اعتدنا منذ ان وطأت اقدام الغزاة الاميركان بتحالف اجتمع فيه كل اعداء العراق والامة على ان يتحفنا الساسة الذين تربعوا على كراسي ما سمي بمجلس الحكم بصيغته المحاصصية المعروفة بتصريحات كانت تسمي الاحتلال تحريرا والخيانة نضالا والاستقواء بالاجنبي تحالفا وصداقة .. وبقي هؤلاء يتفنون في اساليب التضليل والخداع وسعوا لضمان بقائهم اطول فترة ممكنة لزرع الطائفية وتغييب المواطنة وعرقلة اي توجه لبناء دولة على وفق صيغ مؤسساتية ونحن من جانبنا كمواطنين ، ربما من هول الصدمة اردنا ان نصدق هذا الوهم وتناسينا الحد الادنى من ثوابت الحس الوطني وان ليس هنالك من محتل يأتي بعدته ومعداته للدفاع عن حقوق انسان بل ان لديه مصالح فرضت عليه هذا الخيار .. وقبلنا وجوه كالحة ليس لها من تاريخ سياسي او وطني ولا مواقف حتى ان بول بريمر الحاكم المدني سيء الصيت قال عنهم في كتابه كل ما يخجل من دون ان يستطيع احد منهم رده .. المهم ومن دون اطالة قبلنا كل هذا وبنينا قصور من رمال وشاركنا في الانتخابات وخدعنا ومرر الدستور بكل ما يحمله من الغام وتحملنا انواع التهم من اشقاء وجيران وغيرهم على امل ان يأتي يوما ويرد سياسيو الصدفة بعض جميلنا ولكنهم تصرفوا عكس ذلك حتى يأسنا منهم فاخترنا التظاهرات السلمية منذ شباط.
2011 خيارا متاحا للاصلاح وايقاف تداعيات ما يجري .فقد سقطت الاقنعة وتكشفت الوجوه الحقيقية والاهداف الخبيثة وزادت حدة الاحتجاجات الشعبية والتذمر قد توسع وصار المواطن يتمنى حلا لازماته المستمرة باي طريقة لتخليصه من هذه الزمر والكتل المتبرقعة بالدين كستار .. ومع ذلك يصر السياسيون باطلاق تصريحاتهم الفضائية يوميا من دون خجل متوهمين انها قد تنطلي على المواطن .. كثيرة هي التصريحات ولايمكن احصاؤها جميعا لكننا هنا اخترنا ثلاث منها لنتبين الى اي مستوى وصل الامر بالبعض ليستهينوا بعقولنا الاول تصريح اطلقه رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي في حفل تأبيني في النجف حيث قال اننا لن نتهاون مع من يريد الاساءة لهيبة الدولة متناسيا انه تربع على راس الحكومة مرتين وطمع بالثالثة وانه اختتم ولا يتيه بضياع الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى وان جريمة سبايكر ما زالت في الذاكرة ولن تنسى فعن اية هيبة تتحدث وعن اية دولة ؟! اما السيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني فقد صرح مفتخرا بان التحالف بين ( الشيعة والاكراد ) حقق مكتسبات كبيرة ويجب الحفاظ عليه .. فان كان يقصد الحكيم مكتسبات نفعية وفئوية فهو محق اما اذا كان يقصد مكتسبات على صعيد الصالح العام والوطن والمواطن فنتمنى عليه ان يدلنا على واحدة من هذه المكتسبات !!
اما التصريح الذي ( ما يلبس عليه عقال )فهو اكتشاف وزير النقل كاظم فنجان ان السومريين هم اول من اكتشف الكواكب وصعدوا الى الفضاء بمركبات خاصة .. ولن نعلق على هذا التصريح فيكفي العودة الى ردود الافعال التي صدرت من شرائح مختلفة لتفنيد ما جاء به وزير النقل ومنها مقالات وردود من متخصصين عراقيين في التاريخ انصفوا السومريين اصحاب اول حضارة من هذا الهراء .. بعد كل هذا اما آن لنا ان نتعض ؟ !