الامطار التي هطلت على بغداد وعدد من مدن العراق خلال الايام الماضية أسقطت ورقة التوت ، ان كانت موجودة أصلا، عن الاهمال الحكمومي وتهاوي البنى التحتية لعاصمة الرشيد فضلا على اغلب المحافظات الاخرى مما يؤشر حقيقة لاجدال فيها عن حجم الفساد المستشري في أروقة حكومتنا (الرشيدة) القابعة خلف جدران المنطقة الخضراء أو الحمراء أوالزرقاء أو … الليموني على حد تعليق ورد ضمن احدى منلوجات (ثلاثي اضواء المسرح ) نهاية ستينيات القرن الماضي والذي لم يبقى منهم سوى سمير غانم بعد ان غيّب الموت رفيقيه الضيف احمد وجورج سيدهم مما فسح المجال لثالثهم لان يبقى وحده يلعب شاطي باطي في الساحة الفنية لعب الخضيري … بشط ! مع الاعتتذار للاغنية .
واماطت موجة (الطوفان) العارم اللثام عن فضيحة مجلجلة سجلت استسلام وتهاوي شبكة المجاري العامة لغضب السحب ورفعت الراية البيضاء بسبب عدم قدرتها على الصمود أمام غريمتها التقليدية ، لكن الموضوع لم ولن يهز (شارب) الحكومة او اي من مسؤوليها باعتبار انهم غير معنيين بالامر البتة ، فهناك قضايا عالمية تشغل تفكيرهم مثل العنف ضد القرود في الهند وشحة مسحوق ( التايد) في الصومال وصعوبة العثور على نساتل (تويكس) الشقيقة في جمهورية جزر الواقواق الاشتراكية العظمى !
احد الظرفاء اقترح ان تطرح الحكومة مناقصة عالمية لشراء عدة الاف من (المشاحيف) وتوزيعها ضمن البطاقة التموينية لاستخدامها في التنقل بين محلات العاصمة وتفويت الفرصة على من يريد الاصطياد في المياه العكرة ، فضلا عن كون الامر يفتح بابا جديد لـ( لغف) عدة ملايين من الدولارات وخل ياكلون مادام (عمهم ).. طيب !
في بلدان صغيرة وبلا مقومات مالية او اقتصادية ، كالتي نملكها ، ومعتادة على غضب الطبيعة بشكل مستمر فان اقل من التردي الذي شاهدناه في تقديم الخدمات ومن تسبب فيها قد يدخل في باب الخيانة العظمى التي تصل عقوبتها الى الاعدام احيانا اذا ثبت التورط والتقاعس المتعمد فيها ، لكن الموضوع عندنا يمر مرّ السحابة لاريث ولاعجل ، على ذكر الشاعر الجاهلي الاعشى قيس بن ميمون احد اصحاب المعلقات السبع او العشر لان الموضوع برمته لا يستحق هذه (المغالاة) …فالمطر خير كما يقول احد المسؤولين ، واذا كانت موجة الارهاب والتفجيرات اليومية التي تعم البلاد من اقصاه الى اقصاه لاتحرك شعرة من رأس رئيس الحكومة ، كما يقول احد نواب دولة القانون ، فان امر الفيضانات ،التي اجتاحت الاخضر واليابس ، قياسا بذلك مجرد زلاطة أو جاجيك …بالثوم وهنيئا لـ (العركجية) .!
في صلواتي الخمس اليومية ، ولاادعي هنا بانني متديّن لـ (أبو موزة) ، احمد الله عز وجل بان العراق لايقع ضمن دول النشاط الزلزالي وكذلك كونه بعيد نسبيا عن السواحل البحرية المهددة بموجات تسونامي لان واحدة من هاتين الكارثتين ستتكفلان بجعل العراق شذر ….مذر ، وتعيده قرونا للوراء الامر الذي سيجعل الناس تترحم على (قراقويونلو) او ماكان يعرف بدولة الخروف الاسود ذات الماركة المسجلة علامة ….(الطلي) ..!