18 ديسمبر، 2024 6:29 م

1 ــ جيل الأول من تشرين 2019, مثّل الحقيقة العراقية, في تغيير الواقع المتمرد, وزرع الهتاف في ساحات التحرير, “ترّدون عشره نطّي ميه ــ ترّدون ميه نطّي الف” فقدموا آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين, لأنهم كانوا ولا زالوا “يريدون وطن” لهذا ليس بأستطاعة, حشرجات الردة لأغلبية البيت الشيعي واخواته, ان تلغي جيلاً يولد ويكبر ويتمدد, في شرايين المجتمع العراقي, الرقع الأيرانية الأمريكية ومهما اتسعت, لا تنفع في اصلاح الثوب المستهلك (البائد), فأصبح نظام التوافقات, على تحاصص الوطن, سلطات وثروات وجغرافية, موساً في بلعوم العملية السياسية, وحرائق التآكل, التي ستأتي على فاسدي وارهابيي البيت الشيعي, ستلتهم معه كامل مسميات العملية السياسية, انه فجر التحرر العراقي, من بيوت القمع والفساد.

2 ــ ثوار الأول من تشرين, حسموا امرهم, من كامل فساد وارهاب العملية السياسية, واتخذوا من ساحات التحرير, مواقعهم ومواقفهم الفكرية والسياسية, واتخذت بسالتهم عمقاً وطنياً غير مسبوق, ظاهرة عراقية حركت راكد الأشياء, وغيرت ملامح المشروع الوطني العراقي, وكتبت لغة وطنية جديدة, تعبر بها شرائح ومكونات المجمع العراقي عن ذاتها, فكان الهتاف “نريد وطن”, النشيد الوطني للجيل الجديد, ولكل مواطن عراقي, لا زال يتنفس برئة الوطن, انه العراق الجديد, يخرج جيلاً جديداً, من تحت جلد ارض الأجداد, لا مكان فيه لحثالات المحاصصة, ولمن يبيع وطن الأنسان العراقي, او يسفك دمه ويسرق رغيف خبزه.

3 ــ غبي مهبول من يعتقد, بوسعه ان يتسلق موجة الدم التشريني, او يتعلم فن العبور على ظهر الأخرين, انه سيسقظ من علو تل انتهازيته, غير مأسوفاً عليه, فالأول من تشرين, حالة وعي متقدم, يفلتر المارين على جسر اهدافه الوطنية, ويرميهم في حضيض الأنتهازية, ثوار الأول من تشرين, معتصمون بحبل شهدائهم وجرحاهم, ومجهولي المصير من مغيبيهم, لا يساوموا موتهم ولن يصافحوا الطاعون, ومن يحاول, تحقيق مكاسب مادية سريعة, ليذهب اليها عارياً, فثوب تشرين ليس مظلة لستر العورات.

4 ــ احياناً يُهان الحق وتُذل الحقيقة, ويصبح الشيطان الأخرس قاتل مباشر, والشعوذات تؤله البهائم, ويصعد سافل الحثالات, وينزل كرماء الناس, وتنتهي المؤسسات الوطنية, الى مزادات للتزوير والفساد, هكذا في العراق, اصبح الأستثناء قاعدة, والقاعدة استثناء, انه وبكل بساطة, زمن الأسلام السياسي, عندما يستورث ادوات انحطاطه, من ماض بربري معتم, على واقع اللامعقول هذا, تغولت جنرالات السياسة والدين والمال, في نظام للمحاصصة, في خضم الزمن المنحرف, يبقى ألأول من تشرين, جسر لعبور ثورة التغيير, تتوارثها الأجيال, جيل ينتظر دوره من جيل سبقه, في الأنتظار الغاضب للشعوب, يكبر الأمل ويقترب البعيد, وفي كفه نصر اكيد.