17 نوفمبر، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

تسرب الطلبة من التعليم وسبل معالجته

تسرب الطلبة من التعليم وسبل معالجته

أن التطور الحاصل في ميادين الحياة كافة يتطلب استعداداً كافياً لمواجهة مشكلات العصر وحلها بشكل علمي يتناسب مع حجم المشكلة ، ونحن كأفراد نقابل العديد من المشكلات في حياتنا اليومية حيث تختلف طرق مجابهتها وحلولها وتبقى الدراسة والبحث الموضوعي والعلمي هو الطريق الصحيح لحلها تمشياً مع مطاليب المجتمع المعاصر وتضميناً لرسالة العلم ومسؤولية البحوث والدراسات التي تقدم حلولا وترسم خططاً لمواجهه حاجات المجتمع توصلا الى وسائل لحل هذه المشكلات بصدق في مجتمعنا المتطلع الى تحقيق الاهداف المنشودة في الميدان التربوي الذي يتجه فيه العلم
اتجاها انسانيا يسهم في حل مشكلات المجتمع ويضع العاملين في مهنة التعليم امام واجباتهم لتجاوزها .
ان التسرب من التعليم يعد موضوعا هاما من موضوعات الحياة الانسانية عبر مسيرتها الطويلة بعدما أصبحت عملية التعليم حقاً من حقوق الناس جميعا ، فالطلبة بكل تطلعاتهم ونموهم المتواصل نحو النضج والتكامل يتطلب من المسؤولين عنهم رعايتهم والاهتمام بالحد من مشكلات التربية الا وهي ظاهرة التسرب وذلك بتنويع الاهتمامات والاكثار من الدراسات العلمية في تشخيص هذه الظاهرة بصورة مبكرة والمحاولة الجادة في اكتشاف اساليب وقائية في الحد منها بالقاء الضوء على اساليب حديثة لتربية الطلبة وفق حاجاتهم ومتطلباتهم لنضمن جيلا من الشباب يتسم بضبط النفس
وتحمل المسؤولية في دائرة التحول الجديد الذي تتطلبه المرحلة الراهنة .
ان مشكلات الطلبة المتسربين وخاصة المراهقين منهم أبعد خطورة اذا علمنا الحقائق والاعتبارات اللصيقة بهم والتي هي جزء لا يتجزأ من تفكيرهم ومشاعرهم وغرائزهم فالقوة البدنية التي لم يتم تصريفها في انشطة المدرسة تنقلب الى قوة جامحة غير مسيطر عليها نحو طريق الجريمة لدرء الاغراض والنيات السيئة واستثمارها لاغراض التخريب والهدم ، اضف الى ذلك عمليات الغزو الثقافي المعادي وعمليات الاثارة تجد سوقها رائجة في مجتمعنا العربي ، والتطلعات والافكار والفلسفات يكون معظم ضحاياها من الطلبة المتسربين . فلو وضعنا في حساباتنا هذه الوقائع لعرفنا عظم
هذه المشكلة ويبقى البحث الموضوعي والعلمي هو الطريق الصحيح لحلها .

ومن هنا برزت التربية كعمل انساني خطير هدفه تنشئة الاجيال في المجتمع للقيام بوظائفهم المستقبلية فيه ، وان غايتها هو الانسان لكونه اداة التربية والتنمية وكذلك تنمية المجتمع على اعتبار ان التربية عملية اجتماعية هدفها اعداد الافراد للحياة في مجتمع معين من اجل الوصول الى الطموح المنشود لذلك فلا بد للعملية التربوية ان تبنى خططها وعملها على مفاهيم واضحة بشان طبيعة الفرد والمجتمع والقيم التي يسعى لتحقيقها وطبيعة النظام السياسي والاقتصادي الذي يحقق هذا النوع من القيم ونوع المواطن الذي ينبغي ان يترجم في انماط سلوكه هذه القيم ويدرك
المربون بان مركب النقص الناجم عن الرسوب والتاخير الدراسي وبالتالي التسرب من الدراسة وخاصة بين صفوف الطلبة المراهقين باعمار (13-15) سنة تتأتى نتيجة التوجيه غير الصحيح الذي يقوم على اساس التسلط بدلا من الارشاد مما يولد نفوراً عند الطلبة لذا وجب على تكوين تصور لنمط النفور الذي يبدأ في وقت مبكر جداً من الطفولة ويستمر بشكل لا مبالاة متراكمة او عداء مقترن بانجاز فكري ودراسي هزيل . مما يستلزم من المرشد التربوي نصب عينيه تغيير الاتجاهات السلبية نحو التعليم والمدرسة وتنمية الدوافع وخلق الثقة في نفس الطالب المتاخر .
ان التعلم هو العملية التي يتم فيها اكتساب المعلومات او المهارات سواء اكان ذلك نتيجة الخبرة ام الممارسة او التدريب وان على المؤسسات التعليمية ان تستفيد من رفع مستوى الاختصاص وتشجيع المعلمين في تعلم الامور جميعها والتي تساعدهم في تحقيق هذا التطور وامتلاكهم للمهارات اللازمة والاسهام في اداء دورهم بمستوى افضل . لهذا وجب عليها التخطيط بشكل معقول للبرامج التي تمتلك هذه المهارات في مساعدتهم بالتنوع في اساليبهم وتشجيعهم لتطوير اختصاصهم .
ويعتبر التعليم والتعلم عملية تفاعيلة وفي نطاق هذه العملية تمثل اهداف المناهج ومحتوياتها وخصائص الطلبة مثل اهتماماتهم وقدراتهم وما يفهمونه ، القاعدة التي ترسى عليها القرارات الخاصة بالتدريس وبتوفير الخبرات التربويىة ، وبما ان عملية التقويم تتضمن نقاط القوة والضعف ومراجعة صدق الفروض الاساسية التي يتسم في ضوئها تنظيم البرنامج التعلمي وتطويره , فان الجهود جميعها يجب ان تتجه الى تزويد الطلبة بالتعليم الذي يتناسب مع استعداداتهم وقدراتهم بما في ذلك العمل على اشراكهم واسهامهم في المنهج الدراسي وممارسة التخطيط المشترك بين المعلم
والطالب وتنمية المهارات المتصلة بذلك وممارسة النشاط المدرسي الخارج عن نطاق المنهج ومساعدة الطلبة على القيام بدور ايجابي في تحديد اهدافه وتحقيقها .
ان متابعة الطلبة المتسربين اصبحت من المهام الرئيسية لجميع العاملين في مجال التربية والتعليم وحتى لا يتم فقدان الصلة والاحساس بالمشكلة وان لا يقتصر الهدف على مجرد استرجاع الطلبة لمدارسهم بل التوسع بتقديم صوراً للمساعدة في اعداد برامج دراسية مناسبة للاهتمامات المتغيرة للطلبة . والاهتمام بتوجه الطلبة الى النوع المناسب من التعليم وحسب استعداداتهم وامكاناتهم واعادة النظر في المناهج المقررة بحيث تجمع بين العلم والعمل والثقافة العامة وتوفير البرامج اللازمة للطلبة المتفوقين والمتخلفين ومن الذين يتميزون بارتفاع وانخفاض في درجة
الذكاء لتفادي عدم تكيفهم مع الوسط المدرسي ومن ثم تسربهم من المدرسة ,وذلك من خلال الاتي:

1. توجيه الطلبة نحو الالتزام بالفضائل الخلقية والابتعاد عن العادات والممارسات الغريبة الوافدة وغرس المفاهيم النابعة كالصدق والاخلاص والشجاعة ونكران الذات والتضحية في سبيل الوطن وتقويم الطلبة ذوي السلوك المرفوض اجتماعيا . وترجمة هذه القيم الى انماط سلوكية مقبولة .
2. دعم انشطة وفاعلية الارشاد التربوي في المدارس بهدف مساعدة الطلبة على حل مشاكلهم بانفسهم والتكيف السوي مع انفسهم ومجتمعهم لينشأوا مواطنين مخلصين متمسكين بالفضائل الخلقية .
3. دراسة اسباب انخفاض التحصيل الدراسي والعوامل الدراسية التي تؤثر فيه .
4. دراسة المشاكل النفسية والتعرف على الاضطرابات الانفعالية التي تؤثر في نمو الطالب وانخفاض المستوى الدراسي وبعدها التسرب .
5. التحري عن اسباب وظروف الطلبة الذين يكثرون من غياباتهم وذلك للعمل على مساعدتهم لحل مشكلاتهم .
6. متابعة مواظبة الطلبة في المدارس والحرص على توثيق الصلة بين البيت والمدرسة والعمل على ديمومة هذا الاتصال .
7. ازالة الرهبة خلال اداء الامتحانات من نفوس الطلبة عن طريق عمل قائمة بالمواقف التي هي مصدر للقلق والاستثارة على ان يتعرض لها الطلبة بالتدريج واثناء سير الامتحانات الشهرية والوصول لدرجة التقليل من رهبة الامتحانات نتيجة لاستعدادات الطالب العلمية والنفسية على ان تكون الاسئلة بمستوى الطلبة من الناحية الشمولية والترك الضمني .
8. الاهتمام الخاص بالطلبة بطيئ التعليم ودراسة الاسباب والعوامل التي ادت الى ذلك مع توجيههم للالتحاق بالاعمال التي تنتفق واستعداداتهم والتركيز على الاهتمام بالطلبة المتفوقين عن طريق دراسة العوامل التي ادت الى ذلك وتشجيعهم لمواصلة تفوقهم .
9. حصر المتسربين ومتابعتهم وجمع المعلومات عنهم لتقديم افضل الخدمات لهم من اجل عودتهم لصفوف الدراسة وذلك عن طريق خلق الجو الملائم لممارسة انشطتهم وتمضية وقت فراغهم بشكل جيد .
10. مساعدة الطلبة على اختيار الدراسة التي تتلائم وقدراتهم والاهتمام الخاص بالطلبة بطيئ التعلم عن طريق دراسة الاسباب والعوامل التي ادت الى ذلك ومعالجتها بالطرق التربوية .
11. التنسيق مع وسائل الاعلام للاسهام الفاعل في دعم العملية التربوية والحد من ظاهرة التسرب .
12. تهيئة الجو الملائم اثناء اجراء الامتحانات والابتعاد عن التهديد والترهيب في توجيه الطلبة بالطرق التربوية الحديثة .
13. تطوير اساليب التقويم والامتحانات من حيث المحتوى والمضمون الى ما يجعلها عامله وبشكل فعال على تنمية التفكير لدى الطلبة ، وتقويم صوره اكثر دقة ووضوحا لمستوياتهم العلمية .

أحدث المقالات