يبدو ان الافرازات التي انتجتها المظاهرات لم تتوقف عند الاصلاحات التي سارع بها رئيس مجلس الوزراء وكذلك تبعه رئيس مجلس النواب بحزم اصلاحية عسى ان تبرهن حسن نوايا المجلس او اراد ان يوصل رسالة استباقية بانه بعيد عن الاستهداف بصفته ممثلا للشعب او انه الجهة الغير تنفيذية او اراد ان يكون حملاً وديعاً امام تسونامي الشعب الهائج ضد كل اشكال الفساد والمفسدين والسراق واللصوص .
لكن ما يميز هذه المرحلة من العلاقة بين الشعب والسياسي هو الصوت العالي الذي صار المواطن يتكلم او يتعامل بها مع السياسي . وهي حالة من الثقة بالنفس والتخلص من عقدة الخوف التي زرعتها اغلب الاحزاب السياسية باجنحتها العسكرية والامنية التي تمتلكها .
فلأول مرة ترفع اغلب صور من كانوا يسمون انفسهم قادة او رموز سياسية او من كان يسوق لهم على انهم كذلك , ترفع في ساحات التظاهر وتطالب بمحاسبتهم وتنحيتهم لانهم اصبحوا وبالاً ولا قيمة سياسية لوجودهم . ونتيجة هذه المطالب والضغوطات اصدر العبادي بالغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء وهم يمثلون النخبة كما كان يطلق عليهم او الرموز والقادة .
اذن الكيفية التي تم التعامل معها او الطريقة التي اقصيت بها هذه الرموز كما تسمى قد اضحت بما لا يقبل الشك انها انتهت سياسيا وايضاً مقبوليتهم الجماهيرية ليصبحوا ورقة محروقة وبالتالي سوف تنجر على قواعدهم الجماهيرية وكما يقول المثل الشعبي أضرب الكبير يخاف الصغير .