23 ديسمبر، 2024 12:04 م

بعد التطورات الدراماتيکية الاخير التي جرت على صعيد الاوضاع المتوترة بين الولايات المتحدة الامريکية والنظام الايراني بحيث إن الاحتمال الاکثر ترجيحا هو حدوث المواجهة خصوصا وإن إرسال الولايات المتحدة لحاملة الطائرات أبراهام لنکولن والفريق المرافق لها، يراه معظم المراقبين تطور لابد من أخذه على محمل الجدية وبعد أن کان القادة الايرانيين وقادة أذرعهم في بلدان المنطقة يطلقون تصريحات فيها طابع هجومي محض ضد الامريکيين فإنهم وبعد التحرکات العسکرية الامريکية الاخيرة صاروا حذرين في إطلاق التصريحات ويتکلمون أکثر من باب الدفاع الموضوعي، وهو يدل على إنهم قد علموا بأن المواجهة لو قدر لها ووقعت فإنها لن تکون في صالح النظام الايراني وأذرعه في المنطقة، وهو إحتمال ترجحه معظم الاوساط السياسية الدولية ولاسيما المطلعة منها.
في ظل هذه التطورات والاحتمالات القائمة والتي معظمها لاتميل لصالح النظام الايراني خصوصا وإن التناقض والتخبط يبدو واضحا على تصريحات القادة والمسٶولين الايرانيين حيث إنه وفي الوقت الذي يٶکد بعضهم رفضهم الکامل لإجراء المفاوضات فإن قسما آخرا يعلن عن الاستعداد لإجرائها أو إنه في الوقت الذي يشدد البعض من المسٶولين الايرانيين بأن العقوبات الامريکية لن تٶثر عليهم فإن قسما آخرا يٶکد بأنها أثرت کثيرا على الاوضاع وإن النظام ليس بمقدوره مواجهتها والحد من تأثيراتها، في ضوء کل هذا فإن وقوع المواجهة التي لن يخرج منها النظام الايراني سالما بحسب معظم التوقعات خصوصا وإن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يتربصان به ولو تضعضعت الاوضاع فإنهما سيمسکان بزمام الامور ويصبح النظام في خبر کان، والتساٶلات المشروعة التي لابد من طرحها هنا هي؛ کيف سيکون موقف أذرع النظام في حال سقوط النظام؟ وکيف سيکون موقفهم من نظام إيراني جديد يختلف بزاوية مقدارها 180 درجة عن النظام الحالي؟ وکيف سيکون لسان حالهم في مخاطبة شعوبهم خصوصا إذا ماتلقت بلدانهم ضربات عسکرية أمريکية بسبب من تحرکات قاموا بها ضد الامريکيين؟
تلك التساٶلات التي نراها مشروعة وواردة في حال سقوط النظام وإنهياره کنتيجة حتمية لمواجهته مع الولايات المتحدة الامريکية، لکن هناك تساٶل تعمدنا ذکره کآخر تساٶل وهو: مع کون إحتمال محاکمة قادة النظام الايراني بسبب العديد من الجرائم والمجازر التي إرتکبوها بحق شعبهم، والذي من شأنه فتح ملفات التدخلات وفضح وکشف جرائم قامت بها أذرع النظام ضد شعوب بلدانهم، فماذا سيکون موقف قادة هذه الاذرع عندما يکونون مطلوبون للمحاکمة على جرائمهم في لاهاي أو حتى في محاکم أخرى؟