18 ديسمبر، 2024 5:39 م

تشرين وخرافة الأصلاح

تشرين وخرافة الأصلاح

1 ــ يهذي مقتدى الصدر بكذبة الأصلاح, ليغطي على تراكم فساد تياره, ويهذي بـ “اللاشرقية ولا غربية” , ليلتف على تعدد ولاءاته اللاوطنية, وبـ “الأغلبية الوطنية (الأبوية!!)” ليحتال على التاريخ الدموي لتياره, ومن يتابع تحالفاته الأخيرة, يجده يتنفس برئة المحاصصة, وليس بأستطاعته مغادرة بيئتها التي شب ويشيب عليها سلوكه المشبوه, فأي مصداقية لأغلبية وطنية, تفتح ابوابها لرموز المحاصصة, ان لم تكن مستنقعاً جديداً للفساد؟, وشر ما يضحك, عندما يكون قدرنا, الأصغاء لهراء ملك الأكفان البضاء, في “عراق للصدرين!!”.

2 ــ كانت المقاطعة التي دعى اليها ثوار الأول من تشرين, الضربة التي افقدت كيانات العملية السياسية رشدها, وجعلت من كتلة مقتدى الصدر, اكبر حجماً بين الكتل المفلسة, ورغم افلاسه الفاضح, يعلن عن نفسه قائداً للمفلسين, كما هو قائد للفساد والأرهاب المليشياتي, تغيير اسم “ذوي القبعات الزرقاء” الى “ذوي الأكفان البيضاء, جاء مثيراً للسخرية والأزدراء, في نظر الرأي العام العراقي, يحاول جميع فاسادي العملية السياسية, تجاهل الشارع العراقي, او تناسي الحقيقة العراقية في ثورة الأول من تشرين, التي ستحاصر وتفتح في جدارهم الف ثغرة, لتجعلهم وجاً لوجه, اما الثأر الجميل, لأرواح ودماء الشهداء والجرحى.

3 ــ ثوار الأول من تشرين, يدركون جيداً, اتجاه التحالفات الجديدة, ومتى ستستهلك بقاياها, وعبر تجاربهم المريرة, مع صبيان التيار الصدري والأخرين, يدركون ايضاً, متى سيخذلون بعضهم, التشرينيون يتابعون ويترصدون, حراك تشكيل الحكومة ونقاط ضعفها, واقتراب سقوطها في حضيض فسادها, خاصة وان صبر المجتمع قد نفذ, ومعاناة الأفقار والأذلال, قد تجاوزت حدود التحمل, خاصة وان حراك العودة الى ساحات التحرير, ستكون سلميتها في مأمن, فهناك من يتكفل بحمايتها والحفاظ على زخمها, من داخل المجمع العراقي, وتصبح المواجهات مفتوحة على كل الأحتمالات, ان انهيار مرحلة الأسلام السياسي, وجميع المنتفعين منها في العراق, قد وصلت لحظة الأنهيار, واكتسبت حتمية السقوط.

4 ــ ثورة تشرين تعود الآن الى ذاتها لتراجع كامل تجربتها, تعد نفسها لأنجاز لحظة التغيير, وستكون ردة الفعل القادمة, ليس حصراً على ساحات وشوارع محافظات الجنوب والوسط, بل ومن ساحات وشوارع المحافظات الشمالية والغربية, ويشترك كذلك الكادحون من داخل الحشد الشعبي, وسرايا السلام, ومنتسبي الجيش والشرطة, فالوعي الطبقي سيشد الجميع الى الجميع, حينها ستنقطع خيوط الولاءات القسرية, وتعلن الحقيقة العراقية عن نفسها, ومن له معرفة بالتاريخ الوطني العراقي, يعلم ان المستحيل لا معنى له ولا مكان, في حتمية لحظة التغيير الجذري, حينها سيبتلع مقتدى لسانه الطويل, وتتبخر احلام اللصوص بالسرقات المريحة.