لا أدري لماذا أستفزتني تصريحات أوردوغان التركي ضد ردة فعل المالكي على تصريحات أوردوغان لربما للسمعة السيئة التي تركها الاتراك العثمانيين في سياسة التتريك والابادة الجماعية لشعب آشور حيث راح ضحيتها 750 الف آشوري لم يعتذر اتراك اليوم للاشوريين الى اليوم عن جريمتهم الوحشية.
لا أخفي أن قلمي لم يسكت بالتنديد بسياسة المالكي الداخلية حيال ما وصل اليه حال الشعب العراقي وهذا شأن داخلي صرف لنا الحق كل الحق في أنتقاد رئيس حكومة عراقنا ونرغمه بسماع أصواتنا والا التنديد بسياساته سوف لن يتوقف طالما بقى شعبنا في العراق على الحال الذي لا يسر احد. أما أن يتطاول الغريب على سيادة العراق وحكومته فالسكوت عنها ليس فيها من الوطنية بشيء .
أنزعاجنا من حكوماتنا ليس مبرراً كافياً للتصفيق لاردوغان ولغيره فالشأن الداخلي يبقى داخلي ولا يحق للغريب أن يتدخل في الشأن العراقي… هنا لسنا بصدد الدفاع عن حكومة المالكي , وأنما دفاعاً عن العراق وشعبه والقيم الوطنية التي باتت في خبر كان حيث أن فقدان الثقة بين الشعب والحكومة لا يتوقع منها خيراً وهذه بحد ذاتها تشكل ثغرة واضحة للاجنبي في أستغلالها ومحاولة للتدخل في الشأن الداخلي للبيت العراقي . ومن منا كعراقيين يسمح للغريب أن يتدخل في شؤون عائلته الخاصة؟؟
أن الوطنية في جانبها الانساني الراقي التي هي جملة العواطف الانسانية من المشاعر وألاحاسيس التي لا تعرف الحدود وليس لها جواز سفر فلا تقف عند حدود الفواصل المصطنعة في العلاقات الاخوية بين أبناء شعبنا العراقي ومن هنا تنطلق ما نسميه الغيرة العراقية على بعضنا البعض عند مواجهة الاجنبي .
أردوغان لا يبكي على سنّة العراق ولن نقبل بأن يستغل أسلامه في التحدث الى العراقيين محاولاً التسلل من هذا الباب الذي عانى بسببه العراقيون الويلات . الوطنية والحرص الوطني على العراق لن يأتي من باب الدين , هذا هراء وأستغلال ذي طابع سياسي للدين .
هنا لا ندعو للعلمانية ليبقى العراقي متمسكاً بدينه فنحن شعب مؤمن , الا أن الممارسات المرفوضة تحت خيمة الدين لا يمكن السكوت عنها حيث عقلية التمذهب الطائفي الضيق التي يتم استغلالها ضد العراقي المسلم على افضل وجه في تشتيت وزرع الفتنة في العراق أضافة الى تكفير غير المسلم , هذه الممارسات التي خبرها العراقيون وعرفوا توجهاتها لا يمكن لها الاستمرار بين أبناء العراق . أنها عودة بخطوات سريعة للوراء , فليس كل من بكى على الاسلام أصبح وطنياً وليس كل من بكى على المسيحية أصبح وطنياً هو الاخر , لا , الوطنية أكبر من كل هذا .
حينما يتقبل العراقي المسلم العراقي المسيحي أو الصابئي فأعرفوا أن هذا ليس بفعل الدين بل هي مشاعر الوطنية التي لا يمكن أن تكون في غير هذه الصورة الرائعة التي تؤطرها الثوابت الوطنية في أحترام العلاقة بين العراقيين على انها حالة تصطرع فيها كل القيم الجميلة لتولد طاقة لتجاذبات أيجابية ترتقي بالانسان العراقي الى مصاف التحضر والتمدن.. وبغير هذه المعاني فأن ما يحصل في العراق أنما يعتبر من الدرجات العالية في سلم التخلف الحضاري .
ما لي وما المالكي؟؟ أنا العراقي الاشوري المسيحي الديانة وهو العراقي المسلم الديانة , ما الذي يجمعني بالمالكي وغير المالكي وأي عراقي آخر من غير ديانتي؟؟ أنه ذلك الاحساس الرائع الذي هو أنعم من سمك الشعرة , أحساس يقودك الى الوقوف بجانب أي عراقي حتى وأن كان رئيس وزراء العراق حينما يكون الاجنبي ثالثاً بيننا , نقف معاً بصوت واحد حينما يتطاول الاجنبي على سيادتنا , هكذا هي الوطنية وهكذا تكون هوية العراقي بلا رتوش .
[email protected]