23 ديسمبر، 2024 9:31 ص

تشرين الانتفاضة والمعارضة

تشرين الانتفاضة والمعارضة

تصاعدت هذه الايام التصريحات باعلان قوى معارضة هنا وهناك في الداخل والخارج وكانها في تسابق مع بعضها حتى يكاد المرء يحتار وهو يبحث عن سبب اصرار هذه القوى التي تسمي بعضها معارضة على تكريس حالة التشرذم والفرقة من دون ان تكلف نفسها بذل بعض جهد من اجل التشاور مع قوى اخرى تعمل جاهدة من اجل تشكيل جبهة واسعة تضم كل قوى المعارضة الوطنية وتوحد جهودها بهدف الاقتراب من تطلعات المواطنين بانقاذ العراق مما هو فيه ..ومع تقديرنا لكل جهد وطني حقيقي والى جميع الشخصيات المعارضة للمحاصصة وافرازاتها وممارسات احزاب السلطة وفسادها وهيمنتها ، فان من حق كل مواطن ان يشعر بالشك وهو يسمع ويشاهد تصريحات تدعو لمعارضة وطنية من بعض كان لهم دور في الترويج للاحتلال وافرازاته بل عمل مع المحتل بهذا الشكل او ذاك وساهم في تبييض صورة الاحزاب الطائفية .. لسنا ضد صحوة الضمير لكائن من كان فهذه حالة ايجابية ولكن يجب ان يرافقها اعتذار الى العراقيين عن مواقفهم السابقة واعلان ندمهم عن مواقفهم السيئة السابقة والا فمن الصعب تصديق طروحاتهم الوطنية وهدفهم بتخليص العراق من احزاب المحاصصة بكل انواعها .وضمن هذا الاطار طرح التشرينيون وبجرأة متناهية قناعاتهم باهمية توحيد صفوف المعارضة الوطنية ونجاح مساعي نخب وطنية صادقة لتحقيق هذا الهدف . ليس هنالك مجال بعد الان للمجاملة وينبغي تحديد قاعدة اللقاء ووضع ثوابت لايمكن المساومة عليها مع هذه الشخصية او التيار السياسي وغيره من اجل انجاح اي مشروع وحدوي لقوى المعارضة .. هكذا اعلنها ممثلو تشرين ومعهم عدد من النخب الوطنية التي تشرفت بحضور اللقاء التشاوري الثاني الذي دعا اليه التجمع العراقي للخلاص لبحث ومناقشة الاوضاع السياسية في العراق والانتخابات المقبلة ودور القوى والتيارات والشخصيات الوطنية في ضرورة رسم خارطة طريق لمواجهة حالة الهيمنة والتسلط على مقدرات الوطن للاحزاب الاسلاموية الطائفية الفاشلة التي تسعى لتدوير نفسها مرة اخرى من خلال العملية الانتخابية من دون توفير ضمانات شفافيتها ونزاهتها .
المتميز في اللقاء الاخيرحضور ممثلين عن تنسيقيات ثوار تشرين وجرأة طروحاتهم التي تميزت بالصراحة المتناهية ودعوتهم الى ما اسموه بضرورة ما وصفوه البتر للعناصر المترددة والمنافقة والنفعية التي تريد ركوب موجة المعارضة الوطنية لتحتل موقعا في العملية السياسية الميتة سريرياً منذ نشوئها اذا صح التعبير . التشرينيون الابطال لم يجاملوا برغم قناعتهم بان صراحتهم قد تغضب البعض ، ولكن بعد ثمانية عشر عاما من الاحتلال والى اليوم وبعد تضحيات شعبنا الكبيرة وما قدمه من شهداء في انتفاضة تشرين وقبلها من تظاهرات ، لم يعد هنالك من مسوغ يبرر المهادنة والمواقف الهزيلة والضعيفة . الخلاصة او محصلة اللقاء هو استمرار التشاور مع القوى والشخصيات الوطنية القادرة على تجاوز حالة الانا وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الضيقة وسرعة عقد مؤتمر وطني عام لكل من يؤمن حقاً بان لا تغيير حقيقي ولا انتخابات نزيهة ببقاء هيمنة الاحزاب الطائفية والسلاح المنفلت وغياب القانون واهمية تصحيح هيكلة العملية السياسية المبنية على المحاصصة .. كمواطن اتمنى كغيري من ملايين العراقيين نجاح جهود التجمع العراقي للخلاص بتوحيد قوى المعارضة على اسس صحيحة وثابته والاستفادة من اخطاء الماضي فالهدف كبير ويرتبط بمستقبل وطن ويستحق التضحية وانظارنا تتطلع الى خطواتكم التي نتمنى ان تتكلل بالنجاح.