23 ديسمبر، 2024 6:54 م

تصريحات..السادة المسؤولين

تصريحات..السادة المسؤولين

الإعلام أثرا كبير في تشكيل الرأي العام, حتى أصبحت بعض الفضائيات, أو مواقع التواصل الاجتماعي, محركة وبقوة, لأحداث كبيرة, غيرت حال بعض البلدان, وقلبت موازين المعادلات, لتأثيرها على الجماهير, ونقلها لصورة موجّهة للواقع, وما يحصل على الأرض.
حرص كثير من المسؤولين في دول العالم, على الاستعانة بفريق  أو مستشار, إعلامي, ينبه المسؤول إلى كيفية التعامل مع الجهات الإعلامية, وكيفية صياغة التصريحات, والية الإجابة عن الأسئلة, وتسويق مختلف المواقف, أو المعلومات, لوسائل الإعلام.
رغم كل هذه الأهمية, بقي مسؤولينا, يتخبطون في تصريحاتهم, ومواقفهم المعلنة أو بياناتهم الرسمية, وكأنهم  يصرحون.. ثم يفكرون!!, فبقيت تصريحاتهم متخبطة, وغير محسوبة  العواقب, ناهيك عن إمكانية تفسيرها بألف صورة مختلفة المعنى!!.
قبل يومين, نقل تصريح عن مسؤول امني كبير قوله (أن تخزين السلاح بمدينة الفلوجة, كان بكمية كبيرة تكفي لاحتلال بغداد, وإسقاط العملية السياسية).. ورغم أن التصريح, خطير جدا, فهو لا يمس هذه المدينة الصغيرة وحدها فحسب, بل يتعلق بأمن العراق كله, إلا أن ما يثير الدهشة, هو الاستنتاج الضمني, الذي يمكن أن يستدل من هكذا تصريح, فمن المنطقي أن هكذا كمية أسلحة, لم تخزن بين ليلة وضحاها!, و لم تنقل على ظهور الإبل!, ومن الأكيد أن هكذا كميات, تكفي لإسقاط العاصمة, أي الحكومة  وكل الدولة, لم تخزن في بيوت!, فأين كانت أجهزتنا الأمنية في المدينة عنها؟, وأين مراقبة الحدود؟, ومعلوماتنا الاستخباراتية؟.
وأن كانت المعلومة دقيقة..فأين هم الصحوات منها؟ وهم من أهل المدينة, وأدرى بشعابها؟, ومن هي الجهة الممولة لهكذا كميات أسلحة؟ ومن هي الدولة المجهزة؟ ومعلوم لدى الجميع, أن توريد هكذا كميات أسلحة, حتى لو كانت خفيفة, يحتاج لمعرفة المستخدم النهائي لها!!.. ومن أي حدود دخلت؟.
دعونا نفترض أن المعلومة صحيحة, ودقيقة, وكل أو جزء..من هذه الأسئلة..كانت إجاباتها لدى الأجهزة المعنية, فما الذي انتظرته؟ ولما سمحت بوصول الأمر لهذه الحالة؟ وماهي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة, دبلوماسيا, أو سياسيا..وحتى قانونيا, مع الجهات أو الدول التي تمول هذا التخريب لبلدنا؟…تناقضات غير مفهومة!!
الكلمة خطيرة..وان صدرت من مسؤول في الدولة..فهي أخطر, أدرسوا..وراجعوا..ثم صرحوا…فرب كلمات أدت إلى ما لا يحمد عقباه, وكانت وبالا على الكثيرين, وأولهم.. من أطلقها.