من المفارقات في هذه الحياه ان تجد انه هناك من الاجيال الجديدة مسقط راسهم خارج العراق بسبب ظروف الدراسة او ظروف الهجرة وما يتبعها من اسباب اخرى اليوم كنت مدعو على الفطور في منزل ابن اخي الدكتور منيف محجوب رئيس قسم النفط في كليه هندسة النفط جامعه الموصل…
وجلست بجانبي ابنتهم الصغيرة ((تسنيم)) ومسقط راسها في العاصمة البريطانية لندن حيث كان والدها يدرس هناك للحصول على شهاده الدكتوراه في هندسة النفط…وطلبت اضافتها في الفيسبوك ضمن أصدقائي الموجودين..
تسنيم اليوم طالبة في الصف الرابع الابتدائي ظهرت نتيجتها الاولى على اقرانها في الصف كونها من المتفوقات في المدرسة وعبرت الصف الرابع الى الصف الخامس الابتدائي… ابتسامة الطفولة لا تفارقها…..
تسنيم جعلتني اسأل نفسي عن مفارقات الحياة فانا ووالدها دكتور منيف كانت ولادتنا بقرية نائية ريفية في جنوب الموصل وتسنيم مسقط رأسها لندن ولانعرف ما تخفيه المفارقات لهم في المستقبل… فاليوم نحن نعيش في عصر التكنولوجيا العلمية التي قربت المسافات بين العالم وكسرت الجمود وخاصة في مجال العلم والتقدم بهذا الجانب وبكل المجالات فتجد ابن الفلاح اليوم طبيب واستاذ جامعي ومهندس وموظف اداري ومعلم وقاضي في حين كانت هذه العناوين الوظيفية حكراً لأبناء المدينة فقط ولكن مع التطور والانفجار السكاني وهجرة اغلب عوائل الريف الى المدينة اختلفت الاوضاع جملة وتفصيلاً فالمعلم الذي كان يعلمنا بالأمس القريب وينظر الينا نظرة فوقية تجده اليوم احد ابنائنا و اصبحت كل مدارسنا في القرى والارياف كوادرهم التربوية من اهالي تلك المناطق وكذلك المستشفيات والمراكز الصحية الموجودة والمنتشرة في عموم المناطق الريفية في العراق نجد ان ابناء الريف هم من يديرون هذه المؤسسات الصحية…
ذكرتني تنسيم بالماضي القريب وقريه العين وصفيه وناحيه حمام العليل وناحيه الشوره في جنوب الموصل وخاصه عندما اردنا الحصول على هويه الاحوال المدنية لتسنيم كون بيان الولادة صادر من السفارة العراقية في بريطانيا ومسجل مسقط الراس خارج العراق فتذكرت المقولة الشهيرة حمام العليل لؤلؤة نهر دجله وعليها دوما ينادي كل افراد العائلة تسنيم بهذا اللقب لؤلؤة نهر دجله كونها تحمل هوية احوال مدنيه صادره من دائرة احوال حمام العليل…
نتمنى لك يا تسنيم مستقبلا زاهرا وشهادة علمية عليا نفتخر بها ان شاء الله ونتمنى لك ولوالدك وكل افراد عائلتك التوفيق في هذه الحياه ومن نجاح الى اخر ان شاء الله يا لؤلؤة نهر دجله….
