طالما عرف عن الثورة والثوار بأنهم اصحاب مبادئ وقيم تتجلى في الدفاع عن الشعوب المظلومة واسترداد الحقوق المسلوبة والدفاع عن مصالح الناس لشتى الاطياف والمكونات في بلدان الثورات ، وقد حدثت العديد من الثوارت في العديد من بقاع العالم وانتصرت فيما بعد لكن في بلد مثل العراق عانى لعقود طويلة من الديكتاتورية والاستبداد وخاض عدداً من الحروب وضحى بنحو مليون شهيد وقد تخلف عن ركب التطور وعمليات التنمية وأصبح من اخطر البلدان على امن العالم حتى سنة 2003شاءت الصدفة والتفاتة الباري ان يتخلص هذا الشعب من النظام الديكتاتوري الاستبدادي المقيت وقد تحررت البلاد والعباد من شرور الأوغاد وعادت الحريات وانتعشت الشعائر الدينية لجميع الاطياف ، وقد اختار الشعب قياداته السياسية بنفسه ولأول مرة منذ زهاء اربعة عقود من الزمن اذا كانت قد أجريت انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة ابهرت العالم وهم يرون العراقيون يمارسون عمليات الانتخابات والاستفتاء على الدستور فضلا عن انتخابات مجالس المحافظات وبقية القطاعات الاخرى مثل الرياضية والثقافية والتعاونية والنقابية وغيرها ، نحن لا ننكر من وجود معوقات وصعوبات واخطاء وعمليات فساد نخرت جسد الدولة وبددت الاموال الضخمة حيث رافقت تلك الممارسات الديمقراطية وهذا يحدث في كل دول العالم حيث هناك معترضون واتهامات بالتزوير واستغلالا للمنصب وتسخير إمكانيات الدولة وخرق القانون لكن المحصلة النهائية هو نجاح الديمقراطية وانبثاق حكومات وطنية محلية واتحادية يتفاخر بها الشعب العراقي وتعد ثورة سلمية بمنتهى الشفافية وامام أنظار ومسمع العالم اجمع . لم يرق لتجار الحروب ومروجي الفتن والمحرضين على القتل والاقتتال الطائفي هذا الانتصار للشعب المظلوم وراحوا ينفقون الاموال الضخمة ويسخرون امكانيات الدول ويتآمرون على هذا البلد فضلا عن انزعاج الزمرة الصدامية وحاشية وازلام النظام البائد وحتى رغد أبنة الطاغية صدام راحت تنفق المليارات من اجل اسقاط العملية السياسية والعودة الى الوراء ، لقد اغاضهم هذا التطور الحاصل في العراق واهتمام العالم اجمع بمساعدة الشعب وبناء الوطن من جديد وقد استغل العديد من السياسيين الطائفيين الحصانة البرلمانية (للضرب تحت الحزام ) للحكومة والدولة فضلا عن عدم ردع الاجرام والارهاب بدواعي الدفاع عن حقوق الانسان ، وقد بدات الدول الإقليمية تتخوف من هذه التجربة الفريدة خشية ان تطالب تلك الشعوب بمثل مايحدث في العراق الجديد ، فقد عملت الاجندات الخارجية دورا خبيثا في هذا البلد ، حتى جاء الربيع العربي وقد اكتوت بعض الدول بنيران الارهاب وعدلت سياساتها ، ان الثورة التي يدعون انها تحدث في العراق عارية عن الصحة عن اي ثورة يتحدثون وهم يقتلون الاطفال وتحاكم الفتيان ويمنع خروج النساء وتحرق الممتلكات وتغتصب النساء دون حياء وخجل ، لان الحياء يمثل النبل والشهامة والغيرة والحمية على شرف الناس وكرامتهم وحميتهم . وهو صفة غريزية طيبة اودعها الله عند قلوب عباده . ارى ان من الخزي والعار تسمية خروج الارهابين من الافغان والشيشان والعربان بانهم ثوار بل يصح تسميتهم ب (ثولان ) ،سوف تعصف بهم صولات الفرسان وتردعهم عن بكرة ابيهم هم ومن تامر وازر وصفق وروج لتلك الجرذان الذين يستغلون بعض الانقسامات والخلافات مابين السياسيين وقد حدثت المفاجئة والخيانة العظمى في الموصل الحدباء ، لكن عادت اللحمه الوطنية وأستنجد اخيار العراق بابنائه الغيارى ونسمع اليوم ببطولات ، القائد ابو الوليد ، ورشيد فليح ، وفاضل برواري ، وصباح الفتلاوي ، و جليل الشمري ، وسعد حربية ، والغانمي ، وغيرهم من الشجعان والابطال هم يقودون ثورة الحق ضد الباطل والحاقد، من امثال الخونة في (قطر والسعودية) ومن لف لفهم . .استغل «داعش» الخلافات الطائفية الداخلية في العراق وأزمة العلاقات بين بغداد وأربيل والأهم أنه وجد بيئة حاضنة له خاصة في المحافظات (السنية ) وتدليس الخلايا النائمة، وان تنظيم داعش الارهابي يقول ان اخواننا يواجهون الإحباط والتهميش والإقصاء والاضطهاد وخاصة فدائيي صدام . ونحن نتسائل ماذا يريد الاعلام العربي المأجورمن تقديم محاولات لإلباس ما يحدث بالعراق وغيره رداء الثورة ، ونقول لهم ابناء الشعب قادرون على مواجهة من يتغطى بالإرهاب. لن نسكت وسنقطع رؤوس من يعتدي علينا وعلى أعراضنا” ختاما نقول يجب ان تجرم الشعارات الطائفية ويحاسب المروجين لها . وتبقى معاني الثورة سامية ونبيلة وليست القتل والذبح والجلد واغتصاب النساء وتشويه الحقائق .