15 أبريل، 2024 5:54 م
Search
Close this search box.

تشابه ثورة تشرين العراقية والثورة الفرنسية الاسباب والظروف والنتائج

Facebook
Twitter
LinkedIn

( الذين لايتذكرون الماضي ولايتعضون منه محكوم عليهم باعادة التاريخ )

زيارة ماكرون للعراق اعادت ذاكرتي الى الثورة الفرنسية والتي لم يتذكرها هو ولم يتذكر مبادئها وكان عليه واجب تذكر دماء الشباب المسالم في العراق وكيف استشهدوا على يد احد الفرنسيين ( عادل ) وعلى الاقل يذكر الامر امام المسؤولين العراقيين بضرورة عقوبة المسببين بقتل الثوار ! هو لم ينس أراد ان يتناسى .. غالبا ما ينسى الطغاة انفسهم بل يفقدوا توازنهم نتيجة زهو الدنيا لهم وليس هناك من مثال افضل من السياسيين في العراق ورجال الدين الذين جاءوا بعد عام 2003 من بطون جائعة الى قصور واموال وطائرات ويخوت ونساء وغلمان وعطور ومشروبات كحولية باهظة الثمن ومخدرات وصولا الى كازينوهات للقمار وعمليات تجميل حتى لط .. هم ..حتى لويس السادس عشر لم يكن يعيش مثلهم واولادهم يعيشون ويجوبون دول العالم وفي جزر اّسيا فاقدين فيها وعيهم من نشوة السكر والمخدرات ونساؤهم على حد قول عادل امام تعيش على حلا شعرها حتى ماري انطوانيت لم تعش حياتهم ؟؟ ..( المقصلة تنتظرهم ) واغلب العراقيين يعيشون حياة الجحيم بلا كهرباء ولا ماء وطعام تأنف الحيوانات من اكله وامراض ما انزل الله بها من سلطان حتى اكتشف مرض الطاعون في العراق ولا سكن ولا صحة ولاتعليم ولاامان … وعندما يسحلكم الشعب هل تتساءلون لماذا ؟ماذا عملنا نحن !! خطر ببالي تشابه الظروف التي يمر بها العراق والظروف التي مرت بها فرنسا قبل الثورة الفرنسية من حيث تشابه الاحداث والاسباب والنتائج لنر :

نظام الحكم : لويس السادس عشر ملك فرنسا من عام 1774 الى عام 1793 حين اعدم بقطع راسه بالمقصلة .. كان ضعيفا جبانا وغبيا لذا بحثوا له عن امرأة تهبه الشجاعة وقوة القرار فتذكر وزير خارجيته ان هناك في بلاط فيينا ماري انطوانيت فتزوجها ( وطاح حظه من وراءها وقصة ماري انطوانيت جديرة بالاطلاع عليها ) عندما مات ابوه لويس الخامس عشر وجاء عليه الدور ليصبح ملكا قال للمقربين (اللهم احمنا فنحن اصغر من ان نحكم .. ياله من عبء انني لم اتعلم شيئا واني لاشعر كأن الكون سيسقط فوقي .. ) كان الملك ضعيفا ولايمكن اعتباره ملكا صالحا كان شرها بالاكل وكان لديه ضعف جنسي معروفة قصته وقالت فيه زوجته الملك ليس جبانا بل يتحلى بقدر كبير من الشجاعة ولكن الخجل يربكه وتعوزه الثقة بالنفس وهو يخاف من القيادة ..اما زوجته فقد اهتمت بحياتها الخاصة ومغامراتها ومقامرتها ومبالغة باقتناء الثياب وممارستها السحاق مع الاميرة دي لامبل .. كان اول هم للملك هو العثور على وزراء اكفاء امناء يصلحون لادارة الدولة ( عجيب) .. حكم لويس السادس عشر 19 سنة … الا يشبه حكم لويس السادس عشر حكم الرؤوساء غازي الياور وجلال طالباني وفؤاد معصوم وبرهم صالح والا يشبه حكم رؤوساء الوزراء من اياد علاوي الى نوريالمالكي الى ابراهيم الجعفري وحيدر العبادي وعادل مهدي ؟ نعم بالتاكيد مع الفارق الوحيد ان لويس السادس عشر كان رجلا وطنيا محبا لفرنسا .. وكل الاسماء السابقة لم يكونوا وطنيين ولا محبين للعراق .استبعدنا الكاظمي لانه مازال في فترة الاختبار بالنسبة لنا

الوضع الاقتصادي : مرت على فرنسا في عهد لويس السادس عشر ازمات اقتصادية صعبة في مختلف القطاعات حيث انخفضت اسعار الحبوب التي يعتمد عليها الفلاحون للإيفاء بالتزاماتهم وانعكست تلك الازمة على النشاط الصناعي وقد تضرر من هذه الازمة الاقتصادية بالدرجة الاولى طبقة العمال والفلاحين والطبقات الفقيرة التي ازدادت فقرا .. ولعلاج الوضع الاقتصادي فرضت الحكومة رسوم كمركية وضرائب جديدة زادت الطين بلة حيث انعكست على زيادة الاسعار .. وكانت ميزانية الدولة عشوائية وغير مستقرة تحدد على اساس النفقات وليس على اساس الايرادات وهي غير اّمنة بسبب التبذير والفساد والاختلاسات فلجأت الحكومة الى الاقتراض مما زاد من التضخم المالي وارتفاع الاسعار وزاد الوضع الاقتصادي سوءا للفلاحين وللفقراء .. حاول الملك انقاذ الوضع الاقتصادي لفرنسا فجاء ب جاك نيكر ( وهو سويسري بروتستانت ) مديرا للخزانة الملكية واحتجت الكنيسة على تعينه ( هم تحججوا بانه ليس كاثوليكيا ) ولكن حقيقة الامر لانه اراد الاصلاح وبالذات ضرب مصلحة طبقة النبلاء ورجال الدين .. وقبل الثورة بعام اي عام 1788 بلغ الدين العام للدولة رقما قياسيا بلغ اربعة مليارات جنيه وهو مبلغ كبير جدا بينما قدرت عائدات الدولة السنوية ب 500 مليون جنيه وبلغت نفقاتها 600 مليون جنيه ( كأني ارى العراق )

الا يشابه الوضع الاقتصادي ذلك الوضع الاقتصادي في العراق تماما ديون وقروض خارجية وداخلية ،عائدات الدولة التي تعتمد على النفط اقل من النفقات ، موازنة غير مستقرة وغير امنة ترسم على اساس ما تحتاجه الدولة من نفقات وليس على أساس الواردات ، ضرائب عالية جديدة ، تبذير وفساد وسرقات ، جوع ، تضخم عالي .. اجمعوا هذه العوامل في ذهنكم حتى تسهل المقارنة ..

الكنيسة ورجال الدين : كان رجال الدين يمثلون 15% من المجتمع الفرنسي وقد عاشوا في مركز الطبقات العليا من المجتمع وسكنوا القصور وسرقوا المدخرات والتبرعات وايضا دعارة وشذوذ وفساد ووضعوا ايجارات عالية على الفلاحين للاراضي التي يملكوها وصنعوا ! صكوك الغفران ! لزيادة مدخولاتهم وتفننوا في السرقات وتركوا الدين وتعاليم المسيحية وتفرغوا لاكتناز الاموال والتدخل في الشان السياسي وذلك بالتحالف مع الملك ومع الطبقة السياسية الحاكمة واصبحوا يشكلون جزء اساسي من نظام فرنسا واصبحوا هم من يوزع المناصب في القصر سبحان الله وكانني اتحدث عن طبقة رجال الدين والمعممين في العراق الذين سكنوا القصور في الجادرية وغيرها وسرقوا اموال الفقراء الجهلة المتمسكون بتقديم الاموال لرجال الدين وهي بمثابة ( صكوك الغفران ) والتثقيف بان ( الخمس ) طريقهم الى الجنة والآن في العراق يعيش رجال الدين في الجنة والفقراء يعيشون في الجحيم على امل ان يعيشوا في الجنة بعد الممات معادلة غير انسانية وغير مقبولة .. انا عندما ارى الامام علي عليه السلام وزهده بالحياة اعرف عند ذاك ان ما يحمله من مباديء هي الحق وهي العدل واتبعه الى النهاية ولكن عندما يكون خالد العطية او غيره كيف اتبعه والله انا استغرب ! اي معمم لديه عمارة في العراق اسالوا كيف يتعامل مع المستاجرين ولا حتى ( شايلوك اليهودي ) … اصبح رجال الدين ( وزاد عدد المعممين في العراق بنسبة مخيفة بعد عام 2003 لانها اصبحت مهنة ووظيفة تدر اموال الحرام عليهم ) اصبحوا هم من يوزعوا المناصب في الدولة ( تشابه غريب ) كل مااتذكر عمار الحكيم واتذكر الباقين … اخاف اذكر اسماء .. يخطر في بالي الراهب الروسي راسبوتين ويخطر في بالي رجال الكنيسة في العصور المظلمة في اوروبا .

سقوط الملكية : بعد تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية اجتاحت العاصمة الفرنسية باريس احتجاجات تحولت الى تحرك مسلح حيث هاجم اهالي باريس سجن الباستيل مسلحين بالبنادق يوم 14 تموز 1789 والغريب كان لويس السادس عشر يسأل من اين جاء الثوار بالبنادق …وسقط سجن الباستيل الذي كان يمثل السلطة المطلقة بيد الثوار وذبحوا الحراس ومدير السجن وقطعوا رؤوسهم ومثلوا بالجثث واستمرت الاضطرابات… حتى القي القبض على الملك لويس السادس عشر وزوجته وهما يحاولان الهرب الى النمسا واعدم الملك وزوجته بالمقصلة عام 1793 بعد محاكمة دامت شهر واحد ، في ساحة الكونكورد الحالية واخر كلمات الملك كانت ( ايها الفرنسيون انني اموت بريئا انني اقول ذلك وانا على المقصلة وسامثل قريبا امام الرب انني اعذر اعدائي وأمل ان فرنسا … وقبل ان يكمل هوت المقصلة ) واستمرت الثورة لحين قيام نابليون بونابرت بالانقلاب في عام 1799 وهكذا كانت الثورة الفرنسية والتي استمرت عشرة سنوات ثورة شعبية لها الاثر على اوروبا حيث عملت على الغاء الملكية والغاء الامتيازات الاقطاعية للطبقة الارستقراطية والغاء النفوذ الديني للكنيسة واعلنت جملة من الاصلاحات والمباديء مازال العمل بها ليومنا هذا .. كانت ثورة على الطغيان والفساد والظلم وعلى الكنيسة اختلفوا عن اسباب الثورة ومن غذاها ومن اين اتت البنادق ؟

اسباب الثورة : اختلفت الاراء في اسباب الثورة الفرنسية فمنهم من يوعز اسباب الثورة الى العامل الاقتصادي و افراغ الخزينة نتيجة الحروب التي بدأها لويس الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر . وانا اعتقد ان السبب هو جملة عوامل اجتماعية وسياسية والعامل الاقتصادي هو الرئيسي وازدياد الفقر بشكل كبير الى درجة ان راتب العامل كان بالكاد يكفيه لشراء الخبز بالاضافة الى ازدياد الفساد وتسلط طبقة النبلاء ورجال الدين على الشعب … بقيت نقطة مهمة يجب ذكرها وهي دور المثقفين الفرنسيين في تأجيج الثورة فهم رسموا الافكار تحت شعار الحرية والمساواة والاخاء والعدل مثل جان بول مارا وهو طبيب وسياسي وأحد اهم مفكري وقيادي الثورة وصاحب تاثير كبيرعلى الثورة اغتيل في اوج عطاءه حتى الكاتب الكبير فكتور هوجو فكان اديب الثورة وأحد شعراءها اعظم اقواله ( اذا وقفت عائقا امام المستقبل فالنتيجة هي الثورة ) وقائمة طويلة من الكتاب والشعراء والمثقفين الذين ساهموا بتغيير المجتمع ودعموا اقامة الثورة .. ولاننسى تاثير جان جاك روسو وفلسفته في تشكيل الاحداث السياسية التي ادت الى قيام الثورة وان مات قبل اندلاعها ..

والاّن ماذا عن العراق وعن ثورة العراق التي اندلعت وستنتصر بدأت سلمية ولكن نحذر من امتحان صبر سلمية الثوار عند ذاك تتساءلون مثل لويس من اين اتت البنادق .. وسيدخل الثوار المنطقة الخضراء (سجن الباستيل ) واين ستنصب المقصلة ؟ وكيف يتم عقوبة الفاسدين ؟ . وسينتهي دور رجال الدين في الحياة السياسية وكما دفعت الثورة الفرنسية دماء غزيرة سيدفع ثوار العراق دماء عزيزة لتحقيق النصر وكلمة اخيرة هي الاشادة بالمثقفين والكتاب الذين يتفاعلوا مع هموم بلدهم وشكرا لهم لدعم الثورة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب