مضى أكثر من عام على الثورة السورية الدامية ..ثورة فاقت دمويتها الوصف في جميع الثورات التي سبقتها عربيةً أو عالميه , لا احد يملك ذرة من ضمير وهو يشاهد أشلاء الأبرياء من الشعب السوري وهي تتطاير بالهواء بفعل القصف الجبان لطائرات آل الأسد دون إن تدمع عيناه ..ليل ونهار وصبح ومساء والمدفعية والدبابات والطائرات تقصف المدن والبلدات السورية دون كلل أو ملل وبكل ضراوة ..العالم يشجب ويستنكر ويدين ,لكن آل الأسد وعلى رأسها الابن المدلل بشار لا يكترثوا ولا يهتز لهم جفن وهم يشاهدون ما يفعله جنودهم وشبيحتهم بشعبهم… أن هذا المدلل الذي وصل للسلطة بمباركة والده وأقزام البعث ومخابرات السلطة والمنتفعين من حاشية آل مخلوف ومن لف لفهم .. قد قربت نهايته هو وهؤلاء القتلة الذي سيكون مصيرهم مزبلة التاريخ بعد إن يقتص منهم الشعب السوري البطل..
إن أسباب تلكأ القرار الدولي وضعف أرادته بالحسم والدعم للشعب السوري بعدم تقديم العون له ,متداخلة وضبابية في الكثير من المنعطفات والزوايا وأول هذه المنعطفات هي الإرادة الأمريكية والتي لم توضح لحد الآن فالمستشارين الأمريكيين والمؤثرين بالقرار إما إن يكونوا واقعين تحت تأثيرما يسمى بتدخل القاعدة في الشأن السوري وأما هناك موقف خفي غير واضح للإدارة الأمريكية وهو إخضاع منطقة الشرق الأوسط للإرادة الامركية بالتمام والكمال والتي يمثلها بالمنطقة السياسة الإسرائيلية فاغلب القرارات الحاسمة للادراة الأمريكية تنبع من مباركة إسرائيلية وهذا يخضع لرؤى ودراسة إسرائيلية بالتأكيد..
إما الإرادة الروسية وتابعها الصين فلها حساباتها ومصالحها الجو سياسية في المنطقة وهي كثيرة ومتشعبة,فالشرق الأوسط أصبح بعيدا عن النفوذ الروسي وهذا يقزم الدولة الروسية وطموحها ومنافستها للغرب بعد فشلها في مناطق عديدة خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة وكما حصل في البلقان وأفغانستان وإفريقيا ..فروسيا اليوم تبحث لها عن نفوذ يعيد لها كرامتها المهدورة بسبب تخبط سياستها القيصرية الجديدة والتي يمثلها رجل المخابرات الأول بوتين والذي يطلق علية مناؤيية السياسيين بقيصر روسيا الجديد, فروسيا اليوم تتخبط بسياستها وتلعب على الاوراق الخاسرة كما هي مراهناتها السابقة مع حكام المنطقة الدكتاتورين أمثال صدام والقذافي..
تبقى الإرادتان السعودية والتركية واللتان تسيران بخطى متناغمة فهاتين الدولتين لا يملكان القرار الحاسم و التام حول القضية السورية وبالشكل المؤثر والفعال فتركيا تملك جيشا قويا لكنها مقيدة بمشاكلها الداخلية (حزب العمال الكوردستاني) واقتصادها الذي يعتمد بالدرجة الأولى على نشاطها التجاري بين الشرق والغرب فطموح تركيا لا يتعدى سوى نفوذها الذي يعطيها صورة الإسلام المقبول أوربيا وعربيا ,أما المملكة العربية السعودية فهي لا تملك غير التأثير المالي فقط فنشاطها لا يتعدى هذه الحدود فالكل يعلم إن المملكة العربية السعودية هي أخر من يدافع عن الحريات الشخصية وعن الديمقراطية لأنها غير مؤهلة للدفاع عن الشعوب ففاقد الشئ لا يعطيه..
تبقى الإرادة الإيرانية وحلفائها بالمنطقة والذين اغلبهم من الأحزاب الإسلامية الشيعية والحركات والمنظمات الفاقدة للاستقلال والتي اغلبها مرتبطة مع إيران بشكل مباشر أو غير مباشر فتحالفها مع نظام آل الأسد هو تحالف مصالح وليس تحالف مذهبي كما يتحدث به السذج من الناس ..كما إن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بإيران بفعل العقوبات الاقتصادية يجعل قررارتها بالدفاع عن نظام الأسد غير فعال لذي نرى إن مواقف إيران مرة تكون متشددة (أخرها تصريح وزير الدفاع الإيراني بالدفاع عن نظام سوريا) وأحيانا خائفة وملتوية, خاصة الزيارات السرية للمسؤلين السورين والإيرانيين لكلا البلدين ,فهم يبحثوا لهم عن مخرج بإزاحة الأسد عن السلطة والإبقاء على النفوذ الإيراني في سوريا والتي نعلم جيدا إن تقلص النفوذ الإيراني معناه تقليم أظافر إيران وبالتالي جعلها ضعيفة مما يسهل للغرب تدمير المشروع النووي الإيراني..من هذه الإرادات المتشابكة والتي لا يعول أو يهتم بها الشعب السوري لا من قريب ولا من بعيد فقد عزم على أمر واحد هو تعزيز إرادته وتحقيق نصره على طاغيىة الشام عبر تماسك جبهته
الداخلية وحسم أمره بالتخلص من عصابات آل إلا سد ,رضي الغرب أو الشرق أم لم يرضىوا فالنصر بات قريب بفعل ضربات أبناء سوريا الأحرار ومن خلفهم كل صاحب ضمير حي وكل شريف وهو يرى عصابات آل الأسد تفتك بالشعب السوري دون إي واعز أو ذرة من الإنسانية..