18 ديسمبر، 2024 6:25 م

رغم السمعة غير المحبّذة للفلافل وتأثيرها على الجسم وما تسببه من اضطرابات في المعدة نتيجة بخار زيتها المعتق فان ما جاد به علينا عباس أبو الفلافل من أفكار ونظريات جعلتنا لا نحترمها ونحسب لمتناولها ألف حساب بل نبتعد عن تناولها يوميا خوفا من أن نصاب بفايروس التفكير على شاكلة عباس ويبدو أن بخار الزيت المتراكم في منخري عباس قد ألهمه شيئا من فن الادارة وربما سياسة الدولة لحلحلة أزمة ما وأراد أن يتفلسف قليلا ليس لمصلحة عامة وإنما لمصلحته الذاتية  إذ انه خريج معهد المعلمين ولم يحصل على فرصة للتعيين بعد خمس سنوات من تخرجه وودّ أن يعيش بكرامة فلجأ الى هذه المهنة لذلك كانت فلسفته منصبّة على تعيين الخريجين من أمثاله وتقول إحدى خزعبلاته : إنّ على الدولة أن تحيل الى التقاعد مئات الآلاف من الموظفين الذين لديهم خدمة خمسٍ وعشرين سنة فأكثر وبراتب تقاعدي بنسبة 70% من الراتب الكلي البالغ على الأغلب مليون دينار وبهذا نوفّر 300 ألف دينار من كل موظف نستطيع أن نمنحها راتبا شهريا لموظف جديد أي أننا لن نكلف ميزانية الدولة عبئا مضافا ، وبلغة الفلافل ( خوجة علي ملّة علي ) ولن نُحدث خللاً مثل عبء الراتب التقاعدي للنواب والوزراء والدرجات الخاصة الذين خدموا لأشهر معدودة محترمين مرفّهين متنعمين وبامتيازات مختلفة مع أن مَن حلّ محلهم مُنح راتبا جديدا يعادل رواتب ثلاثين موظفا من أمثالي لو عيّنوني – والكلام لعباس ( شكد بطران ) ، نظرية مضحكة بالتأكيد في العراق الجديد وما هي إلاّ هرطقات وخيالات ناتجة من اضطرابات المعدة تصعد الى الدماغ لتجعله يهلوس ، وبالمناسبة كان الكلام ليلاً بعد تعب نهار كامل ،  وبالطبع فانها فلسفة فلافلية لن يفهمها إلاّ مسؤول يحب الفلافل يوصي موظفي إدارة الافراد والاحصاء لديه بدراسة رقمية لمعرفة جدوى نظرية عباس على مستوى وزارته فقط ، قد تُعمم على وزارات أخرى لنمنح مئات الآلاف من شبابنا فرصة للعيش براتب ضئيل جدا ولكنه يسد جزءا من تكاليف المعيشة .
في نظرية جديدة أخرى تفتّق ذهن عباس عنها ، مجنونة بعض الشيء وأضحكتني أكثر من سابقتها !! فقد اقترح تقليص أيام الدوام في الوزارات والمؤسسات الحكومية ليكون يوما أو يومين في الاسبوع وهي فلسفة جديدة لحضرته بعد أن تعلّم مفهوم الاقتصاد الريعي وتوزيع الثروة بلا إنتاج من الموظفين الذين يتمَوّنون منه  بعشرات ( اللفّات ) يوميا وهم ذاهبون الى عملهم صباحا وعرف منهم أنهم يقضون يومهم بلا إنتاج فعلي وما ذهابهم لعملهم إلا لشطب يوم من الثلاثين يوما بانتظار الراتب الشهري وعرف من ثرثرتهم أن الدوام فرصة للّقاء والتسلية وزيادة أواصر الصداقة وتبادل الخبرات الاجتماعية كما لم ينسَ عباس محاسن نظريته الثانية في تفرّغ رب العائلة لسد احتياجات عائلته في متابعة المولدة والبنزين وطابور النفط الابيض والتسوق والمستوصف و لزيادة حميمية العائلة وكذلك هي فرصة للمسؤولين  ليمرّوا وسط طرق وشوارع غير مكتضة هم وأرتالهم المرعبة التي توجه السلاح نحونا دوما ولنتقي شر مرض السكر الناتج من ( الهبطة ) .
بعد هذه النظريات والنصائح التي أسداها أبو الفلافل أود أن أوصي المسؤولين أن لا يتناولوا الفلافل في محل عباس أو غيره لأنها تُلهم الأفكار المضحكة والفنطازية والميتافيزيقية وربما يعتقد أحدهم بصواب نظريته ويطوّرها لتصبح منهجا لعمل وزارته أو دائرته فيستفيد منها الناس وقد يخسر منصبه بسببها ، دعونا نهتف إذن : يعيش القوزي ولتسقط الفلافل .