23 ديسمبر، 2024 10:39 ص

تصدعنا مكن الآخرين فلنتوحد في قائمة “المواطن” وراء عمار الحكيم

تصدعنا مكن الآخرين فلنتوحد في قائمة “المواطن” وراء عمار الحكيم

تحول المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الى المجلس الاسلامي العراقي الاعلى مدركا ان وقت الثورة ولى وحيّ على البناء
إعتدنا، في البحوث المنهجية، على ان نضيء للدارس، معاني المصطلحات، كي يواكب الفكرة التي نعكف عليها اكاديميا؛ لذا أود أن اوضح، هنا.. في هذا الموضع، وهو ليس بحثا ولا يحتاج دراسة ولا هم يعكفون، انما حسن الايصال، يتطلب ان اقول بأنني اقصد بـ “الآخرون” اعداء العراق، الذين انبثقوا من بين ايدينا ومن خلفنا وعلى الجانبين.. شيعة وسنة ومسلمين وغير مسلمين وجيران واباعد واقارب وغرباء وعرب وكرد وتركمان وقوميات أخرى.. على حد سواء، بعد 9 نيسان 2003، يجمعهم هاجس اسقاط العراق الديمقراطي، وإحلال الديكتاتورية، مجددا، بعد ان أفلت وخاب فألها.
 
إستباحة
إذن المخربون.. البعثية و”داعش” والقاعدة والاخوان المسلمون وبعض المصابين بداء التطرف، من شيعة.. لا يمثلون المذهب الجعفري، بل يعالجون مرض الهوس بالقتل والرغبة برؤية الدم يجري والناس تموت، يضفون على مرضهم شرعية مذهبية، والمذهب منها براء، يناظرهم، بهذا الداء، سنة، والمذاهب السنية الاربعة تبرأ منهم الى الله.
كل هؤلاء يجمعهم هاجس واحد، لا ينتمي الى رؤيا معرفية واضحة، انما تسيء الى تجربة تأملية، تتوخى بناء الانسان القادر على تشييد حضارة رصينة، تعمل على إستبدالها بتخبطات همجية، وياليتها تعمل بـ “عرفة” كي نتجاذب معها حجة إقناع، أما تميل بالضال الى الهدى، أو تحيده عن ايذاء الناس، بأستباحتهم مشرعين لسياراته المفخخة وسواها، على اعتبار ان الشيطان هدر دم الابرياء مشاعا له وحده بسلطان مفترى من عنده!
 
تمفصلات
ما كان المخربون ليتحولوا الى ظاهرة، ولا جهود الجاهات الداعمة لهم، تفلح، لو لم يتصدع جمع المؤمنين شظى، بين تلك التمفصلات التي ارادها الله رحمة، فسمحنا للمخربين بجهلنا وعدم تآزرنا ان يحولوها الى نقمة.
الحديث النبوي الشريف، يقول: “الاختلاف في امتي رحمة” والمفسرون يقرأونه، على ان اختلاف الرأي يستنهض الحجج ويحرك الملكات العقلية لبناء حوار واعِ يذكي ثقافة المجتمع، استنادا الى الرأي الاوربي المتكامل مع حديث الرسول: “أختلف معك، لكني اقاتل كي تقول رأيك بحرية”.
وثمة مفسرون يقرأونه على ان “الاختلاف” هو “الانتشار” في الارض، لتعريف العالم كافة بتمام مكارم الاخلاق، وحتما حيثما حل سفير الاسلام في اية بقعة من العالمين، سيجد لديهم قناعات للمجادلة والحوار، إذن التفسيران يلتقيان، عند فهم واحد، يؤدي الى وجوب توحيد الموقف الخيّر المؤمن بالصلاح والسلام ونشر الافكار من دون قسر، من خلال فئات متنوعة وتختلف مثل الوان طيف ضوئي صادر عن شمس واحدة، هي الايمان بالله والولاء للوطن والعيش بسلام مع الناس ونذر الذات لإسعاد الآخرين، ما يجعل كل فرد في المجتمع مبعث سعادة لغيره، فسعد جميعا، بالموقف النبيل والتكافل الاجتماعي الذي يسد عوز بعضنا بعضا والدفاع عن مشتركاتنا الانسانية، من دون تضاد مع خصوصية الآخر، بل احترام واجلال لقناعات سوانا حتى لو نختلف معها.
 
أسلاف
انجمعت تلك الخلاصات، في البرنامج المنهجي، الذي عمل عليه المجلس الاسلامي العراقي الاعلى، نظر له وطبقه عمليا، في خطوات اجرائية، تستند الى حكمة الامام الحسن بن علي بن ابي طالب: “ما اعظم الرجل قائلا فاعلا” ورأس قائمة المواطن سماحة السيد عمار الحكيم، يقتدي باسلافه العظام.. السيد المسيح والنبي محمد وعلي وابو بكر عمر وعثمان  والحسن والحسين والصالحين من مسيحيين ومسلمين.. سنة وشيعة، وكرد وعرب وتركمان وسواهم بدءا بمحمود الحفيد، وليس انتهاءً بالملا مصطفى البارزاني، وجده.. لأبيه آية الله السيد محسن الحكيم.. قائد ثورة العشرين،  فكرا وجهادا، وقد نزع المجلس عدة الحرب وارتدى بدلة البناء، بعد ان سقط الطاغية المقبور صدام حسين، وتحول من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الى المجلس الاسلامي العراقي الاعلى، مدركا ان وقت الثورة ولى، وحيّ على البناء.
إذن فلننبذ تصدعنا، كبشر مؤمنين بالحياة الدنيا، متاعا لآخرة مثلى، تراصا وراء قائمة “المواطن” برئاسة السيد عمار الحكيم..دام ظله؛ لأن تصدع موقف اولياء الرحمن، هو الذي مكن المخربين من العراق، مدة احد عشر عاما مضت لا بناء ولا اعمار ولا امن ولا خدمات.