22 ديسمبر، 2024 8:57 م

1 ــ جيل الأول من تشرين, وحده سيقرر ان يدخل الأنتخابات او يقاطعها, نحن الذين نسير معه وخلفه, لا نجد ما يمنعنا, من ان نقدم وجهة نظر, نعتقد انها نافعة لكنها غير ملزمة, نذكّر فقط اننا نواجه مليشيات قاتلة, خرجت من عتمة الحسينيات, ومحيط اضرحة الأئمة (ع), ومن البيئة الملتبسة للحوزات العلمية, التي لم يحمل خريجيها, ما عليه امير المؤمنين علي (ع), من علم وحكمة وعدل ونزاهة ورحمة, ولا حتى ما يتميز به العراقيون, من قيم واعراف وتاريخ حضاري مشبع, بالمعارف وحميد التقاليد, وكذلك التميز الثقافي والأجتماعي والأقتصادي والجغرافي, لكنهم الوحيدون بين شعوب الأرض, لا يملكون وطناً في وطنهم, ولا كرامة تغطي حياتهم, لقد ارسل عليهم الغول الأيراني, ثعالب واثعابين أحزاب وتيارات البيت الشيعي (سيئ الصيت) “فجعلتهم كعصف مأكول” ارض وثروات ودماء.

2 ــ هذا الواقع البائس, جعل معظم العراقيين يفكرون بقوة الأدراك, وهم امام إنتخابات ملبدة, بكل الأحتمالات المفجعة, العنف المليشياتي والتزوير المفضوح, حرق صناديق الأقتراع واستبدالها بأخرى جاهزة, الأرشاء او شراء المزيد من اصوات المجاهدين, مقابل (تقاعد) اضافي, انه بيع الأصوات, الذي اكتسب شكل الأرتزاق, السؤال الملح والقاسي, هل كل هذا سيدفعنا للأنكفاء, حول المواقف المسبقة والسهلة ايضاً, ام ان بواسل جيل الأول من تشرين, سيقلبون طاولة الأنتخابات, على رؤوس المزورين, ويخلقون حول صناديق الأقتراع واقع جديد, ومن الأنتخابات يوماً لهم, من دون ان يشتركوا في قائمة تمثلهم, هناك الكثيرين من الوطنيين, سيرشحون عن محافظات الجنوب والوسط, افراد وقوائم مستقلة, ويجب دعمهم بقوة, يرافق ذلك تحشيد منظم, للتواجد حول مراكز الأقتراع, والتصويت لصالح الخيرين, وضمان سلامتهم من غدر الولائيين, اصحاب السوابق المخلة بالشرف والضمير.

3 ــ ان عدم المشاركة المباشرة والرسمية في الأنتخابات, تجعل جيل الأنتفاضة, ثابتون على هويتهم التشرينية, كمعارضة شعبية لن تغادر ساحاتها, لا بديل عندها غير التغيير الوطني الشامل, وليس معارضة من داخل مستنقع العملية السياسية, اما بمنح الأصوات لأفراد وكيانات وطنية مستقلة, مع الحفاظ على الهوية التشرينية, ستفتح الأنتفاضة ثغرات مهمة في جدار المحاصصة, وفي صميم اغلبية البيت الشيعي, الملوث بالفساد والأرهاب الملشياتي, وهنا ستجد الأنتفاضة, اوراقاً تشرينية وطنية جديدة, مكملة للأوراق التشرينية, في ساحات التحرير, كما على التشرينيين, ان يمدوا ايديهم الى اشقاء لهم, في المحافظات الشمالية والغربية, فالبيئة المجتمعية على عموم العراق, اصبحت مؤهلة لأنجاز تحولات ومتغيرات وطنية هائلة, شرط تجنب المقاطعة المطلقة, التي نعتقدها, سوف لن تعطي الآن ثمرة نافعة.

4 ــ مقاطعة إنتخابات 2018, قد عرت واسقطت الساقطون, وانجزت مهمتها على احسن وجه, الآن وبعد السقوط السياسي والأجتماعي والأخلاقي والمعنوي, لأطراف العملية السياسية كاملة, طرأت متغيرات جذرية, على مزاج المجتمع العراقي, رافقها اتساع كبير في مساحتي الرفض والوعي, الى جانب المراهنة المجتمعية, على ثوار الأول من تشرين, والمستقبل الوطني الذي سيشرق, من ساحات التحرير وليس سواها, المراهنة على اكاذيب مصطفى الكاظمي, اشبه بمن يحرث البحر, أما المراهنة على الأحزاب التاريخية المؤدلجة, بالأنتهازية وتسلق الموجات, كمن يراهن على متهالك البغال, في مسابقة الخيول المتمرسة, وسيبقى الأول من تشرين, الجيل الذي سيستعيد العراق, من اموات الأمس, وفي اصواتنا وطن.