8 أبريل، 2024 3:19 ص
Search
Close this search box.

تشريح الشخصية العراقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب باحثون سابقون في الشخصية العراقية وألفوا فيها كتبا وفيما يلي بعض صفات الشخصية العراقية الشائعة ولا يعني ذلك أنها تنطبق على جميع الناس ولكن هي صفات شائعة كما انه لا يعني ان هذه الصفات يجب ان تمثل كل جوانب الشخصية فالشخص قد تتوفر فيه صفة او اكثر ولا يشترط جميعها وهناك صفات اخرى حميدة معروفة كالكرم والالفة ولا اقوم ببحثها هنا ولكني ابحث الصفات الاكثر اثارة للجدل لانها تحتاج الى تسليط الضوء عليها لما لها من تاثير سلبي على السلوكيات الاجتماعية ومن هذه الصفات مايلي :
1-المزاجية :يتغير مزاج العراقي بسرعة ويتغير حكمه على الاشياء تبعا لمزاجه .فهو يُصبح على رأي ويُمسي على رأي اخر في نفس القضية او بخصوص نفس الشخص.
2-سرعة استفزازه : يمكن استفزاز العراقي بسهولة .ويمكن استفزازه في الشارع ,في العمل ,عن طريق الاذاعة ,عن طريق التلفزيزن ,عن طريق الصحافة,ويمكن استفزازه بطريقة و كلام المقابل او ضحكته او ملابسه او تصرفاته ويمكن لمذيع بسيط ان يستفز العراقيين ويؤلبهم ضده من طريقة كلامه المتبجحة مثلا او ضحكته او ملابسه الصارخة,كما يمكنه تأليبهم ضد الاخرين بسهولة.
3-المقارنة :الانسان العراقي مولع بالمقارنة فهو يقارن بين الماضي والحاضر ويقارن بين الخارج والداخل وبين الحكام وبين المدراء وبين امه وابيه وبين بيتهم وبيت الجيران وهكذا.
4-البساطة :الانسان العراقي بسيط في التفكير ويكاد يكون ساذج , حيث يمكن التأثير عليه وقابل للايحاء suggestable)) ومهما بلغ من القوة والنفوذ والجاه والمال فهو قلما يحاول تغيير ظروف معيشته وأن حدث فهو يغيرها للاسوأ .انا اتحدث هنا عن العموم وليس حالات محددة.
5-الحنين :يميل العراقي دائما الى الحنين الى الماضي و بشكل مفرط مهما كانت ظروف الماضي قاسية وغير سعيدة ومهما علت مراتبه وتحسنت ظروف معيشته .فهو يحن الى خبز امه حتى لو اتيح له الأن الصمون الفرنسي والكيك الانكليزي ويحن الى ايام ركوب باص المصلحة حتى وأن كان يقود الأن الجكسارة ويحن الى الحبيب الاول حتى وان كانت مجرد طفلة ساذجة.
6-المثالية في الاخرين : ينتظر العراقي دائما من الأخرين أن يكونوا مثاليين ,لذلك فهو لا يعجبه تصرف الحكام مهما كانوا واقعيين خلال حكمهم ,والامثلة على ذلك ندمهم على ايام نوري سعيد في ايام عبد الكريم قاسم وندمهم على ايامه خلال حكم من بعده . ففي وقت حكمهم كانوا شديدي الانتقاد لهم ولكن بعد ما ذهبوا وجاءت الويلات ,عرفوا الفارق بينهم وبين غيرهم وقدروا بساطتهم ونزاهتهم واخلاصهم ولكن لات ساعة مندم.
7-القدرية المفرطة:الشخصية العراقية تسلم نفسها بشكل مطلق الى الحظ والنصيب والقدر والظروف ,و(بيها صالح) و(قسمة ونصيب ) تكاد لا تسقط عن السنتهم بعد حدوث مشكلة ,مما ادى الى شيوع روح الاحباط والكسل وفقدان روح التنافس وعدم تقدير الكفاءة وقد زاد في ذلك الظروف التي مرت بها البلاد .
8-حب القيل والقال (روح الاشاعة):يميل العراقيون الى تكبير الاحداث وتناقلها ويمكن بسهولة نشر اشاعة من الشمال الى الجنوب خلال ساعات فبمجرد بثها في كراج نقليات المحافظات في العلاوي حتى تجدها في البصرة والموصل واربيل عصرا ,هذا قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي .اما الان فانها تصل الى العراقيين في اوربا وامريكا خلال دقائق وتعود لك بعد التحسين والتزويق بصورة لا تعرفها انت الذي اطلقتها.ومهما تكون الاشاعة ساذجة ويمكن اكتشاف كذبها بسهولة الا انهم يصرون على تناقلها.وكثيرا ما اناقش اشاعة ساذجة مع ناقلها ويعترف لي بانه غير مقتنع بصحتها ولكنه ينقلها .
9-العنف :العنف في الكلام والرد او النترة كما يقال والسلوك اليومي العنيف بين الناس وفي الاسواق ويمكن تفسيرة بالظروف الصعبة التي مر بها المجتمع وعاش فيها الناس من حروب وحكام قساة ومناخ حار قاسي وغزو متكرر والعنف جزء من العقلية العراقية وما المعارك التي تحدث بين العشائر التي نسمعها ونراها على قضايا بسيطة الا نتيجة لذلك ومن الاعتيادي ان تسمع العراقي يُعلم ابنه الصغير فيقول له (ولك صير رجال) اي ادخل في عركات ومشاكل مع الاخرين والام والاب يعلمان ابنهما( ان يكون سبع)اي شجاع .وفي المحلات القديمة كان هناك الشقاوات الذين يقومون بدور الشرطي ولكنهم يعيشون برأس الناس من خلال اخذ الاتاوات , وهم قدوة للكثيرين ولايزالون يعيشون في مخيلة الكثيرين .ولا يكاد بيت عراقي يخلو من السلاح سابقا حيث الخنجر والتوثية والان المسدس والبندقية ولا يكاد يوم يخلو من المنازعات او المزاح الذي يتحول الى عركة وخصوصا في الكراجات والاسواق والبسطيات.
10-مطاطية الضمير :بسبب الظروف التي مر بها المجتمع وسواد روح العنف والتخلف والمنازعات الطائفية والمناطقية والفردية والحروب والفساد وتأثير الاعلام المؤدلج على مدى العقود الماضية وغسيل الدماغ الذي تعرض له بسبب كل هذه الظروف سادت عملية اضمحلال الضمير الفردي والجماعي او المجتمعي فالضمير الانساني يتأثر بظروف المجتمع وقيمه ومبادئه وعاداته والقيم الدينية السائدة وتنحته الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تبعا لطبيعتها لذلك رأينا سهولة انزلاق المجتمع في احداث السلب والنهب او الصراعات الطائفية والتجاوز على المال العام والممتلكات العامة بسبب مطاطية الضمير .ومن الشائع في المجتمع العراقي وصف شخص بانه ( ضميرسز)اي لا يمتلك ضمير لوصف الشخص غير المخلص او الفاسد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب