19 ديسمبر، 2024 4:08 ص

تساقطت الامطار فتساقطت الاعذار

تساقطت الامطار فتساقطت الاعذار

يأبى المطر الا ان يكون رحمة ونعمة لبني البشر منذ ان وطئت قدم الانسان  كرتنا الارضية هذه وان حاول الكثير من الناس تحجيم  أو تقزيم تلك النعمة  بان يجعلوها محصورة  في اغناء الارض بالمياه المناسبة لتعشب ولتكون تلك الامطار مصدرا رئيسيا للزراعة وتربية المواشي وغيرها وهم وان كانوا محقين في ذلك الا ان ذلك قد يكون فيه غمطا لتلك الرحمة المعطاء فهي رحمة ونعمة مطلقة في كل الاماكن وفي كل الازمنة وفي كل الاتجاهات ولعلنا في العراق نلاحظ ان لنعمة الامطار فائدة اخرى قد لا تكون عند غيرنا  لان الشعب العراقي ومع شديد الاسف وانا قلت ذلك في اكثر من مرة اذا اتخذ موقفا من شخصية معينة سواء سلبا او ايجابا فأنه من الصعوبة بمكان تغير تلك النظرة ولربما  تترسخ تلك النظرة او التصور حتى يصبح من المسلمات وعندها لا تنفع الادلة والبراهين التي يتم تقديمها لدحض تلك الفكرة  او لإزالة الغشاوة عن تلك النظرة فمثلا لو انك فعلت ما فعلت على ان تثبت للبسطاء من الناس او حتى للذين لديهم مستوى علمي وثقافي معتد به ويحملون شهادات معينة بان التيار الصدري ممثلا بقيادته هي المخلص والمنجى للعراقيين وانهم هم فعلا من يسعون لخدمة ابناء البلد وتحترق قلوبهم عليه لن تستطيع ذلك ولو قدمت الالاف من الادلة والبراهين وكذلك فانك  ستجد هذه الصعوبة تزداد الى نسب كبيرة جدا لو انك حاولت ان تبين او تثبت للناس انهم في خطأ فاحش بتأييدهم لهذه الحكومة ممثلة بدولة رئيس الوزراء وسياستها فلو قلت ان  العراقيين يقتلون بالمئات يوميا والحكومة عاجزة عن التصدي للإرهاب قالوا لك انناوضعنا خططا امنية جديدة ومحكمة وستحد من نشاط الجماعات المسلحة ولو قلت ان الفساد وصل الى مستويات مرعبة قالوا لك انك تريد تسقيط الحكومة ولو قلت ان السياسات المتبعة تعمل على اشاعة الفرقة والتناحر الطائفي والمذهبي قالوا لك انك تعمل بأجندة خارجية ولقلت ان المشاريع والصفقات التي تعقد يشوبها الفساد وان القسم الاكبر منها وهمية قالوا لك انك تريد ان تغطي على فشل جهتك السياسية وهكذا حتى  تصل الى درجة اليأس من التغيير ومع شديد الاسف اننا في بعض الاحيان ننسى ان هناك فاطر السموات والارض و(ان رحمة الله قريب من المحسنين) فهو وحده القادر على  كشف الاقنعة الزائفة واعادة الناس الى رشدهم ولعل ما حصل  في العراق من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه من تساقط الامطار لهو خير دليل على كلامنا هذا فما ان  فتحت السماء ابواب الرحمة على بلدنا المظلوم وارضنا المعطاء حتى غرقت بيوت الناس وملئت الشوارع بالمياه وكأننا نعيش في عصر ماقبل الصناعة او اننا  لانعيش في بلد ميزانيته المليارات من الدولارات نعم المتابع لبرك المياه والمستنقعات في وسط بغداد والمحافظات  يصل الى نتيجة قد لا تعجب الاخرين وهي ان الحكومة وادارة المحافظات قد فشلت فشلاً ذريعا في خدمة الناس ولعلنا نستطيع ان نبين بعض فوائد تلك النعمة من خلال عدة نقاط :
1. في اواخر العام الماضي حدثت نفس المشكلة من تساقط الامطار وغرقت البيوت والشوارع ولذالا يمكن القبول بان الحكومة قد تفاجئت بالأمور ولم تكن مستعدة  فلم تتخذ التدابير الناجحة او يقول قائل ان مناسيب الامطار كانت عالية ولم يتم السيطرة عليها .
2. في كل لقاء او تصريح تجد ان المسؤولين وعلى راسهم رئيس الحكومة  يقولون فعلنا كذا وكذا وسنفعل كذا وكذا والناس لاتستطيع ان ترفض او توافق على تلك التصريحات لأنها لاتمتلك الادلة على ذلك الا ان جاءت الامطار ففضحت  تلك الامور .
3. في مجلس النواب وعلى بعض القنوات الفضائية يتم التعرض للفاسدين والفساد في دوائر الدولة وخصوصا امانة بغداد ولكن كان الرد انكم تريد التسقيط والتشهير الا ان جاء المدد الالهي بالأمطار ففضح اكذوبتهم .
4. محافظ بغداد ومنذ توليه المنصب يصرح وينادي بان هناك فساد واموال هدرت  وان محافظة بغداد هي من اسوء المحافظات في الاعمار والمشاريع فكان الرد التضييق عليه وحل فوج المهمات الخاصة بحمايته ومحاولة التشهير به حتى جاء المدد بأمطار الخير .
5. كشفت الامطار وبما لايقبل الشك فشل البنية التحتية للمحافظات وخصوصا بغداد وان كل ماتم القيام به من مشاريع عبارة عن صبغ وارصفة من المقرنص .
6. جاء ت الامطار لأبناء المحافظات عامة واهالي بغداد خاصة وهي تحمل لهم الادلة على خطأ وسوء اختيارهم  للمسؤولين في الانتخابات .
7. لااريد ان اكون متشائما ولكني اعتقد ان هذه الرسالة التي جاءت بها الامطار اذا لم يتم التعامل معها بجدية وان تكون لها مصاديق على ارض الواقع فستكون العواقب وخيمة  جدا .
8. الامطار جاءت لتكون دليلا يمتلكه دعاة التغيير واصحاب المشاريع الحقيقية لخدمة البلد وابنائه المظلومين امام كل من يحاول ان يضحك على عقول السذج من الناس وانه عمل ويعمل من اجل ان تكون بغداد العاصمة الاولى في العالم .
9. الامطار جاءت لتثبت للناس ان من يحاول  افشال مشروع خادم بغداد وتفانيه في خدمة بغداد واهل بغداد غايته الرئيسية التستر على فساد حزبه والتابعين له في فترة تسلطهم .
10. الامطار اسقطت الاقنعة وفندت الاعذار وفضحت الزيف والخداع امام  عقول من فتح الله بصيرته واما من اراد من كان في هذه اعمى فهو في الاخرى اعمى واضل سبيلا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات