23 ديسمبر، 2024 6:30 م

تسقيط سياسي … المالكي …آخر دونكيشوات العملية السياسية…

تسقيط سياسي … المالكي …آخر دونكيشوات العملية السياسية…

لااعرف الصفيق من سياسي الصدفة ، الذي ابتدع مصطلح ،تسقيط سياسي ،اذ لم نسمع به قبلا من اي سياسي على مستوى العالم في الدول الراسخة الديمقراطية ، كما لايوجد في مناهج وقواميس العلوم السياسية مثل هذا المفهوم ، فواجب السياسي الاول هو الترصد لمساويء وسلبيات واخطاء منافسيه ،والا لماذا يكون منافسا لهم اذ لم يكن يسعى لتصويب اعواججهم ،لكن التسقيط السياسي ارتبط بالمحاصصة ، اي اشترك في الحكومة وانتقدها … وانا في الحكومة لكني معارضا لها … ولكم جائزة اذ ارشدتموني لتسجيل مثل هذه السابقة دوليا .

واحدة من الروايات العالمية الشهيرة للقاص الاسباني سرفانتس ، ملحمته الشهيرة “دون كيشوت دي لامنشا” والتي تدور حول احد النبلاء في القرون الوسطى والذي بعد انقراض عهود الفرسان ، بقي يحلم بانه لازال فارسا … ويستطيع هزيمة التنانين وتحرير الاميرة محبوبتة ..ويريد تنفيذ ذلك في زمن تغير تماما … وفي رحلته مع خادمه لاجل ذلك … يتعرض للاستهجان والاستهزاء ممن يقابلهم … فيعود لداره وبعده في حلمه لكن خلاصه بموته …

عرابي العملية السياسي ، بغالبيتهم ، لكني ساختار ثلاثة منهم ، وهم الطالباني ، وعلاوي ، والمالكي ،جاءوا للعراقيين ، وفرضوا الوصاية عليهم ، لانهم ناضلوا ضد الدكتاتور المقبور ،وكان يفترض وبفضل ابو ناجي ” الامريكان ” الذي فوت عليهم ادعاء تحرير العراق ،ارساء دعائم نظام ديمقراطي ينقل البلاد نحو مصاف دول العالم المتقدمة بما يتوفر له من ثروات طبيعة وبشرية ، لكنهم ، ومن ايامهم الاولى اقصوا الشعب تماما ، وانغمسوا في الصراع لاجل السلطة والمناصب ، واوصلونا لما نحن عليه الان ، البلد الفاشل في التصنيف العاشر عالميا ،والبلد المتخلف وفق دليل التنمية للامم المتحدة بتسلسل 131 ،والبلد الذي لاتتوازى فيه ميزانية حكومته السنوي والتي بحدود 120 مليار دولار مع نسبة الفقراء فيه والتي تصل الى اكثر من 23% ، بل ونحن الدولة رقم 4 في الفساد ، والاخيرة في الاستثمار ، وفي التصنيف 12 كدولة كسولة ، ومن المبكي المضحك اننا العراقيون شعب ذكي وترتيبنا 21 عالميا .

الطالباني … رئيس بالمحاصصة بامتياز ، طوال السنوات الثمان الماضية ، لم يكن ولايوم واحد رئيسا لجمهورية العراق ،بل كان رئيس لنفسه وللاكراد ، وضل حبيس تقييمه لنفسه كمناضل ، وكانت نتيجه وهمه هذا … وفي اول انتخابات برلمانية … انتكس حزبه وهزم

هزيمة نكرة من قبل كتلة التغيير ، ولازال حزبه في تدهور … وبالتالي فهو فشل في قيادة حزبه وفشل في تحقيق حلم الاكراد بالدولة الكردية وفشل في ارساء الديمقراطية في العراق .

اما علاوي ، ففي تققهر باستمرار ، بعد ان كانت له زعامة التيار المدني الديمقراطي ،لكنه لانانيته في القيادة وبقاءه بحلمه كقائد لامنازع له ، فشل في قيادة معارضة قوية منذ تنحيه عن رئاسة الوزراء ، ولم يتمكن لضيق فكره من تحويل حركته حركة الوفاق الوطني الى حزب ديمقراطي قوي بموجب الاحزاب الفاعلة في الدول الديمقراطي … وذلك لانه اختار لنفسه ان يبقى زعيما مدى الحياة ،مع العلم ان العامل الحاسم في ارساء الديمقراطية سواء في الحزب او الوطن هو تداول السلطة وبماانه وخلال العشر سنوات الماضية لم يتمكن من الوصول للحكم مجددا فانه … رجل سياسي فاشل بامتياز وعليه اذا كان قد بقي لديه بعض ماء الوجه … ان يستقيل … ويفسح المجال امام قيادات شابه … لكنه يصر على البقاء … لان الدملوجي تصفق له … واقول لكم صراحة اني ارثي لحالة وهو يخرج علينا في الفضائيات يطالبنا بالتصويت له …ويوعدنا بحياة افضل واقول له …بعد وكت …

اما ثالثهم … فهو رجل الازمات والفشل المستمر نوري المالكي … صاحب ماننطيه … والوحيد الذي يطلق على نفسه بانه رجل دولة … مع العلم باني لم اسمع سابقا برجل دولة فعلا … يطلق على نفسه هذه التسمية … لسبب لان رجل الدولة الحقيقي … يعترف بادارته للدولة خصومه قبل اعداءه …ولايسمي نفسه قائدا لانه بطبيعة تكوينه … يريد ان ينجز مع الاخرين لايريد ان يقودهم فهم ليسوا قطعان …

من آخر انجازاته … فيضان بغداد بسبب اغلاق سدة الفلوجة … سيل الشهداء القادم من الرمادي والفلوجة … وغيره لو كان بمثل هذا الموقف لوجبت عليه انسانيته ووطنيته واسلاميته … ان يجد حلا لنزيف الدم هذا قبل ان يتجاهله تماما ” وهو شخصيا من تسبب فيه المسبب الاول هو لفشله في التعامل مع الاعتصامات التي استمرت لاكثر من عام”… ويوجه جل اهتمامه لحملته الانتخابية وولايته الثالثة … والتي بكل التوقعات للمحللين المحليين والعراب والاجانب … بان هذا ليس الا … حلم منتصف ليلة صيف … بالنسبة له…

هل سمعتم برجل دولة يعيش عشر سنوات ببلد من اغنى بلدان العالم … ويستلم راتبا يتجاوز 60 مليون دينار عدا الامتيازات ولديه في بلاده 6 ملايين تحت خط الفقر ، هل سمعتم برجل دولة يدين قواته الامنية ويصفها بالجبن لانها لم تستطيع القبض على متنمر في المنطقة الخضراء … لولا ابنه البطل الذي استطاع فعل ذلك…

هل سمعتم برجل دولة يصف نائبا له بالغش لانه لم يزوده بالمعلومات الموثقة عن حالة الكهرباء ، بل ويوصف وزارة فيها اكثر من 15 الف مهندس بالغباء .

هل سمعتم برجل دولة لايثق باحد الا بنفسه … فيحتكر ثلاثة او الابع وزارات واقصد الوزارات الامنية …والتي تغرق في الفساد وفشلت في القيام بالواجب الاول لاي حكومة وهو الحفاظ على حياة مواطنيها …

هل سمعتم برجل دولة …يشن هجوما على مؤسسة بلاده التشريعية اي البرلمان … ويتهمها بالتامر عليه … اين دولة المؤسسات يارجل الدولة …

هل سمعتم برجل دولة يحمي المفسدين والمارقين امثال … فلاح السوداني وعادل خميس ومشعان الجبوري … ويحارب ويقصي الذين جندوا انفسهم لمحاربة الفساد … امثال الشيخ صباح الساعدي ، ومها الدوري وحيدر الملة وجواد الشهيلي …

هل سمعتم برجل دولة يجهل نسبة البطالة والتضخم والفقر في بلاده ولم يمتلك الشجاعة ولامرة واحدة ليخرج في الفضائيات ويعلنها بالارقام ويلزم نفسه بخطة استراتيجية وفق جدول زمني لمكافحتها …

ماذا بقي من صفات وانجازات يستحق عليها المالكي … ليكون رجل دولة … انه يحلم بدكتاتور دولة على غرار سابقه المقبور …

ماهي الا ايام … ويعرف المالكي حقيقة عن نفسه … بانه لم يكن الا … آخر دون كيشوت في تاريخ العراق…