23 ديسمبر، 2024 1:01 ص

تسونامي کورونا أم الخلاف والصراع في النظام الايراني؟

تسونامي کورونا أم الخلاف والصراع في النظام الايراني؟

هناك أکثر من حالة ووضع سلبي وغير إعتيادي سائد في إيران من جراء التأثيرات الاستثنائية للأزمة العامة التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي تزداد عمقا عاما بعد عام، وإن التأثيرات والتداعيات السلبية جدا التي خلفها وباء کورونا على إيران من مختلف النواحي، مضافا إليه الاوضاع السلبية الاخرى من حيث الازمة الاقتصادية للنظام وتزايد مشاعر الکراهية والرفض من جانب الشعب الى جانب إستمرار العزلة الدولية، وضعت النظام في موقف ووضع حرج جدا بحيث صار يشعر بالقلق والخوف من أن تحدث ماسيقلب الاوضاع رأسا على عقب.
التصريحات الاخيرة التي أدلى بها رئيس لجنة الصحة في مجلس شورى النظام شهرياري، والتي إضافة الى مطالبته بالقيام بإجراءات قانونية حيال روحاني، فإنه قال أيضا:” كان تسونامي كورونا في نوروز متوقعا تماما ويمكن الوقاية منه. قانون المسؤولية المدنية وقانون الجزاء الاسلامي قسم الديات واضحان في هذا الصدد، ويبدو ان أصابع الاتهام موجهة نحو رئيس المقر بسبب التقصير أو الاهمال في تنفيذ الواجبات الميدانية للوقاية من الرحلات النوروزية.”، لکن الذي يجب ملاحظته هنا هو ماقد ‌أعرب عنه روحاني من أن “قلقه من انتشار كورونا ليس الناس، بل الخوف من الكشف عن الحقائق، وهو يريد الأمن والحفاظ على النظام، لأنه أكد: في مجال كوفيد 19 علينا جميعا أن نقول كلمة واحدة، لا ينبغي أن تكون أصوات متعددة (في النظام). لا يجوز أن يظهر كل شخص على شاشة التلفزيون ويقول ما يشاء، وبذلك نعطي ذريعة بيد المعادين للثورة. لن يكون في مصلحة النظام أن نجعل الناس خلال الدعاية وفي التحدث إليهم محبطين وخلق صعوبة لهم.”، وإن روحاني عندما يذکر مصطلح”المعادين للثورة” فإنه يقصد المعادين للنظام والذي إتسعت دائرته لتشمل معظم الشعب الايراني، لأن رفض هذا النظام وبسبب من مسائه الکثيرة والاوضاع السلبية جدا التي نجمت عن 42 عاما من حکمه، صار هو السائد بين مختلف شرائح الشعب الايراني، ولذلك فإن الخلاف والانقسام داخل النظام يتزايد بوتائر متسارعة وحتى إنه يزداد حدة الى درجة يحاول النظام ومن أجل فرض سطوته أن يضاعف من ممارساته القمعية الاستبدادية ويضاعف من طغيانه ودکتاتوريته.
النظام الايراني الذي کان وکما أثبتت الاحداث والتطورات سببا رئيسيا لإنتشار کورونا بصورة مروعة بعد أن تستر عليها في البداية ولم يبادر کأية دولة أخرى لإتخاذ إجراءات أحتياطية من أجل مواجهتها والحد من فتکه بأبناء الشعب الايراني، فإن مايقوله ويدعيه اليوم بشأن هذا الوباء يخفي في ثناياه حقيقة أخطر بکثير وهي الخوف من غضب الشعب إذا إنفجر بوجه النظام، ولذلك فإن حالة النقسام والخلاف في داخل النظام تزداد حدة من دون أن يکون هناك أي مٶشر إيجابي لتحسن أوضاعه نحو الاحسن.