18 ديسمبر، 2024 8:23 م

تشرين ؛- طريق الشعب ، لا يمكن ان يغلق بالكتل السياسية

تشرين ؛- طريق الشعب ، لا يمكن ان يغلق بالكتل السياسية

بعد انتظار دام ستة عشر عاما ، تخللته تحركات شعبية مطلبية بدأت عام 2011 ، كانت بمثابة جرس الانذار المبكر للكتل الحاكمة تشير لها نحو مكامن الخطأ ونحو طريق الإصلاح ، وقد اتسع ذلك الحراك وتجدد كل عام حاملا معه أسلوبا جديدا ينم عن مقدمات لم تكن الكتل عازمة على فهمها واستيعابها انما اتخذت جانب الصمت تجاهها تارة أو تجاهلتها تارة أخرى على انها تحركات تقف ورائها جهات معادية ، وككل الزعامات العربية والاسلامية وقفت الزعامة الشيعية بتعال وتغطرس امام المطالب على انها مطالب مغلفة باطار مطلبي وفحواها ينم عن عداء للمذهب وإيران ، وبقدر ما كانت وتيرة التظاهر تزداد كانت الكتل الشيعية تحاول إيجاد أدوات قمع حكومية لتكون الحد الفاصل بينها وبين الشارع ، غير ان ردود أفعال اجهزة الدولة كانت تميل نحو التظاهر ونحو عدم إلحاق الضرر بالشباب المنتفض ، وقد أدى تجاهل الكثير من القادة الأمنيين لخطاب الكتل بقمع المظاهرات إلى قيامها هي بنفسها بتسخير عناصرها المسلحة للاندساس بين المتظاهرين تارة للتظاهر للكشف عن قادة الحراك الشعبي وتارة توجيه السلاح إلى صدور اؤلئك الشباب وكانت المحصلة مئات القتلى والاف الجرحى ،
ان المرض المزمن لدى الحكام العرب والمسلمين أنهم يتصورون أنهم الحلقة المطلوبة لصنع التاريخ ، وأنهم سياسيين لا غنى للدولة عنهم وهكذا يقعون في الخطأ المزمن القائم على الخلط بين السلطة كأداة مرحلية لتنفيذ مطالب الدولة ، وبين الدولة كمؤسسات مستقلة تعمل وفق القوانين ، وهكذا يرون في التعدي على المال العام مثلا على انه حق مكتسب منذ لحظة تسلم السلطة ، وهذا ما وقعت فيه الكتل السياسية بكل أطيافها ،، أكردية أكانت ام سنية او شيعية دون استثناء،، استباحت المال العام والمنصب العام والرأي العام بل حتى سارت بمواكبها متغطرسة مستبيحة الشارع العام ،مما ولد ضدها رأي عام معادي تمثل في قيام انتفاضة تشرين عام 2019 متوجة الحراك المستمر، منطلقة من ساحة التحرير وساحة الحبوبي لتعم بغداد والوسط والجنوب ، وعندها اتضح للكتل الشيعية أن الولاء الشيعي كان ولاءا حقيقيا عند خط الشروع أنتظر منه الموالون ان تتحول مدنهم المنتجة للثروة النفطية إلى مدن تليق بحياة البشر ، او ان تكون محافظاتهم عند مستوى مايستخرج منها من خيرات ، غير أنهم صدموا بسلوك أدى إلى انفضاض الناس من حول كل تلك الزعامات وأصبحت وسائل التعبير تقف عند التظاهر والاعتصام ، وقد ثبت للزعامات الحاكمة على مدى العام الاخير منذ تشرين ان الشباب تمسكوا بالساحات رغم القمع وجائحة كورونا وأنهم ساروا في طريق ، هو طريق شعبهم الذي لا يمكن للكتل السياسية بكل ثقلها أن تغلقه . كما تغلق الطرق بالكتل الكونكريتية…