18 ديسمبر، 2024 7:12 م

تصدير السجناء الى دولة اخرى

تصدير السجناء الى دولة اخرى

من أجمل وأرقى الأشياء التي تصل إليها دولةٍ ما أو بلدٍ ما هو استيراد مجرمين أو محكومين أو سجناء بقضايا مختلفة من دولةٍ أخرى وتضيفيهم في سجونها لأنها لم تعد تجد مجرماً أو محكوماً تضعه في سجونها .

إذا تعذر وجود سجين أو محكوم بقضية ما فأن عشرات من موظفي السجون سيجدون أنفسهم بين عشيةٍ وضحاها خارج منظومة العمل الرسمي لتلك الدولة.

من أجل ديمومة عمل أؤلئك الموظــــــــــفين وعدم قطع أرزاقهم قامت إحدى الدول الغــــــــــربية بغلق كافة سجونــــــــــها لأنها لم تجد مجرما واحدا تضعه في تلك السجون لذلك قـــــــــامت تلك الدولة بأستيراد مايقرب من 400 ســــــــجين من دولة غربيــــــــــــة أخرى على أن تتــــــــــعهد بضـــــــــــمان سلامتهم لحين إكمال محكوميتهم .

كان باستطــــــــــاعة تلك الدولة التي تشكـــــــــــو العجز في وجود المجرمين أن تبقي كل السجون في حـــــــــــالة إستعداد قصوى على أن يمارس كل موظفي السجون اعمالهم وإن لم يكـــــــــــن هناك أي سجين لكن هذه الدولة لاتريد أن تدفع أجـــــــوراً كاملة لأعـــــــــــداد من الموظفــــــــــين دون ممارسة عمل حقيقي يقع ضمن حركة الحياة الطبيعية ولأنها لاتريد أن تخلق أو تشــــــــــجع حالة من الــــــــــبطالة المقنعـــــــــة وذلك بدفع أجور الموظفــــــــــين دون ممارسة عمل معين لأنه يـــــــقع ضـــــــمن الفساد وسرقة المال العام.

حينما نقارن هذه الحالة مع حالة العراق المزرية نجد أنفسنا وكأننا نعيش في كوكبٍ لا ينتمي الى أصول الكواكب التي نطلق عليها – منظومة الكواكب البشرية بكل صفاتها وحيثياتها.

كل البلد يُسرق على مرأى ومسمع من الجميع والجميع هم اللصوص والسراق لكنــــــــــهم ينادون ويصــــــــرخون بضرورة الصوم والصلاة والحج والزكاة وأهمية الوطنية في بناء اللحمة البشرية وضرورة التكاتـــــــــف من أجل الحفاظ على العملية السياسية

وفي حقيقة الأمر ماهم إلا مجرمين يسرقون أموال الشعب والفقراء بطرق ووسائل متعددة وما على الفقير إلا الصوم والصلاة وممارسة الشعائر والطقوس الدينية بعيداً عن كل القيم السياسية كي لايكتوي بنار جنهم وبئس المصير.

لو كان هناك قاضٍ عادل واحد بكل قيم العدالة ومخافة الله ولديه سلطة خفية تحمــــــــــيه من مخالب أي هيــــــــــئة سياسية لأستطاع أن يلقي القــــــــــبض على ثلاثة أرباع الدولة العـــــــــراقية – ولا أقول كلها.

في حالتنا هذه – متى وكيف سيتم غلق كافة السجون العراقية – التي تقف على أهبة الاستعداد لاستقبال عشرات من أعضاء الدولة الذين مارسوا ولا زالوا يمارسون السرقة المنظمة بكل طرقها المختلفة

إن عملية غلق السجون العراقية واستقدام محكومين من خارج البلاد أشبه بمن يطلب منا أن نجعل الشمس تشرق من المغرب . مع هذا لن نستسلم لليأس والقنوط من يدري لعل الله يغير كل شيء في لحظةٍ يراها مناسبة لمصلحة البشرية ويحدث مالم يكن في الحسبان.

اتمنى ان ينتهي دور البرلمان بكل ما فيه من ملابســــــــــــات واتهامات وإحالة جميع من ثبت عليهم الاستحواذ على دولار واحد من مستحقات الشــــــــــعب وان يحالوا الى محكمة حقيقية وباتالي يُرَّحلون الى تلك الدولة الغربية التي اســــــــــتقدمت سجناء من دولة اخرى لأننا لانــــــــــريد حتى بقائهم في دولتنا لأنهـــــــــــم لايحبون الفقراء ولا يحبون بناء دولتنا وحينما تخلو جميع سجوننا منهم سنطلب سجناء من دول اخرى نضعهم في سجوننا .