اصلا كلمة مرجع او مرجعية حسب ما ذكر الشيخ محمد مهدي شمس الدين ( ت 2001م) بانه اول من اطلق عبارة مرجعية على السيد محسن الحكيم قدس سره ايام استهدافه من قبل النظام البعثي الفاشي . اي ان في مطلع نهاية الستينيات ظهرت كلمة مرجع للوجود .
لكن هذه الكلمة اصبحت لها تفاسير وصفات وابعاد لا سيما بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر ( ت 1980) ، بل وحتى فترة عشر سنوات الاخيرة من عمر السيد الشهيد وجدت احداثا تخص حوزة النجف الاشرف
اعتذر من الجميع ولكن من حقي ان اسال ان سيرة هذا المفكر العظيم ظهرت بعدة اقلام ولا نعلم مصدر المعلومة وهذا ليس تشكيكا بل استفسارا لان هذا الرجل قد يكون نسب له ما لم يقله هذا اولا او ما لم يقصده ثانيا .
الظاهرة الاخرى التي استحدثت بعد استشهاد السيد الصدر ان هنالك من ادعى الاجتهاد دون الحصول على اعتراف من مرجع او مجتهد اعلى ولست بصدد ذكر الاسماء .
وكذلك ظهرت مصطلحات المرجعية الصامتة والمرجعية الناطقة والمرجعية الرشيدة والمرجعية الصالحة وهكذا ، وكان للمرجع مؤسسة عملاقة على غرار الفاتيكان او القصر الجمهوري ، المرجع مجتهد يسكن في ازقة النجف الناس تلجا له ولم يلجا الى الناس او يفرض نفسه عليهم بل فرض نفسه بعلمه ومواقفه الحكيمة .
نقل في بعض الكتب ومنها ما قاله السيد كاظم الحائري ان السيد الصدر كتب عن المرجعية الصالحة ” انّ أهمّ ما يميّز المرجعيّة الصالحة تبنّيها للأهداف الحقيقيّة التي يجب أن تسير المرجعيّة في سبيل تحقيقها لخدمة الإسلام، وامتلاكهاصورة واضحة محدّدة لهذه الأهداف، فهي مرجعيّة هادفة بوضوح ووعي تتصرّف دائماً على أساس تلك الأهداف بدلاً من أن تمارس تصرّفات عشوائيّة، وبروح تجزيئيّة، وبدافع من ضغط الحاجات الجزئيّة المتجدّدة.
وعلى هذا الأساس كان المرجع الصالح قادراً على عطاء جديد في خدمة الإسلام، وإيجاد تغيير أفضل لصالح الإسلام في كلّ الأوضاع التي يمتدّ إليها تأثيره ونفوذه.” وهنا لنا بعض الاستفسارات على ما يبدو انه قالها في زمن السيد ابو القاسم الخوئي ( ت1992م) ، فهل ما ذكره السيد الصدر لا يتصف به السيد الخوئي وانه ليس بمرجعية صالحة ؟ هذا اولا ، وثانيا ان السيد نال الاجتهاد وله مقلدين فلماذا لم يؤسس المرجعية الصالحة التي يريدها ؟ والكلام يوجه الى كل مجتهد يقترح على مجتهد فلماذا لا تقومون انتم بما تقترحون وهو من حقكم ليس للتنابز معكم .
انت وصلت الى معرفة تجد نفسك تقترح ما تريد الاخر ايضا لديه معرفة ورؤية لما يقوم به .
ان ما تركه السيد الصدر من مؤلفات هي علوم رائعة غاية في الاهمية ونالت اعجاب كل الطوائف والمراجع والمفكرين ، هذا امر لا يقبل الشك والجدل ، ولكن التصرف الذي ظهر ممن يتبعه او من يدعي انه من اتباعه وما نتج عن ذلك من تشظي بالافكار بين الابتكار والانكار ، فعندما يتحدث السيد طالب الرفاعي عن سيرة السيد الصدر التي كان هو الشاهد يظهر من ينكر ذلك وينتقده وهو ليس بشاهد او لديه ما يؤكد رايه ، حتى ان الشيخ محمد رضا النعماني عندما الف كتابه عن سيرة السيد الصدر كتب معلومات لايمكن التحقق منها وهو نفسه بادعاء الكاتب مختار الاسدي ان الطبعة الثانية “سنوات المحنة ” تم حذف بعض المعلومات التي نشرت بالطبعة الاولى ، ولم يكذب احد ما ادعاه الاسدي .
عندما تكون هذه الحقائق هكذا حالها فهل يمكن الركون اليها ؟ اعلموا ان المجتهد الذي يهتم بعلمه وعمله واخلاقه دون المساس باحد حتى وان عارضوه فهو الحق ومن يحاول النيل من مجتهد اخر فانه يفقد ما يتصف به ذلك المرجع .