قال الإمام علي.. عليه السلام: “بين الصدق والكذب أربع أصابع” مشيرا الى المسافة الفاصلة بين خدعة السماع وموثوقية الرؤية؛ لأن الناس تضفي من خيالها قدرا كثيرا مما تتصف، فضلا عن قول المثل: “حب وإحكي وإكره وإحكي” إذ ثمة من ينطلقون من أسباب شخصية وإحتقانات ذاتية وأغراض نفعية، للكلام بحب أو كره، مزيفين الحقائق.. زورا وفق هوى مصالحهم، على حساب ضمير تعفن مع الزمن وكثرة وضعه تحت الأقدام.
خلافا للكثير مما أسمع، من بعثية وموتورين يسعون للتشهير بالشخصيات الوطنية المحترمة؛ بغية تسقيط القيم المثلى، المتجسدة في أناس مهمين منهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، الذي بلغ به النبل حد تقديم خدمات جليلة للعراق، من دون ضجيج، زاهدا بالإستعراض الإعلامي الذي يتهافت عليه أناس يحاولون الظهور بإكبر من عطائهم.
رئيس الجمهورية مظلوم إعلاميا، فلا يدعو فضائيات ولا يدفع مالا ولا توصيات ولا… أي نوع من إغراء؛ كي تغطى نشاطاته ويبالغ بها في الإعلام الذي يصنع من الحبة قبة، وبنفس القوة يمكنه أن يهمشش المتن ويقزم فعلا عملاقا.
يستقبل مكتب فؤاد معصوم الآلاف يوميا.. مسلمين ومسيحيين وعربا وتركمانا وشخصيات محلية وأخرى من الأمم المتحدة والجامعة العربية، أداء متفعالا مع حاجة المواطنين وحوارات سياسية تحمي العراق ميدانيا، زاهدا بالإعلام، وتلك هي قيمة رئيس الجمهورية، أنه رجل منجزات و أفعال.. ليس رجل إستعراض إعلامي.
إنه رجل زاهد بفاعلية، ترتقي بواقع الوطن، فتلفزيون “العراقية” مع الأسف لا يعنى بغير أخبار رئيس الوزراء.. حصرا، مهملا سواه.
معصوم.. شخصية وطنية.. سياسيا وأكاديميا، حاز على دكتوراه اللغة العربية، من مصر، محققا حضورا لافتا بين أساطين الأدب والعلم فيها، والذين ظل وما زال على صلة بهم، بعد تخرجه في جامعة القاهرة، بدرجة دكتوراه.
وبنفس ثقله الأكاديمي في اللغة العربية، وهو كردي، يأخذ ثقله الوطني من نضاله.. الرجل الثاني في الإتحاد الوطني الكردستاني، الى جانب جلال الطالباني، وهما يسعيان لتحرير كامل أرض العراق، وليس كردستان فقط.
تربط معصوم صداقات مع قادة عرب أفذاذ، مثل جمال عبد الناصر وآخرين.. أنشأ عائلة وطنية بأفرادها كافة، فبنته الأولى وزيرة والثانية مديرة مكتبه.. إنسانة جديرة بمنصبها، وهي مثل أبيها زاهدة حتى بإنوثتها التي أنعم الله عليها بدفق طاهر من جمال رباني بريء، أغناها عن اللجوء للمكياج، مكتفية بما تحمله من شهادة عالمية عليا، وإتقانها لغات عدة، وتحليها بوعي نابع من ذكاء فياض، وسمها بتواضع العلماء ورصانة الشخصية.
شخص كمثل فؤاد معصوم، لا يمسه إلا بعثي موتور.. حاقد على جواهر الصواب في الحياة العراقية، يحث بإتجاه المزيد من الفساد، لا يرضيه توازن فؤاد معصوم،… الذي تشرفت بلقائه، فوجدت فيه نعم الأب للعراقيين ونعم الحامي والموجه، من دون إستعراض.
ثمة حملة تسقيطية، تطال الشخصيات الوطنية المخالفة لعقيدة البعث وصدام و”داعش”.. إنهم يعيثون خرابا في العراق، ويريدونه رمادا تذروه الريح؛ لذا كلما لاح لهم وطني شريف شهروا به وإفتروا عليه وإدعوا عليه ما ليس فيه، يسلبونه محاسن أدائه في خدمة العراق.. لكن لا يصح إلا الصحيح.. تحية للطيبين.