31 مايو، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

تشييع صاحبة الجلالة الى مثواها الاخير..!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

بالأمس شيعت  الأسرة الصحفية نعوشا من بقايا هياكل الديمقراطية ، المتمثلة في السلطة الرابعة، الى مثواها الأخير ، وهي تبكي حظها العاثر الذي أوصلها الى هذا المصير الذي لاتحسد عليه..!!
صاحبة الجلالة أعلنت الحداد على أرواح ” السلطة الرابعة ” بعد ان وأدت مجموعات مسلحة دورا للصحف العراقية، وأنهالت على منتسبيها بالضرب والتدمير لمكاتبها وحرق ما تبقى من بضع كلمات كانت تشيد أولى معالم الديمقراطية في هذا البلد ، وودعوها على توابيت الموت ، في رحلة أبدية الى مثواها الأخير..
وأعلنت الأسرة الصحفية حالة الحداد على روح الصحافة ، في بلد أعدته الولايات المتحدة ليكون ( واحة الديمقراطية ) وإذا بها ، تتعرض الى إستباحة لم يعرف لها تأريخ العراق مثيلا ، حتى في العصور المظلمة ، وحتى في عصور الهمجية والبربرية الوحشية، من أعمال خسيسة ، ووضيعة يندى لها جبين الانسانية.
مرات عديدة قلنا ان الديمقراطية في العراق ، هي أكذوبة صدقناها نحن، وكنا قد غرفنا من مناقبها ما يمكن أن يشكل انتقالة نوعية من وجهة نظرنا، الا ان خفافيش الظلام لايسرها ان تجد العراق وقد إتخذ من الديمقراطية وإحترام حقوق الانسان، ما يمكن أن يشكل معينا لنا، من أجل انتصار الكلمة على الرصاصة، ولكي نودع زمن الحروب وحالات الاحتراب الى غير رجعة.
لكن العيب ليس في الديمقراطية، كونها وسيلة حضارية ، وتختصر لنا طريق التقدم والنهوض، لكننا ابتلينا بمقدرات ركام مجاميع تنتمي لقوى وكيانات، أقل ما يقال عنها ، انها من بقايا تلك الديناصورات التي لم تعرف لمشعل الحضارة من نور يتقد أو شمعة منيرة، تنير طريق العراقيين الى حيث بلوغ النهوض والتقدم والارتقاء.
ولا يدري العراقيون أين موقعهم على خارطة العالم من حيث مساحة الحرية التي تمنوا لو انها تنفسوها، وحتى هذا الحلم البسيط ، لم تتحمله قوى الظلام ، وراحت تمعن في معاقبة العراقيين وفي معاقبتهم بكل أساليب القتل والاجرام للناس البسطاء الذين لاحول لهم ولا قوة ، سوى ان بقايا امل بالحياة يركن الى مخيلتهم علهم يجدوا فجرا باسما، يخفف عنهم عبء الحياة وسقمها ، وهم الذين واجهوا مختلف أشكال التسلط والأجرام السياسي والقتل على الهوية والاتنماء، من أناس خارجين عن القانون ولا يردعهم رادع خلقي او لديهم بقية ضمير، يحس بآلام العراقيين ، ويقدر معاناتهم اليومية ، ولكن كل هذه الآمال البسيطة تلاشت، وكانت السلطة الرابعة أحد ضحايا هذا الارهاب الأعمى الذي ضرب في العمق العراقي وحول حياة ملايين العراقيين الى جحيم لايطاق.
انها محنة نظام سياسي بالكامل.. محنة ان الديمقراطية في العراق تواجه انتكاسة خطيرة، بعد ان كانت هناك فسحة من ألامل تنفس من خلالها الصحفيون ، ما كان ان يشكل انتقالة نوعية لهم، الا ان هذا الحلم سرعان ما تعرض للاستباحة أكثر من مرة، وراح عشرات الصحفيين ضحايا لنزعة القتل الاجرامي لعصابات الجريمة ، ولم تضع السلطات حدا لكل هذا الوأد المستمر للصحفيين واستهدافهم، وما زالوا يعانون من سطوة الجماعات المسلحة لتعبث على هواها دون وازع من ضمير أو رادع خلقي.
لا ندري ماذا سنقول، لكن ان نودع صاحبة الجلالة الى مثواها الاخير  ، هو الطامة الكبرى في ان نقتل وليدا وهو ما زال في مهده، يود ان يرى إشراقة أمل، تضي دروب الظلمة، الا ان هذا الحلم يبدو انه طوباوي وبعيد المنال، في ظل نظام سياسي ليس لديه مؤسسات تحفظ أمنه وتحافظ على أرواح مجتمعه ومثقفيه، وجعلت رقابهم حصادا سهلا لكل من هب ودب ليقتص حتى من الكلمة الطيبة، لتبقى دياجير الظلام تسهل عل المارقين والخارجين عن القانون يعبثون بمقدرات البلد على هواهم، ويعشعش اللصوص والحرامية والقتلة ويكونوا هم السلطة الخامسة، بل الاولى التي تتحكم برقاب العباد في بلد الديمقراطية الجريحة، عراق التناحرات والنكبات والالام ، وانا لله وانا اليه راجعون..!!
وأمام السيد نقيب الصحفيين الصحفيين العراقيين الاستاذ مؤيد اللامي، وهو الذي عبر عن كل كلمات الأسى والمرارة ، فرصة ان  يوضح لكل السلطات الثلاث، ان تنتبه الى محنة الصحفيين ووسائل الاعلام، التي وجدت نفسها اليوم ، إأنها في محنة فريدة من نوعها، في ان يحفظوا بقية هيبة صاحبة الجلالة، التي مرغ أنفها في التراب أكثر من مرة، وهي الان أمام مسؤوليتها، في أن تسهم في وضع حد للجرح العراقي النازف، بالتأكيد ، بشكل لايقبل اللبس أو التاويل ان التمترس خلف كراسي السلطة، وفي ظل هجمة فساد شرسة وتناحر رهيب بين القوى السياسية، واختلاف على الطريقة التي يدار بها البلد، دون ان يقدم أحد ( تنازلات ) من أجل مصلحة الشعب، سيضع العراقيين جميعا أمام دائرة ان يتولوا هم زمام الأمور، بأن يشتركوا في حالات عصيان مدني شامل، يضطرهم الى إجراء تغيير شامل بالقوة، بعد ان عجزت كل أساليب الديمقراطية ، ان تضع حدا لحالات الاحتراب بين الكتل السياسية المتصارعة، ويذهب ملايين العراقيين وقودا لنزوات هذا الحاكم أو ذاك، وقد ضاع دم العراقيين بين القبائل!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب