بمجرد أن تتغير أنظمة الحكم, تطفو على السطح, مخلفات نتنة تفوح منها رائحة تُزكم الأنوف, وخير دليل على ذلك, ما يحدث الآن في أوكرانيا, من حملة تتضمن, إلقاء المفسدين, من أعضاء, الحكومة السابقة, في حاويات القمامة, بعد مضي أشهر قليلة ,على تغيير الحكومة السابقة.
لا يختلف كثيراً ,ما يحدث في العراق, عن ما يجري في أوكرانيا, فالشبه كبير جداً فيما, يتعلق بالرائحة النتنة, لكن الفارق يكمن, إن حملة إلقاء المسؤولين في, حاويات القمامة لم, تبدأ بعد في العراق , نعم فقد رُفع الغطاء, عن مخلفات الحكومة السابقة, وبدأت تظهر, الصفقات المشبوهة أمام الملأ!
دار نقاشٌ في السيارة, وكنت أستمع بشغف كبير, إلى أحد المواطنين الذي أخذ يسرد تفاصيل, قصة من قصص الفساد, الذي تغرق به, وزاراتٍ في الحكومة السابقة, حد الأختناق.
بدأ الرجل الذي يبدوا, من هيئته إنه سبعيني متقاعد, يشرح للركاب كيف حصلت أبنة شقيقة زوجته ,على تعيين بصفة مدرسة؟ فقد حصلت قريبته على, شهادة بكلوريوس, من كلية العلوم, وكان هناك إعلان ,عن فتح أبواب التعيين, على ملاك وزارة من ,المفترض أنها تتولى, تنشئة جيل المستقبل, في أيام الحكومة السابقة فقدمت قريبته, أوراقها الثبوتية, مثل بقية المتقدمين, إلا أن أحد السماسرة ,الذي كان صديقاً, للرجل السبعيني, أكد له أن هذه مجرد مسرحية, وعرض عليه صفقة مفادها, “أدفع دفتر وتعيين, قريبتك مضمون”, أي 12 مليون!
ثم واصل كلامه, فسألت السمسار, وكيف أضمن أن, المبلغ لن يذهب سدىً؟ فأقترح السمسار, فكرة وجود وسيط, يكون محل ثقة بين الطرفين, وفعلاً تم الأتفاق, فسلم الرجل معاملة, قريبته ومعها المبلغ, إلى الوسيط, وأكد له سمسار الوزارة, أن المعاملة سيتم, توقيعها من قبل ,وكيل الوزير والوزير شخصيا!
وراح الرجل يواصل حديثه, رغم أني لست مقتنعاً, بما يقوله السمسار إلا أنني أنتظرت مرور الأسبوع, وفعلا بحلول الموعد, المتفق عليه ظهر, أسم قريبتي ضمن, المقبولين للتعيين , ومعها شاب واحد فقط, من بين ما يقارب 200 إسم!
بصراحة كنت أعتقد, أن المشاهير فقط, يتقاضون أجوراً خيالية, فتوم كروز الممثل, الأمريكي الشهير, يتقاضى أجراً يصل, إلى ما يقارب 75 مليون دولار, إلا أنه والحق يقال يخاطر, بحياته لأنه يمثل, أخطر وأصعب أفلام, الآكشن ( يعني بتعبة الرجال).
أما اللاعب البرتغالي رونالدو, فهو ليس أفضل, حالاً من توم كروز, إذ يتعرض رونالدو لأنواع الإصابات, والكدمات ويحرص على, أداء التمارين مرتين يومياً, كما
إنه مقيد بوزن معين, ولا يتقاضى سوى ,13 مليون دولار, بينما سيجني الوزير الفاسد, لو وقع 7معاملات, في اليوم الواحد, وهو جالس في مكتبه, أضعاف ما يتقاضاه رونالدو وكروز!.
أليس من الأفضل للمشاهير, أن يعملوا كوزراء في حكومة ينخرها الفساد؟ ورغم ذلك كله, نجد من يتباكى على الحكومة السابقة!
نعم لقد كانت توقيعات, بعض الوزراء ,والحاشية المحيطة بهم, مسعرة بأسعار محددة, فأغلب الوزارات, في الحكومة السابقة, كانت أشبه بدكاكين بقالة, وربما تكون هناك إستثناءات؟ وتخفيضات , للزبائن ممن يترددون, على دكان السيد الوزير؟ فكيف سيكون مستوى, الأداء الوزاري, في دكان بقالة؟ وكيف يمكن أن يأمن, الشعب على نفسه, ويحكمه وزراء يبيعون, البلاد بمن فيها بجرة قلم؟ يا ترى هل ستكفي حاويات القمامة, للمفسدين في العراق؟