7 أبريل، 2024 6:14 م
Search
Close this search box.

تسريبات المالكي من زاويةٍ اخرى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

سوف لن ننفي هنا صحّة التسريبات ذات الخمسة اجزاء ” لحد الآن ” – والتي يعتبرها المالكي وحزب الدعوة بأنها مفبركة , ولا نؤكّدها ايضاً في صحتها وسلامتها , لكنما سنؤشّر ونشير الى نقطتين حقيقيتين ونترك للمتلقّي او القارئ الإستنتاج البائن والحُكم على هذه التسريبات

1 \ بعدَ حرب حزيران – يونيو عام 1967 بفترةٍ وجيزة جدا , بثّت الإذاعة الإسرائيلية مكالمة هاتفية سرية بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والملك حسين , يُنسّق فيها الأول مع الملك الأردني خطةً يقطع فيها عبدالناصر العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ويطلب من الملك حسين ” مداراة ” العلاقة مع الأمريكان وبتفاصيلٍ سريةٍ اخرى , وقد استمع الرأي العام العربي في كلّ مكان لتلك المكالمة , لكنّ ما حدث أنّ المخابرات المصرية كشفت واكتشفت أنّ تلك المكالمة كانت مفبركة بدرجة عالية , حيث قام الخبراء الأسرائيليون بأستقطاع مقاطع معينة من خطابات واحاديث عبد الناصر في اوقاتٍ وازمنة مختلفة , وكذلك من خطابات الملك الأردني , وثمّ القيام بعملية مونتاج بدمج ومزج تلك المقاطع المختارة لإظهارها وكأنها مكالمة حديثة مسترقة .! واظهرت المخابرات المصرية انّ هنالك توقفاتٍ ما اثناء المكالمة المفترضة مع تفاوت في درجات الصوت ضمن العبارات المقتطعة , بالإضافة الى وجود تشويش مكرر يغطي على بعض الجُمل والكلمات المتبادلة بين الزعيمين العربيين , وانكشفت اللعبة الإسرائيلية واوقفت اذاعة تل ابيب اعادة بثّها , فهذا الإستراق التلفوني لأحاديثٍ في اوقات متباينة يكشف زيف العملية بالكامل .

2 \ في اواسط ستينيات الماضي كانت طائرة التجسس الأمريكية U – 2 تُحلّق على ارتفاعاتٍ شاهقة ” لمدة خمس سنواتٍ ” فوق موسكو ! وفوق الكرملين تحديداً وتسترق ذبذبات المحادثات والإجتماعات الدائرة بين اعضاء القيادة السوفيتية العليا , لكنّه وفي السنة الخامسة من ذلك التحليق , كشفت الرادارات السوفيتية تلك الطائرة وأسقطتها بالصواريخ المضادة والقوا القبض على الطيار الأمريكي الذي قفز بالمظلّة ” الباراشوت ” واعترف أمام التلفزة السوفيتية السابقة بالمهام المكلف بها من قيادته < وربما من المفيد التوضيح لما هو واضحٌ اصلاً أن تلك ال U – 2 الأمريكية كان يجري مناوبتها بطائرة مماثلة اخرى وفقاً لساعات الطيران والطيارين والوقود > .!

وإذ نسوق هاتين النقطتين او الحادثتين , فلعلّ الكثير من الأجيال الحديثة ليست على إطلاعٍ بتلكم الأحداث .

ما يهمّ والأكثر والأخطر أهمية في هذا السياق , كيف أنّ الغالبية العظمى من زعماء الأحزاب السياسية في العراق يسكنون ويقيمون ” مع مقراتهم ومكاتبهم ” داخل – المنطقة الخضراء – وما حولها , بينما السفارات البريطانية والأمريكية وعدد من السفارات الأجنبية الأخرى مع منظماتٍ دوليةٍ اخرياتٍ هي المقرّ الدائم والثابت في هذه المنطقة الخضراء , وبالتقنيات الحديثة العالية الجودة ” والتي ترتبط بها كافة مكالمات السوشيال ميديا وسواها المشفّرة عبر الأقمار الصناعية , فهل يصعب او يستصعب عليها او عليهم التقاط وتسجيل احاديثٍ في اجتماعات او لقاءات خاصةٍ لكبار وصغار الساسة العراقيين ومكالماتهم الهاتفية , قياساً ومقارنةً لما كان يجري من مجريات المراقبة والتجسّس في اواسط القرن الماضي .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب