الحياة تشبه كثيرًا صراع الشجر على البقاء؛ فحينما تقاوم النبته حتى يشتد عودها لتقف قوية خضراء تراقص أوراقها الرياح، وأغصانها شامخه تعانق السماء تزهو بشبابها تسر الناظرين، ولكن دوام الحال من المحال، ولا بد أن تنقلب الظروف والأحوال، وهنا يحل عليها الخريف لتصغر وتذبل ويقسو عليها الصيف بحرارته الحارقة لتصل آنها قاب قوسين أو أدنى من الفناء، فيكسرها اليأس ويصيبها بالجفاف ابتعاد الاشجار التي كانت تعتقدهم سورًا يحميها من الرياح العاتيه. وفي هذا الصراع على البقاء يسيّر الله الأمل من حيث لا تحتسب لتحل غيمة محملة بالعطاء والمحبة، فيهطل مطرها بالخير الذي يروي أرضها التي أصابها الجفاف.
العطاء الذي لا يتجسد بالماديات فقط، إنه الوفاء والأخوة والمحبة وجبر الخواطر.
كثيرة هي الأشجار التي تحبط وتستسلم للسقوط لأنها لم تجد غيمة حانية تظللها وتمسك بغصنها!
وهنا تسقط كثير من الأوراق (الصديق الحقيقي هو من يمشي تجاهك حينما يبعد الجميع عنك)