18 ديسمبر، 2024 5:46 م

تصريحات الداعمين للحرب ضد غزة : ديماغوجية ومخادعة وغير نافذة

تصريحات الداعمين للحرب ضد غزة : ديماغوجية ومخادعة وغير نافذة

بعد عملية طوفان الاقصى التي قامت بها حركة حماس ضد الكيان الصهيوني , ردا على جريمة الحصار لغزة منذ 2007 واجراءات تهجير الفلسطينيين وهدم منازلهم والخطف والاغتيال والمداهمات الليلية والاعتقال التعسفي ووحشية سياستها العنصرية التي شهد لها العالم في اعقاب تلك العملية  ,

اشاعت الولايات المتحدة الأمريكية انها سترسل حاملتين للطائرات لردع اي طرف آخر من ان يشترك بالحرب ضد الكيان الصهيوني , ولكن امريكا في حقيقة الأمر اجازت لنفسها وبشكل مبطن ان تمد يد العون لنصرة الكيانالصهيوني في حربه ضد غزة بهاتين الحاملتين والقوات العسكرية الملحقة بهما ,

كأنها من أثر تلك العملية , انتابها هاجس ان ايران هي التي تقف وراء الهجوم , ولكن بعد ان اكتشفت لادليل على ذلك وتبدد قلقها من إيران , ابتدأت على لسان رئيسها بايدن سيل التصريحات الخاصة بسير العمليات الحربية التي قامت بها حكومة العدو ضد حركة حماس وكانت اولها واهمها هو تصريحه الذي امر به رئيس وزراء العدو ان يتعامل مع قطاع غزة بشكل حاسم هذه المرة ,

وكلمة ” حاسم “ كانت لها دلالات كثيرة تبيّنت من خلال سير تلك العمليات , اولها اعطاء الضوء الاخضر للكيان الغاصب ان يقترف جرائم  ضد الانسانية , وهذا ماتم فعلآ اثناء الهجوم البري والغطاء الجوي الذي القى بآلاف الاطنان من القنابل على شعب غزة الأعزل ,

وماشاهده العالم على شاشات الوسائل الإعلامية كان دليلآ ملموسآ وقد تم شجبه واستنكاره من قبل قادة الدول ومن الأمين العام للأمم المتحدة نفسه , ومدير المفوضية السامية لحقوق الإنسان كريغ مخيبر الذي استقال من منصبه بسبب سلبية المواقف التي تعاطت بها الهيئات الأممية مع المجازر التي قامت بها الصهيونية في حربها مع غزة  ,

من ذلك بدت كلمة ” حاسم ” ذات اهمية و كأنها غاية متفق عليها قبل الحرب لتحقيق الاهداف ومنها التهجير القسري وتفكيك حركة حماس والقضاء عليها بأي ثمن من ناحيةللإستحواذ على الأرض , واصبحت الكلمة بمثابة حجر الزاوية التي شيّد فوقها من بعد أسس وقواعد الحرب بطرق مخالفة للقوانين والشرعية الدولية وقوانين الحرب من ناحية اخرى ,

لذلك يتحمل مسؤولية اقتراف تلك الجرائم هو الرئيس بايدن وجميع افراد ادارته ومعهم جميع اعضاء الكونغرس الأمريكي الذي يضطلع بواجب مراقبة عمل الدولة وليس التغافل عن تلك الجرائم والتعتيم عليها بتصريحات براقة مدافعة عن السامية لتحويل انتباه العالم عن مضمار تلك الجرائم ومسؤوليتها وفق القانون ,

ثم ابتدأ الرئيس من بعد ذلك التصريح سيل من التصريحاتالديماغوجية المضللة والطائشة والمخادعة والجوفاء وغير النافذة ولا تؤخذ بعين الإعتبار من قبل العدو الصهيوني اوموظفي ادارته , لأنها بحسب الإتفاق المسبق , بلا دلالاتحقيقية لذلك تجاهلتها ادارة بايدن ومعها جميع تلك الشنائع والجرائم التي تمت اثناء المعركة , بل ان التصريحات كانت بمثابة اقناع العالم والمدنيين في غزةفحسب ان ادارة بايدن هي إدارة انسانية ومتعاطفة مع المدنيين وتقدم وعودا تطمئنهم على ان الغد سيكون افضل , ولكن ما كانت تلك التصريحات إلا حيل سياسية ذات دلالاتزائفة ووقوف زائف مع القوانين الدولية وخاصة من قبلالرئيس نفسه ووزير خارجيته الصهيوني بلينيكن ووزير دفاعه اوستن ,

بل كانت التصريحات تقذف بدلالاتها الحقيقية خارج سلطة السياقات اللغوية من ناحية , وتكرّس تجاهل مايحصل والإستمرار بالنمط الحاسم الذي دعا اليه بايدن من ناحية اخرى ,   وفي تصريح آخر للرئيس قال فيه انه طلب من نتنياهو ان تكون العمليات العسكرية بأدنى ضرر على المدنيين , وان تفتح ممرات انسانية لتصل المساعدات من ماء وغذاء ووقود الى اهالي غزة .. الخ

ولكن كيف يتم ذلك والحصار قائم والقطاع بلا ماء وغذاء  ووقود وكهرباء وهو يرى بأم عينه الاهالي يستغيثونبالعرب وبالمجتمع الدولي من جراء القصف الصهيوني الوحشي على المستشفيات وآخرها مخيم جباليا الذي ذهب ضحيته 400 شهيدآ جراء القصف العشوائي والمركز , أما بلينيكن فيصرّح ” لاوقوف لإطلاق النار في الوقت الحاضر , بينما يقول انه اتفق مع الملك عبد الله وغيره على ضرورةوصول المساعدات الى اهل غزة .

اليست هذه نكتة وتدليس ومهزلة وغمض العين من الجميع عن حقيقة مايجري من جرائم ضد الانسانية , أم انها اتفاق سابق بين هذه الأطراف لكي يظهروا امام العالم انهميتعاملون بإنسانية مع اهالي غزة وهم بالحقيقة فوضويونوعقم القلوب من الإنسانية , والدليل ضرب المناطق المأهولة بالمدنيين بالقنابل الفسفورية الحارقة ,

ختامآ , ان الأيام اللاحقة ستثبت للعالم تورط بعض القيادات العربية المتخفية والمتسترة خلف هذا الطابع المزيف من التصريحات , انهم لم يكونوا محسنين او منصفين لأخوتهمفي غزة بل اعرضوا عن حجتهم بالدفاع عن الأرض والمقدسات وكانوا اذرع عون لأمريكا والكيان الصهيوني في حرب الإبادة التي تركوهم لها عن خبث اصل وارتداد عقيدة وفهم جاهل يموتون بدم بارد ,