للبيت الابيض في الولايات المتحدة الاميركية متحدث رسمي واحد .. يطلع يوميا او كل اسبوع “لابس كل هدومه .. قاط ورباط واحتمال منديل” يتكلم بالمثاقيل عن سياسة اميركا الكونية وباسم اكثر من 350 مليون انسان واكثر من 50 ولاية. لم نسمع يوما احدا في طول الولايات المتحدة وعرضها وهي بلد عبارة عن قارة كبيرة معترضا حتى على سطر في جملة قالها المتحدث عن قضية تخص سياسة بلاده في العراق او افغانستان او اوربا او استراليا اواميركا اللاتينية او القضية الفلسطينية او الحرب على الارهاب.
لايهم ان يكون الحديث او التصريح عن النفط او الااقتصاد او العلوم او الفنون او حتى الرقص واذا شئتم “البزخ” . كما لايهم ان يكون الحديث او التصريح عن المناخ او ازمة اليورو او بقعة النفط او اعصار كارولينا او القاء القبض على القذافي او فضائح برلسكوني الجنسية او العملية السياسية في العراق. وعندما اقول العملية السياسية في العراق فانني احمل هما بقدر الجبال لقدرة هذا المتحدث “ابو القاط والرباط والمنديل” في ان “يلغمط” الحديث وبشكل مقنع جدا عن حكمة الساسة العراقيين في حل مشاكل بلادهم وعن ممارستهم الديمقراطية التي حرموا منها طويلا وعن اتفافية الاطار الاستراتيجي وابو كم الله يرحمه.
للخارجية الاميركية متحدث اخر مماثل احيانا حتى شكلا وطولا لمتحدث البيت الابيض الا من ناحية طول الشعر او قصره او ربما هنا اصلع وهناك “مو اصلع”. اما الحديث او التثصريح لوسائل الاعلام فسبحان “الخالق الناطق” .. مسطرة لا احد يتجاوزها اسمها السياسة الاميركية التي رسمت في الدستور وطبقا لنهج الاباء المؤسيين. لكن تعالوا عندنا .. بس تعالوا لكي تروا العجب العجاب. لدينا ائتلافات وكل ائتلاف يتكون من مجموعة من الكتل وكل كتلة تتفتت في الداخل الى مجموعة اصغر من الكتل وصولا الى كتلة يسمونها مستقلة تتالف من ثلاثة اشخاص.. احدهم الزعيم المطلق “يشبه الولي الفقيه” والاخر رئيس الكتلة داخل الكتلة “اللي هي شوية اكبر” داخل الائتلاف الاكبر.
اما الثالث فهو المتحدث الرسمي باسمها في اطار الكتلة “اللي شوية اكبر” في اطار الائتلاف الاكبر”. اما الائتلاف الاكبر فله زعيم له هالة من نور اقواله قاطعة واحكامه جامعة , علمه غزير وشعره وفير “بعضهم صلعان لكن هذه للضرورة الشعرية”. حين يبتسم تبتسم الاشجار والازهار وطيور الغاق وحين يعبس ينحرف دجلة والفرات عن مسارهما. وللائتلاف 6 متحدثين رسميين كل واحد يمثل سياسة مختلفة “اليسوا هم ائتلاف يعني لملوم لايجمعهم سوى المشروع الوطني!!”.
ولكل كتلة داخل الائتلاف 3 متحدثين رسميين على الاقل و10 متحدثين يعبرون عن وجهات نظرهم الشخصية. ومع ذلك فان الامر لاينتهي عند هذا الحد فهناك طابور القياديين المنتظرين متى يموت العضو الاصيل اوترفع الحصانة عنه لكي يصلوا الى قبة البرلمان فيتحول توصيفهم من عضو ائتلاف كذا الى النائب في البرلمان عن كذا. وبين هذا وذاك فان أي تصريح من احدهم يمكن ان يشعل فتيل حرب عالمية .. ومع ذلك فانك حين تساله ان كان يدرك ما فعله فانه يرد عليك قائلا .. لا والنبي ياعبدو.
[email protected]