19 ديسمبر، 2024 3:23 ص

تشخيص رائع ودقيق للسيّد علي الأديب في الأسباب الّتي ادّت لاستمرار التظاهرات الحاليّة في العراق

تشخيص رائع ودقيق للسيّد علي الأديب في الأسباب الّتي ادّت لاستمرار التظاهرات الحاليّة في العراق

من حسنات المكابدات والمحن والصراعات الطويلة الّتي يتعرّض لها عادةً من يسير على مثل هذا الدرب خصوصاً عندما يكتنفها أنواع الصنوف في التعذيب أو الاعتقال أو المكوث في غياهب الزنازين والسجون سنون طويلة أوالتعرّض لشتّى أنواع المطاردات والملاحقات أوالتعرّض للتتبّع والمداهمات ومصادرة لقمة العيش ومواجهة صنوف وأنواع الاجتثاث من الّتي يتعرّض لها المناضلون السياسيّون عادةً في صراعاتهم النضاليّة الطويلة لتحقيق العدالة وتحرير البلاد .. أنّ هذه المصاعب والمخاطر جميعها تكسب مثل هؤلاء المناضلون ؛ شكيمة وعزم وصلابة .. كما وتكسبهم أيضاً خبرات وقدرات تحليليّة و”تشخيصيّة” دقيقة إذا ما استجدّ مدار لبحث في الشؤون السياسيّة ومن الحنكة العالية كذلك في إدارة شؤون البلاد والعباد .. كما ويتمتّع مثل هؤلاء بحصافة عالية في تحقيق العدالة بين أفراد البلد .. وهو ما تتوضّح وتتجلّى اليوم بأبهى صورها بعد وصول هؤلاء المناضلون العراقيّون لسدّة حكم العراق بعد تحريرهم له من الطغاة والدكتاتوريّون والمتسلّطون وخاصّة بعد أنّ أزاحوا بنضالهم جلاّديهم واستلامهم لمقاليد الحكم بدلاً عنهم وفق قاعدة جماهيريّة عريضة انتخبتهم فوراً ما أن حرّروا العراق بأيديهم الكريمة .. ولعلّ السيّد علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي “ولو لي ملاحظة في عنوان الوزارة آمل أن تلفت نظر معاليه أن يكون جزء عنوانها الثاني هو “.. والبعث العلمي” بدل البحث العلمي لغرض بعث العلوم الّتي اشتهر بوضع أساساتها العلميّة , وعروبة السيّد الأديب تنتخيه لذلك بكلّ تأكيد ؛ العرب , أبان الحكم الإسلامي الطويل والّتي استمدّت أوروبّا من تلك الحضارة المشرقة علومها والّتي تتمتّع بنتائجها الباهرة اليوم شعوب العالم .. ولعلّ لهذه الأسباب استمدّ معالي السيّد الوزير الأديب المنطقيّة العقلائيّة في انتمائه النضالي المرير في دائرة الصحوة الاسلاميّة قلباً وقالباً”.. ولعلّ أيضاً أنّ هذا المناضل الإسلامي الغيور على بلده العراق يمثّل صورة مشرقة للنموذج في الحنكة القياديّة وبعد النظر والتشخيص الدقيق والتفهّم العميق للظواهر والاحتجاجات السياسيّة الطبيعيّة الّتي يتمتّع بها العراق في ظلّ ديمقراطيّة قلّ نظيرها في المنطقة والعالم كالتظاهرات الجارية الآن في العراق وعدالة مؤمّنة قضائيّاً من الاستقلاليّة بمكان فاقت جميع التوقّعات وفاقت في الكثير من جوانبها “ولو أنّها لم تكتمل بعد إذ لم تمض إلاّ فترة قصيرة ـ 10 سنوات فقط  ـ فيّ إدارة البلاد والعباد وهي غير كافية لإعمار العراق .. كما صرّح مؤخّراً أيضاً أحد حجج الله على الأرض سماحة أحد أساتذة العلوم الشرعيّة في جامعة الكوفة” فاقت هذه الديمقراطيّة رغم حداثتها على أيدي هذه النخبة المناضلة , في الكثير من جوانبها , دول المنطقة واقتربت من نضوج ديمقراطيّة بعض الدول الأوروبيّة ..
دائماً العباقرة والقياديّون والمفكّرون والحكماء والرسل والأنبياء يتفحصّون مجتمعاتهم ككلّ من أماكن مرتفعة ومن نقاط بعيدة تمكّنهم مراقبة أوضاع الناس ممّا يمكّنهم بالتالي لأن تكون تشخيصاهم صائبة ودقيقة حين يضعون أصابعهم على عيوب مجتمعاتهم ونقاط الخلل فيها .. فالأماكن المرتفعة أو البعيدة تمنحهم التأمّل بموضوعيّة بعيداً عن الخنادق المتداخلة الّتي تحجب عنهم الرؤية الموضوعيّة للمجتمع ونقصد بالأماكن المرتفعة ـ كغار حراء والمنافي وكوخ همنغواي وضيعة أدغار ألان بو وغابة تولستوي وكهف “الفتية” ـ وسراديب الحوزة في النجف أيضاً ومقابرها ليست استثناءً برأيي الشخصي فمنها انطلق مناضلوا التغيير في العراق ومن روحيّة وسلوك وسيرة آل البيت ع العطرة ووفق أخلاقهم ونزاهتهم وعدالتهم النبويّة العالية .. ومعالي السيّد الوزير علي الأديب حفظه الله ذخراً لمستقبل العراق العلمي المشرق .. ومن نقطة مرتفعة .. أي من سراديب قمّ المقدّسة وسراديب ومقابر النجف الأشرف ورأس قمّة الهرم “الوزارة” حاليّاً .. واحداً من أولئك المناضلون أو من هؤلاء المناضلين الّذين حفظوا وصانوا وحدة العراق وتحقيق العدالة فيه ومن المشخّصين القلائل الأفذاذ لمناطق العلل السياسيّة في المجتمع العراقي والّتي بمثل هذه التشخيصات الدقيقة أبعد هو وأقرانه المناضلون البلد عن الفتن الطائفيّة الّتي كادت تطيح بالعراق لولا حنكتهم وخبراتهم الذاتيّة العميقة المستمدّة من بطولاتهم التحريريّة المشرقة .. فأهل مكّة أوّلاً وأخيراً أدرى بشعابها مثل ما يقولون .. ولولا تعاون الدول الصديقة والشقيقة واستمدادهم من السيرة العطرة لآل البيت ع والّتي كثيراً ما يوصون العراقيّون الّذين يتمتّعون اليوم بخيرات بلدهم ؛ بالتأسّي بها وتطبيقها ..
معالي السيّد الأديب  وضع يده على الجرح في لقائه الأخير من على فضائيّة الشرقيّة حين اعتبر .. أو عزى ؛ استمرار التظاهرات في مدينة الرمادي ومدن عراقيّة مهمّة كثيرة .. إلى “تمويل” خارجي مستمرّ .. فلولا الدعم .. “وهنا وفي هذه الظروف الحرجة الّتي تمرّ على العراق .. يجني العراقيّون فوائد الخبرات النضاليّة في التحليل أو البعث العلمي .. “قل باحث ولا تقل بحّاثة .. لأنّ البحّاثة هي الدجاجةّ كما يقول العلّامة المرحوم الدكتور مصطفى جواد والّذي تمّ تكريمه مؤخّراً بتمثال أشبه بـ”عالوجة دبس” نجفيّة بدون سمسم انتصبت عند مدخل مفترق “المفرك” ببعقوبة مكان ولادة عالمنا الشهير .. ويبدو أنّ من نفّذه ؛ يا إمّا قد فقد اللياقة البدنيّة في تنفيذ المنحوتات الّتي تتطلّب جهداً استثنائيّاً .. ويا إمّا نفّذ من قبل نحّات ظلمه النظام السابق فانعكست مظلوميّته على المسكين صاحب أشهر برنامج إذاعي لغوي عرفه العالمين العربي والإسلامي “قل ولا تقل” كان يُذاع في عهد أحد الأنظمة “السنّيّة” السابقة الظالمة” .. لقد شخّص السيّد الوزير العلّة في استمرار التظاهر حتّى كاد التحليل أن ينطق بعلوّ كعب السيّد الوزير في هذا وكاد , لولا معرفتنا بالكفاح الذاتي للمناضلون الدعوويّون في تحرير العراق أو في وصول معالي السيّد الأديب لهذا المنصب الوزاري عن جدارة واستحقاق , لقلنا إن مقولة “إسأل مجرّب ولا تسأل حكيم” تنطبق على معاليه فيما يخصّ الأسباب الّتي تحول دون انفضاض المظاهرات الحاليّة كما انفضّت شقيقتها تظاهرات 25 شباط “الغير مموّلة” بسبب مواد إنشائيّة متطايرة ولولا سوء تقدير لرجال “الطريقة الكسنزانيّة” المعبّؤون بالسكاكين وأدوات التشريح المقدّسة ..
فقط أثار انتباهي من مقتطف لحديث السيّد الوزير لم يُعرض كاملاً لحدّ اللحظة عن الأسباب الّتي أدّت لانفضاض تظاهرات 25 شباط أو تظاهرت ساحة التحرير .. لأنّني أتذكّر .. إن أسعفتني ذاكرتي لكون الحدث فات عليه زمن طويل .. أنّ هنالك خطأ غير مقصود لربّما ساعد على تفريق متظاهري ساحة التحرير .. إذ صادف مرور “سمتيّة” بالصدفة محمّلة بالرمل والحصى الناعم لتوصيله لمنطقة إعمار يجري فيها بناء إحدى ناطحات السحاب “أعتقد هكذا بحسب ما علمنا فيما بعد” ويتطلّب توصيل هذه المواد واسطة نقل من نوع مروحيّة .. فسقط سهواً البعض من تلك المواد الصديقة للبيئة على المتظاهرون .. وكذلك صادف أيضاً في المرّة الثانية اختلاط أفراد من “الطريقة الكسنزانيّة” يحملون سكاكين ومناشير لتقديم عروض استعراضيّة في إطار ديني كنوع من الاحتجاج على السلطة أسفرت عن سوء تقدير من قبل رجال الطريقة الكسنزانيّة نتيجتها استعراض للقدرات الخارقة وبسبب زحمة المتظاهرون اختلط الاستعراض بحركات الحذر من قبل المتظاهرين فوقع المحظور ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات