18 ديسمبر، 2024 6:51 م

تشكيل قوة عربية مشتركة للدفاع عن الدول العربية شيء مستحيل

تشكيل قوة عربية مشتركة للدفاع عن الدول العربية شيء مستحيل

كم حرب خاضت الدول العربية سواء ضد الكيان الصهيوني او حتى مع ايران او تركيا ومع ذلك ,لم نر اي جهد عربي مشترك لمواجهة هذه الازمات وحتى في حرب العراق مع ايران لم يتم تشكيل قوة عربية مشتركة ,وكذلك في الحرب مع الكيان الصهيوني عام 1967وعام 1973 ,العدوان الصهيوني على لبنان في الاعوام 1982 وعام 2006 و2010 وعلى فلسطين عام 2010 و2013لم يكن هناك جهد عربي منسق وحين حصل العدوان الثلاثيني عام 1991على العراق شاركت بعض الدول في العدوان ,وقامت بضرب العراق وشاركت بالحصار الاقتصادي الذي خرب البنى التحتية للعراق ,فيما عارضت بعض الدول العربية العدوان على العراق والمشاركة فيه باعتبار ان العراق بلد عربي فلايجوز ان يتم الوقوف مع دول اجنبية لضربه ,وحصل الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 وشاركت بعض الدول العربية, فيه بل ساهمت وكانت الذراع الاقوى للعدوان مثل السعودية والكويت وباقي دول الخليج العربي ,فيما رفضت باقي الدول العربية المشاركة بعملية الاحتلال ,ورفضت ايران المشاركة في العدوان على العراق رغم عداها المعروف لصدام ونظامه, وكذلك فعلت سوريا فيما شاركت الاردن بفعالية باحتلال العراق ,وتقديم تسهيلات لدول العداون على العراق عام 2003ولم نسمع عن تعاون عربي لرد العدوان, او عدم المشاركة به كما فعلت السعودية والكويت فطرح موضوع تشكيل قوة عربية لايجدي نفعا ,لان العرب مستعدين للخضوع لاي ارادة اجنبيه لكنهم يرفضون التعاون فيما بينهم ,كما حصل عام 1991 ورفض المبادرات العربية لحل الازمة بين العراق, والكويت بل استعانت الكويت والسعودية بامريكا لاجل حلها ورفضتا ,اي وساطة عربية وللاسف ان عدم الثقة بين الدول العربية كان ولازال يصعب عملية تشكيل قوة عربية موحدة للتدخل في النزاعات العربية العربية او العربية مع الكيان الصهيوني او اي دولة اجنبية اخرى ,حيث تلجأ الدول العربية في صراعاتها الداخلية الى دول اجنبية مما يعقد المشاكل فيما بينها ويزيد من فقدان الثقة المتبادلة ,ويصبح تشكيل قوة عربية وطرح الموضوع في القمة العربية المقبلة ,امر عادي يطرح كما في كل قمة مجرد شعارات ,يصوت علية ويتفق لكن لايطبق ويبقى حبر على ورق ,لان هذا القرار موجود قبل 50 عام في مساعدة اي دول عربية في حال حصول عدوان عليها لكن لم ينفذ,لان الامر يبقى حسب امزجة الحكام العرب ,ومايتفق مع مصالحهم وامزجتهم وليس في مصلحة دولهم ,او شعوبهم ,حتى ان القمم العربية اصبحت مثل سوق عكاظ لسماع

الخطب وتبادل التهم بين القادة العرب وسماع بعض الطرف, كما كان في القمم السابقة التي كان بطلها القذافي الذي يسخر في كل قمة من الحكام العرب ومن سذاجتهم في عرض حقائق ,ووقائع لاتتطابق مع ارض الواقع ,وبعدها يخرج القادة العرب بعد كل قمة متخاصمين يسب بعضهم البعض ,وكثير منهم يقاطع القمة ويرسل من ينوب عنه في ابسط تمثيل ,وكأنه يرسل رسالة الى القمة العربية انه لايعترف بها او بقراراتها ,فكيف نشكل قوة عربية مشتركة ونحن نختلف في كثير من القضايا المصيرية ,ولانتفق الا ماندر ,فتشكيل قوة عربية سيكون مصدر خلاف وتقاطع اولا فيما يخص ,من سيقود هذه االقوة واين سيكون مقرها وفي حال حصل عدوان من قبل دولة عربية على اخرى, كما حصل في عام 1991بين العراق والكويت ,مع من ستقف هذه القوة ومن سيكون المعتدى عليه ومن الظالم والمظلوم والان العراق يواجه خطر داعش, وهناك دول عربية مثل السعودية وقطر تساند داعش وتقدم المال والمساعدات له وتتهم الجيش العراقي بانه طائفي ويقوم بقتل السنة كما يدعون وهو يقاتل من اجل تحرير مدن العراق كما يفعل الان في محافظات صلاح الدين والانبار وقبلها ديالى وقريبا في الموصل ,وكذلك الحال في سوريا حيث انقسم العرب بعضه يساند النظام بينما وقفت دول الخليج ضده ,وكذلك الحال فيما يحصل الان في البحرين ,حيث يضطهد النظام شعب البحرين ويقوم بقمع انتقاضته السلمية بالحديد والنار ,بعض الدول وقفت مع الشعب البحريني, والبعض الاخر ساند النظام كما فعلت دول الخليج وشارك درع الجزيرة القوة الخليجية المشتركة بالتصدي للانتقاضة الشعب البحريني وقمعها بقسوة ,واصبحت حتى دول الخليج منقسمه على نفسها فعمان رفضت المشاركة بقمع الانتفاضة البحرينية ,فيما باقي دول المجلس ارسلت جنودها وقدمت دعم للبحرين لقمع الانتفاضة في ظل مثل هذه الاجواء يصبح الحديث, عن تشكيل قوة ردع عربية مشتركة امر خيالي ,وصعب المنال بوجود هذه التناقضات العربية .