل هي تنفيس عن النفس أم هي  عرض عضلات أم هي إثبات وجود أم قلة حياء ،تصريحات بالجملة واحد يرفع والآخر يكبس والنتيجة صفر عالشمال، وزير يصرح إن الكهرباء ستنتهي مشكلتها خلال أشهر والسنين تمر دون أن يستقر الكهرباء بالرغم من الصرف ألملياري من الدولارات ،ووزير آخر يصرح سنبني  مدينة ب100 ألف شقة للفقراء وبالمشمش ،وآخر يقول بغداد ستشهد أعظم مترو في العالم ،أما النواب فحدث ولا حرج تصريحات فافونية  وكلها وعود كاذبة  وتهديدات عنجورية بين الكتل والشخصيات ،وكشف أنواع مسلفنة من الفساد لوزراء ونواب وأحزاب ولا من يسمع ،الكل يصرح الكل يكذب على المواطن، للدعاية الانتخابية لا غير ،ولكن المواطن العراقي يسخر من كل هؤلاء ويعرف أهداف هؤلاء الكذابين والفاسدين أصحاب التصريحات والتهديدات الجوفاء ،يوميا نسمع ونرى الفضائيات تكشف مسئولين كبار في الحكومة والأحزاب فاسدين ولصوص وحرامية وبالمليارات ،وتهديدات بفتح الملفات وكشف المستور الدموي ،ولكن لا احد يجرأ ويفتح الملفات وينفذ تهديداته لان الجميع يشترك في هذه الملفات ،وتظل هذه التصريحات للبيع فقط وحبرا على ورق ، ويبقى الفساد الحكومي في دوائرها الى الهامة كما يقولون ،واشبعوا  تصريحات أيها العراقيون….تصريحات تصريحات للبيع ،فمن يشتري تصريح بربع…….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب