18 ديسمبر، 2024 8:37 م

لم يكن يوم الخميس الماضي المصادف الثاني من ايلول يوما عاديأ في حياة شعبنا بشكل عام وشباب تشرين ومعهم القوى الوطنية بشكل خاص حيث شهد انعقاد المؤتمر الاول للحراك الشعبي العراقي تحت شعار ( تشرين _ مستمرة ) الذي تضمن فعاليات ابرزها عزف النشيد الوطني والقاء كلمات لعدد من عوائل الشهداء لينتهي بالقاء البيان الختامي الحماسي الذي دعا العراقيين الى مقاطعة الانتخابات التي يؤمل اجرائها في العاشر من الشهر المقبل ..
وبحسب راي المتواضع فان اهمية هذا المؤتمر تأتي تتويجاً للقاءات تشاورية بين التشرينيين وعدد من الشخصيات الوطنية ، استطاعوا فيها من تشكيل نواة معارضة وطنية لانقاذ العراق من هيمنة الاحزاب السلطوية الفاسدة من خلال تغيير جذري يتحقق فيه تطلعات المواطنين الذي عبر عنه شباب تشرين بـ ( نريد وطن ) ، كما انه افرز القوى الوطنية الحقيقية الرافضة للمحاصصة والمؤمنة بان لا تغيير حقيقي ممكن ان يحصل الا بمعالجة حقيقية لهيكلية العملية السياسية التي ولدت ميتة اصلا عن غيرها من الجماعات التي تدعي المعارضة زورا من جانب وتغازل احزاب السلطة الفاسدة من جانب اخر !!
المؤتمر الكبير في اهدافه اكد قدرة ابطال انتفاضة تشرين على الاستفادة من تجاربهم في ساحة التظاهر والاعتصام وتوحيد صفوفهم وتشكيل قيادة لهم لم يعلن عن اسماء اعضائها لاسباب معروفة ، لكن المراقب يمكن ان يلمس حضورهم الفاعل لتنظيم عملية الحراك الشعبي وتفعيله باستمرار وتنوع الانشطة السلمية الشعبية على طريق تحقيق الهدف .. كما ان المؤتمر بنتائجه كان صرخة الشعب المدوية بوجه الاحزاب الاسلاموية الفاسدة ورفضه لهم باعلان دعوته للمواطنين الى مقاطعة انتخابات لا تتوفر فيها شروط الشفافية والنزاهة وتجري وسط سيادة مجاميع وعصابات السلاح المنفلت ومفوضية انتخابات مبنية على المحاصصة المقيتة التي هي اساس كل خراب وتدمير وطننا .
وبرغم ضعف الامكانيات المادية للحراك الشعبي نسبياً فان الحقيقة التي يريد البعض القفز عليها هو ان تشرين رقم صعب في معادلة التغيير لايمكن تجاوزه وان محاولات شراء بعضهم من قبل السلطة واحزابها الفاسدة لن توهن عزيمتهم في مواصلة طريق انقاذ العراق ليعود عزيزاً معافى كامل السيادة بعيداً عن التدخلات الدولية والاقليمية الفجة بشؤونه الداخلية وان يعيش ابناؤه كراماً وهذا كله لايتحقق الا بدولة مدنية واعادة الاعتبارللمواطنة ورفض وجود نفس الاحزاب المحاصصاتيةالفاسدة وتدوير نفاياتها باساليب ملتوية لم تعد تنطلي على ابناء شعبنا.
قرارات مؤتمر الحراك الشعبي جاءت لتلبي تطلعات العراقيين برفض نظام المحاصصة والطائفية وترسيخ الوحدة الوطنية ومقاطعة الانتخابات لان نتائجها محسومة لصالح احزاب السلطة بالتزوير وهذا ما اكدته تجارب الانتخابات السابقة ..وان ازمات العراقيين في جميع المحافظات من فقر وبطالة وتجويع ومرض وامية وحرمان وانتهاك الحقوق والتشريد والتغييب لايمكن معالجتها الا من خلال دولة مدنية تؤمن بالديمقراطية وتسعى لعادة كتابة الدستور كبديل للدستور الحالي الملغوم ..
تحية لثوار تشرين والى كل الشخصيات والقوى الوطنية التي مهدت لهذا المؤتمر وفاءً لشهداء العراق وتضحيات شعبه الصابر وتبقى جذوة تشرين مستمرة لتمنحنا الامل بان فجر الخلاص ات لامحالة .