23 ديسمبر، 2024 8:27 ص

تسونامي  قادِم ….وَسِدودُنا هَشَّة …..

تسونامي  قادِم ….وَسِدودُنا هَشَّة …..

أتَّصَلَ  بي أحد ألأصدقاءِ من الكفاءاتِ العراقية في المملكة المتحدة  قبل أيام ليُودعني ويُخبِرَني بأختيارهِ  من قبلِ حكومةِ أبو ظبي مع مجموعة من الكفاءات من مختلف الجنسيات وفي جميع الاختصاصات للعمل على تطوير الاقتصاد الاماراتي وجعلهِ أقتصاداً مُستداماً بنسبةِ  100 % غير معتمد على النفط أو مُرتَهِناً لتقلبات الأسعار ،،، ازمة اسعار النفط الحالية تُنذِر بكارثةٍ اقتصادية جعلت معظم الدول الحية تَسْتَعِد لمواجهة تداعياتها الخطيرة،، الشعب الوحيد الذي يقف وسط العاصفة وبلا حراك يُذكَر هو في العراق …!!!!   هكذا تَستَبِق  الدول ( الراشدة ) التطورات وتُهَيّأ  بُناها التحتية ومنشآتِهاالاقتصادية  لمرحلةِ مابعد النفط عبر الاستعانة بخبرات وكفاءات علمية والأستفادة  من تجارب الشعوب في هذا الاطار لتوفير بيئة آمنة للاجيال المُقبلةِ تحفظ لهم أستقلاليتهم وأمنهم الاقتصادي ،،،، وأنا  أُوَدِع صديقي عبر الهاتف تَألمتُ كثيراً على حالِ  البلد ،، الآلاف من الكفاءات العراقية المهاجرة التي تَفَوَّقَت وكُرَّمت وتَبَوأت  أعلىٰ المناصب في الدول الاوروبية والولايات المتحدة  وتم الاستعانة بها في سنغافورة وماليزيا وأمريكا اللاتينية و دول الخليج  دون أن تَنتَبهَ اليها حكوماتنا المتعاقبة !!!! ،،،، معظم الكفاءات العراقية المهاجرة في العقود الاربعة الماضية هم من الشيعةِ والكُرد ،، نتيجة للاضطهاد المذهبي والعرقي الذي تعرضوا له ،، وأذا استثنينا كردستان التي إستطاعَت أن تَستَوعِب مُعظَم الكفاءات الكردية المستقلة ،، فأنَّ  الوسط العربي بشقيهِم السني والشيعي  يُشكلون حالة شاذَّة في تجارب الأمم والشعوب …   
 وبعيداً عن الطائفية والتقسيم العُرقي ،،، الشيعة العرب يمثلون أغلبية سياسية وجغرافية في البلد ويمتلكون أمكانيات اقتصادية وطاقات بشرية هائلة تؤهلهم للمشاركة الفاعلة في بناء وقيادة العراق ،،، أنتكاسة البلد الحالية تَكْمن في  انتكاسبة العرب الشيعة وغياب رموزهم الاكاديمية والقيادية النزيهة ،،، المحاصصة الطائفية التي يتم الحديث عنها كثيراً هي بالاساس محاصصة حزبية بامتياز بين الثلاثي الشيعي ( الدعوة و المجلس والتيار )  ،، وتكاد  لاتجد وزير أو  وكيل وزير أو مدير عام أو رئيس جامعة أو سفير أو عميد كلية أو مدير مستشفى أو فراشا…!!!!  الا وتجدهُ  تابعاً لهذا الحزب أو ذاك،، وهذه بيئة مثالية للفاشلين والانتهازيين  الذين  يتملقون ويتسلقون داخل هذه الاحزاب بُغيَّة الوصول  الى المراكز الوظيفية العُليا  ،، وتم  بموجب هذه المحاصصة الحزبية الخطيرة،،، تقاسم الدولة وتحويلها الى أقطاعياتٍ عائليةٍ وحزبية بالاضافة الى قيام الاحزاب الحاكمة بعد أن تَمَكنَتْ من ألأستيلاءِ على السلطةِ والثروة بتزوير أرادة الناخبين و تحويل عملية الاقتراع الى سوق للأرتزاق السياسي عبر شراء الاصوات بالتوظيف  ،،،ليتم أقصاء وأبعاد الكفاءات الوطنية على نفس المنهج البعثي السابق ،،،  ( الشيعي  ) الجيد هو الحزبي الجيد ،،،   الذي يُضمن ولاءَهُ لهذه  ( العشيرة الحزبية ) أو تلك ،، عشرات الالاف من أنصاف المتعلمين واصحاب الشهادات المزوَّرة من الانتهازيين الفاشلين الجاهزين للعب أي دورٍ يُناط بهم  يُمسكون مفاصل العراق المهمة الآن ،،،ومثلما تَم ترقيَّة علي كيمياوي من نائب عريف الى وزير دفاع  وحسين كامل من سائق الى ثاني رجل في النظام الدكتاتوري  اصبح بائع الخضار وزيرا ،، وبائع الجوال نائباً لرئيس الوزراء بعد أن تم توزيع المناصب ذاتها في العراق الديمقراطي على المقربين من قيادة أحزابنا الاسلامية المجاهدة  ( مع أحترامنا الكامل لكل أصحاب المهن الشريفة ) !!!!    ،،،
لذلك لايمكن مواجهة الخطر الاقتصادي القادم الا بمشروعٍ  أصلاحي سريع يتم من خلالهِ  تحرير الدولة من هيمنة الأحزاب الحاكمة وطبقتها الفاسدة  والعمل على أعادة هيكلة أدارة مؤسساتها على أسس علمية عبرالاعتماد على أهل الخبرة من الكفاءات والطاقات المُستقلة  بعيداً عن التزكيات والمُحاصصة  الحزبية ولايتم ذلك  ألا بأرادة شعبية حيَّة مدعومة من المرجعية على أن تَبادر الكفاءات للتصدي لمسؤولية الانقاذ الوطني  ،، غير ذلك سيستمر الانهيار وسينتهي النظام السياسي الحالي الى ما أنتهت اليه كل النظم العَبَثيَّة التي قادَتْ الأوطان ألىٰ المهالك .