10 أبريل، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

تصريحات ساسة طهران لن تقلب الموازين

Facebook
Twitter
LinkedIn

إعتدنا على سماع التصريحات الايرانية الرنانة منذُ أن تسلم الملالي الحكم في ايران  عام 1979م والذي مر عليه قرابة الستة وثلاثون عاماً ، فقد عُرف هذا النظام  بأطلاق التصريحات المبنية على أوهام وأسس واهية تكون غالبيتها موجهة للداخل الايراني او أتباعها في الخارج اما لرفع معنوياتهم المنهارة او لتبين لهم ان النظام الايراني في أوج عظمته ، فقد تبين لجميع متابعين الشأن الايراني أن هذه التصريحات التي يطلقها ساسة طهران لا تمت للواقع بصلة و لا تبنى على أساس حقيقي لمجريات الاحداث في المنطقة و بالنتيجة اصبحت تلك التصريحات معروفة للقاصي و الداني انها مجرد هواء في شبك  .
فبعد كل نكسة او فشل تتعرض له سياسة الادارة الايرانية الخارجية او الداخلية يخرج أحد عناوين تلك الادارة على الاعلام  ليطلق حزمة تصريحات بعيدة كل البعد عن واقع الاحداث التي تشهده المنطقة ، في محاولة منها لأيهام الرأي العام بأنها مسيطرة على الأوضاع التي تتبناها في المنطقة .
فبعد التقدم الذي أحرزته دول التحالف الخليجي في حربها ضد الحوثيين والذي بات واضحاً من خلال استعادة السيطرة على عدن و مأرب و عودة حكومة عبد ربه منصور لممارسة اعمالها داخل اليمن بدعم خليجي تقوده السعودية خرج الرئيس الايراني حسن روحاني بتصريحات عبر من خلالها عن ضعف القوى الخليجية في مواجهة الارهاب و أبدى استعداده للدفاع عن مكة و المدينة في حال تعرضها لأي هجوم ، متناسياً ان حكومته قد عجزت عن تقديم الدعم للحوثيين في حربهم التي يخوضونها ضد التحالف الخليجي والتي باتوا على وشك الخسارة فيها بعد فقدانهم لمواقع مهمة داخل اليمن بعد أن أحكمت السعودية تطويق السواحل اليمنية التي منعت وصول الامدادات اليهم و محاصرة مدينة صنعاء التي يتمركزون فيها الآن.
و تأتي تلك التصريحات متزامنة ايضاً مع زيارات فرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقيق في أنشطة ايران النووية في دلالة واضحة على أن التصريحات التي اطلقها روحاني هي لاشغال الداخل الايراني عن ذلك الملف و لفت انظارهم الى أمور خارجية لا تهم الوضع الداخلي للشعب الايراني .
فقد تبين للجميع أن الحكومة الايرانية باتت في موقف حرج أمام مؤيديها بعد التراجع الذي حصل في جميع الملفات التي لها دور فيها سواءاً الملفات الخارجية في اليمن و العراق و سوريا او في الملف النووي الايراني الذي اصبح مكشوفاً امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية و الدول الغربية .
فقد سمعنا في ما مضى العديد من التصريحات الايرانية التي أدعت فيها أن عدن و بغداد و البحرين و بيروت و غيرها من المدن و الدول العربية ستصبح عواصم للامبراطورية الفارسية ولم يتحقق اي شيء من ذلك ولم تُحدث تلك التصريحات اي تغيير يذكر سوى إيهام الشعب الايراني و الموالين لها بالقدرات الايرانية التي تستطيع من خلالها أن تُحدث تغييراً في الموازين داخل المنطقة وكله هواءٌ في شبك.
فلماذا لا تلتفت طهران للشأن الداخلي الخاص بها وتترك عنها دول المنطقة التي تجاوزت فكرة الامبراطوريات المنقرضة التي ما زالت تراود ساسة طهران في احلامهم !! .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب