نشرت احدى الصحف الكردية خبرا مفاده ان الفيلسوف وصديق الشعب الكردي برنار هنري ليفي سيلقي محاضرة في مدينة نيويورك الامريكية ، حول كردستان
وحقوق الانسان في العالم
لقد سبق وان كتبت مقالا عن هنري ليفي . وكيف سمي بعراب الربيع العربي . او بالاحرى شيطان الربيع العربي حيث ساهم في تشويه الانتفاضات العربية وعمل مع مؤسسات مشبوهة على دمغها بطابع راديكالي اسلاموي ليسهل على الدوائر المخابراتية والعسكرية توجيهها وقمعها مع تشويه صورتها بالعالم. وقد استطاع هنري ليفي من تسليط الضوء عليها بصفتها منظمات ارهابية . كما نجح مع مخابرات دول الجوار ودول العالم في السيطرة عليها ، والاكثر من هذا تهيئة الظروف المباشرة وغير المباشرة لخلق تنظيم الدولة الارهابي المسمى داعش واعطاء القاعدة المسماة بجبهة النصرة في سوريا فرصة جديدة ، مع اخواتها للعبث بمقدرات الشعوب العربية . وكان نتيجة ذلك تدمير المدن العريقة في سوريا والعراق وتهجير سكانها . وكأن القضية الفلسطينية قد عادت بشخوص سورية وعراقية فاصبحوا مهجرين في العالم ومن سكنة الخيام في اراضيهم . وترفض الحكومات العراقية والسورية اعادتهم الى اراضيهم ومدنهم حتى بعد القضاء على داعش واشباهها بدعاوى شتى . وهي عملية مقصودة الغرض منها اذلال الشعبين السوري والعراقي وتحقيق التغيير الديموغرافي عن طريق اسكان جماعات مرغوب بها في هذه المدن وطرد سكانها الاصليين
ومازالت عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي مستمرة الى يومنا الحاضر ، سواء في العراق او سوريا
لقد شوهد هنري ليفي هذا في منطقة كردستان قبل مايسمى باستفتاء الاستقلال للشعب الكردي وظهر على شاشات التلفزيون وهو الناصح والمؤيد والمشجع لانفصال كردستان . وقد ظن الكرد انه جاء لنصرتهم ولم يعلموا انه جاء لتفتيتهم وتهجيرهم وتخريب مدنهم كما كان المساهم الاكبر في الفوضى غير الخلاقة في دول عربية شتى من خلال اطروحاته المشبوهة ، وتعاونه مع اجهزة مخابرات اقليمية وعالمية . ومازال الكرد يعتقدون انه النصير الاكبر لهم مع الاسف . اننا لانتعظ بما يجري حولنا . فقبل ايام نشرت وكالة الاخبار الاوروبية مقالا عن برنار ليفي . بينت فيه ان المثقفين والفلاسفة الفرنسيين يسمونه بالخديعة الكبرى . وانه عراب الربيع العربي
ان برنار ليفي المدافع عن حقوق الانسان ربما كان يجهل ان الفلسطينيين قد هجروا من ديارهم ومازالوا يعانون من الاحتلال الصهيوني من خلال بناء المستوطنات التي ادانتها كل الدول الاوروبية والدول المحبة للسلام . ولكنه يغض النظر عنها ولايتكلم عن حقوق الانسان بشانهم
وكذلك العراقيين والسوريين المهجرين ، والمدمرة مدنهم , لم يذكر السيد ليفي ولاكلمة عن حقوقهم الانسانية المفقودة . ان هذا الصهيوني المعروف بولاءه المطلق لاسرائيل يحاول الان التباكي على الشعب الكردي في نيويورك
الكل يعرف ان الشعب الكردي في العراق من دون الشعوب الكردية في المنطقة يتمتع بحكم ذاتي واسع لايحلم به كرد ايران او تركيا . وهو يدافع عن كردستان العراق ولايدعو لاستقلال الكرد في تركيا وايران ، ولاحتى الدعوة لضمان حقوقهم ناهيك عن الحكم الذاتي البعيد المنال عنهم . انها دعوة مشبوهة لخلط الاوراق والايقاع بين العرب والكرد في حرب طويلة بعدما فرغوا من حروب العراق والشام . هل يريد السيد ليفي والدوائر المخابراتية المشبوهة نقل الحرب الى مدن كردستان لتصبح مجرد اطلال وخرائب مثل حلب ودير الزور او الموصل
ان قادة اقليم كردستان لازالوا يرتكبون نفس الاخطاء بحق شعبنا الكردي وبحق الشعب العراقي . وقبل ذلك ارتكبوا اخطاء جسيمة عندما استكانوا الى مايسمى بالتحالف الشيعي الكردي . وبعدها التحالف مع نوري المالكي لتقسيم السلطة والثروة . وانقلب المالكي عليهم ولم يحصلوا على السلطة . اما الثروة فقد ذهبت في جيوب قادة حزب الدعوة وبعض قادة الاحزاب الكردستانية ولم يجن الشعب العراقي ولا اخوتنا الكرد اي فائدة او مصلحة من هذا التحالف . واخيرا وليس آخرا استفتاء الاقليم الذي اعاد الكرد سنوات عديدة الى الوراء واضاعوا فرصة ذهبية لتطوير الحكم الذاتي والتمتع بامتيازاته . وفقدوا الكثير من الامتيازات التي كانوا يتمتعون فيها . والاكثر من هذا الشرخ الكبير الذي حدث في البيت الكردي والاتهامات المتبادلة بسوء الادارة او بالخيانة
انه تسونامي سياسي وعسكري حل على اقليم كردستان ، وسيتبعه ازمة اقتصادية لاقبل لهم بها . . كل ذلك نتيجة الاستفتاء المشؤوم . وقد كان بالاساس بمشورة من برنار ليفي وعصبته المشبوهة . وهكذا انخدعت القيادة الكردية مرة اخرى بوعود كاذبة وآمال عريضة لا يستوعبها الوضع الاقليمي ولا الموقف الدولي المبني على توازنات شديدة التعقيد
بعد كل هذه الاخطاء والانتكاسات ، يتوجب على القيادات الحكيمة في كردستان العراق نقد التجربة السابقة نقدا بناءا” ومسؤولا لتلافي الوقوع في مزيد من الاخطاء وتدارك مايمكن تداركه من النتائج المترتبة على الاستفتاء
ان اقليم كردستان يجب ان يبتعد عن المراهنات السياسية على حساب الكرد والتي تعود بالضرر البالغ على كل ابناء الشعب العراقي . وان تتخلى القيادات الكردية عن تبني سياسات مشبوهة تحت املاءات اجنبية تهدف الى تحقيق مصالح دول اقليمية وغربية لقاء وعود وهمية ، كما كانت تفعل سابقا . وان يلتفتوا الى تحقيق المصالح المشتركة للشعبين الكردي والعربي في العراق . خصوصا وان هناك اطرافا تحاول استغلال الاوضاع المتأزمة بين بغداد واربيل لتجعل من الورقة الكردية اداة ضغط على بغداد من اجل تحقيق مصالح امريكية او اسرائيلية او اقليمية على حساب مصلحة الكرد وكما كانت تفعل دائما ولم يجن الكرد ولا العرب في العراق سوى الخيبة والخسران والندم